حذّر وزير الخارجية الإيراني، حسين عبد اللهيان، إسرائيل من ردٍّ سريع وواسع وأقوى في حال شنت هجوماً على إيران. وبحسب وكالة "تسنيم" الإيرانية، جمع اتصال هاتفي، الإثنين 15 أبريل/نيسان 2024، عبد اللهيان مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون، بحثا خلاله الأوضاع في الشرق الأوسط.
في الوقت نفسه قال علي باقري كني مساعد وزير الخارجية الإيراني، إن بلاده ستردُّ "خلال ثوانٍ" على أي هجوم إسرائيلي محتمل.
اقرأ أيضاً
تهديد إيراني لإسرائيل بردٍّ سريع
عبد اللهيان ذكر لنظيره أن الهجوم الإيراني على إسرائيل يأتي في إطار "الدفاع عن النفس"، وذكر أن "سياسات إسرائيل التدميرية" هي السبب الجذري للأزمات في المنطقة. وانتقد وزير الخارجية الإيراني دعم بريطانيا للهجمات الإسرائيلية على غزة، والتي تسببت بمقتل عشرات الآلاف من المدنيين.
وأبدى عبد اللهيان في الاتصال الهاتفي، استغرابه موقف "الشعور بالقلق" لبريطانيا من الرد الإيراني، الذي يأتي بحسب ما ذكره، "في إطار الدفاع عن النفس وفقاً للمادة الـ51 من ميثاق الأمم المتحدة، بعد استهداف إسرائيل بوحشية" للقسم القنصلي بالسفارة الإيرانية في دمشق.
وفي تعليقه على احتمالية شن إسرائيل هجوماً على الأراضي الإيرانية، قال عبد اللهيان: "إيران لا تريد تصعيد التوتر في المنطقة، لكن إذا كان النظام الإسرائيلي يبحث عن المغامرة، فإنَّ ردنا التالي سيكون أسرع وأقوى وأوسع".
وبالمقابل وصف كاميرون الهجوم الإيراني على إسرائيل بأنه "مثير للقلق" قائلاً: "سنطلب من إسرائيل عدم الرد، لأننا لا نريد أن يتكرر ما حدث مؤخراً وعلى نطاق أوسع".
اقرأ أيضاً
تحذير من مغامرة إسرائيلية جديدة
في سياق متصل، قال عبد اللهيان إنهم حذروا واشنطن من أنَّ رد طهران على أي "مغامرة إسرائيلية جديدة" ضد أمن ومصالح بلاده سيكون "حاسماً وعاجلاً وشاملاً".
جاء ذلك في اتصال هاتفي بين عبد اللهيان ووزير الخارجية الصيني وانغ يي، بحسب بيان لوزارة الخارجية الإيرانية.
وأطلع عبد اللهيان نظيره الصيني على تفاصيل هجوم القوات المسلحة الإيرانية على إسرائيل، رداً على استهداف القسم القنصلي بسفارة إيران في دمشق، وعلى الجهود الدبلوماسية لإيران.
وأردف: "حذرنا البيت الأبيض بوضوح، من أن ردَّ طهران والإجراء التالي سيكونان حاسمين وسريعين وشاملين إذا حاول النظام الصهيوني تكرار الهجمات الإرهابية ضد مصالح إيران وأمنها".
بدوره أدان وزير الخارجية الصيني، الهجوم الإسرائيلي على مبنى البعثة الدبلوماسية الإيرانية في دمشق، وقال إنه يمثل "انتهاكاً" للاتفاقيات والقواعد الدولية.
إسرائيل تتوعد إيران
في وقت سابقٍ الإثنين، توعّد رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، إيران بالرد على إطلاقها صواريخ تجاه بلاده، مؤكداً جاهزية الطيارين الإسرائيليين لتنفيذ ما يُطلب منهم.
ويأتي ذلك بينما تواصل إسرائيل دراسة سبل الرد على الهجوم الإيراني، حيث عُقد يوم الإثنين، اجتماع لمجلس الحرب الإسرائيلي استمر 3 ساعات؛ لبحث الموضوع، دون التوصل إلى قرار.
فيما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين غربيين لم تسمهم، توقعهم "أن ترد إسرائيل بسرعة على هجوم إيران، وقد يكون ذلك، اليوم الإثنين"
من جانبه قال علي باقري كني مساعد وزير الخارجية الإيراني، إنّ بلاده سترد "خلال ثوانٍ" على أي هجوم إسرائيلي محتمل.
وفي تصريحات للتلفزيون الرسمي الإيراني، وصف كني استهداف إسرائيل للقسم القنصلي بالسفارة الإيرانية في العاصمة السورية دمشق بأنه "خطأ استراتيجي".
وأشار باقري إلى أن إيران بردِّها على إسرائيل، "أثبتت قدرتها العسكرية والدفاعية في إطار الدفاع عن النفس". وأضاف: "على النظام الصهيوني أن يعرف أنه إذا ارتكب خطأ آخر، فلن يتأخر الرد 12 يوماً وليس أياماً أو ساعات، بل في غضون ثوانٍ".
وذكر المسؤول الإيراني أن بلاده مستعدة لأي احتمال، قائلاً: "يجب على الصهاينة ألا يرتكبوا الخطأ الثاني، لأنَّ رد فعل إيران سيكون أقسى وأقوى وأسرع".
قصف إسرائيل
مساء السبت، أطلقت إيران نحو 350 صاروخاً وطائرة مسيّرة تجاه إسرائيل، زعمت تل أبيب أنها اعترضت 99% منها، في حين قالت طهران إن نصف الصواريخ أصابت أهدافاً إسرائيلية "بنجاح".
وهذا أول هجوم تشنه إيران مباشرة من أراضيها على إسرائيل، وليس عبر جماعات موالية لها بينها "حزب الله" في لبنان، وجاء رداً على هجوم استهدف القسم القنصلي بالسفارة الإيرانية في دمشق مطلع أبريل/نيسان الجاري.
وتتهم طهران، تل أبيب بشن هجوم دمشق الصاروخي الذي أسفر عن مقتل 7 من عناصر الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال البارز محمد رضا زاهدي، فيما لم تعترف تل أبيب أو تنفِ رسمياً مسؤوليتها عن الهجوم.