خفضت وكالة ستاندرد أند بورز غلوبال، الخميس 18 أبريل/نيسان 2024، التصنيفات طويلة الأجل لإسرائيل من AA- إلى A+ وسط تصاعد المواجهة مع إيران، وفي ظل المخاطر الجيوسياسية المرتفعة بالفعل لإسرائيل، وقالت في بيان: "نتوقع أن يتسع العجز الحكومي العام لإسرائيل إلى ثمانية بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في 2024، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى زيادة الإنفاق الدفاعي".
وتعكس النظرة المستقبلية السلبية احتمال تصاعد الحرب بين إسرائيل وحماس، والمواجهة مع حزب الله، أو التأثير على اقتصاد إسرائيل بشكل أكبر مما تتوقعه الوكالة الآن. وجاء في البيان: "نرى حالياً عدة مخاطر تصعيد عسكري محتملة، بما في ذلك مواجهة عسكرية أضخم وأطول وأكثر مباشرة مع إيران".
التوتر مع إيران ينعكس على الاقتصادين الإسرائيلي والعالمي
في حين سبق أن أعلن الحرس الثوري الإيراني، يوم السبت، أنه أطلق عشرات المسيرات والصواريخ على إسرائيل، وهو هجوم قد يؤدي إلى تصعيد كبير بين الخصمين الإقليميين، مع تعهد الولايات المتحدة بدعم إسرائيل.
وفي وقت سابق من شهر أبريل/نيسان 2024، ألغت "فيتش" المراقبة السلبية لتصنيف إسرائيل وأبقته عند A+، لكنها أشارت إلى أن حرب إسرائيل ضد حماس في غزة تمثل مصدر قلق.
وخفضت موديز في فبراير/شباط التصنيف الائتماني لإسرائيل على خلفية مخاطر الحرب. وقال وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريش، إن القرار لا يستند إلى منطق اقتصادي سليم، وإنه بمثابة بيان سياسي متشائم.
في سياق موازٍ، فقد تراجع الشيكل (العملة المحلية لدى إسرائيل) على وقع التوترات مع إيران إلى أقل مستوياته في 5 أشهر عند 3.80 مقابل الدولار، وفق غلوبس الاقتصادية.
ونقلت الصحيفة عن رونين مناحيم، كبير الاقتصاديين في بنك مزراحي تفاهوت، قوله إن انخفاض قيمة الشيكل "يعكس التوتر والمخاوف المستمرة قبل الانتقام ضد إيران، والمزيد من التصعيد في الشمال (مع حدود لبنان). وتنعكس هذه المخاوف في الانخفاض بسوق الأسهم".
وكان سعر الصرف متقلباً، خاصة عندما بدأت شائعات عن هجوم إيراني ضد إسرائيل، ولكن وفقاً لمناحيم، فإن انخفاض قيمة الشيكل ينبع من اتجاه مختلف.
ونقلت غلوبس عن مناحيم قوله إنه على الرغم من أن التقارير عن استعداد إيران لمهاجمة إسرائيل ربما كانت حافزاً للانخفاضات المستمرة، فإنه يؤكد أن "التوترات والحساسيات مرتفعة على أي حال، وعادة ما يتفاعل سوق صرف العملات الأجنبية بشكل أقوى وأسرع".
وقال كوبي ليفي، رئيس إستراتيجية الأسواق في بنك لئومي: "حافظ الشيكل طوال الأربعاء على استقراره عند نطاق 3.76 و3.77 شيكل للدولار و4 و4.02 شيكل لليورو، لكن الساعتين الأخيرتين شهدتا ضعف الشيكل حتى إلى 3.80 شيكل/دولار بسبب انخفاض السيولة والطلب على العملات الأجنبية من الأجانب".
وأشار إلى أن الأيام الأخيرة شهدت زيادة طرح السندات الإسرائيلية مجدداً، بسبب التصعيد الجيوسياسي، لكن سعر صرف الشيكل مقابل الدولار واجه صعوبة في تجاوز سعر 3.78 شيكل للدولار بسبب إمدادات النقد الأجنبي التي كانت منخفضة. وأضاف المسؤول لدى بنك لئومي: "في تقديرنا، فإن المعروض من النقد الأجنبي الذي ينتظر بيعه محلياً سيزيد مع ارتفاع الأسعار".
ارتفاع أسعار الذهب
في سياق متصل، فقد قفزت أسعار العقود الفورية للذهب إلى قمة تاريخية جديدة فوق 2400 دولار للأونصة، الجمعة، مدفوعة بتعرض مرافق إيرانية لهجوم بمسيرات، قالت تقارير إن إسرائيل تقف وراءه.
وبلغت أسعار العقود الفورية للذهب بحلول الساعة (04:00 ت.غ) نحو 2410 دولارات للأونصة، قبل أن تتراجع قليلاً إلى 2390 دولاراً بعد إعلان طهران عدم تأثر منشآتها، واستئناف حركة الملاحة.
وصباح الجمعة، لمّحت تالي غوتليب، عضو الكنيست من حزب "الليكود" الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى مهاجمة إسرائيل لإيران وسط عدم تبني تل أبيب رسمياً للعملية. والتزمت إسرائيل الصمت على تقارير أمريكية عن مهاجمة إسرائيل لأهداف في إيران وسوريا والعراق.
من جهتها، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن "وزارة الخارجية طلبت من سفاراتها بالعالم الامتناع عن الإدلاء بتصريحات عن التقارير عن هجوم في إيران".
ارتفاع أسعار النفط
في حين قفزت أسعار النفط بثلاثة دولارات للبرميل الجمعة، وسط تقارير أفادت بأن صواريخ إسرائيلية ضربت موقعاً في إيران، مما أثار مخاوف من احتمال اضطراب إمدادات النفط في الشرق الأوسط. وارتفعت العقود القياسية بأكثر من ثلاثة دولارات قبل أن تتراجع قليلاً.
وبحلول الساعة 0200 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.63 دولار أو ثلاثة بالمئة إلى 89.74 دولار للبرميل. وقفز عقد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي الأكثر نشاطاً 2.56 دولار أو 3.1 بالمئة إلى 84.66 دولار للبرميل.
ونقلت محطة إيه.بي.سي نيوز عن مسؤول أمريكي القول إن صواريخ إسرائيلية أصابت موقعاً في إيران.
وذكرت وكالة فارس الإيرانية للأنباء أن دوي انفجار سمع قرب مطار بمدينة أصفهان الإيرانية، لكن السبب لم يعرف على الفور. ويوجد العديد من المواقع النووية الإيرانية بإقليم أصفهان، بما في ذلك موقع نطنز الذي يحتل المكانة الأبرز في البرنامج الإيراني لتخصيب اليورانيوم. وذكرت شبكة سي.إن.إن أنه تم تحويل عدة رحلات جوية فوق المجال الجوي الإيراني.