أعلن الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية عام 2024 عن ضمِّ مساحة غير مسبوقة من أراضي الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة إلى الأراضي المملوكة لدولة الاحتلال، في خطوة تشير إلى أن إسرائيل عازمة على التوسع في بناء المستوطنات بوتيرة سريعة، وفق ما أفاد به موقع Middle East Eye البريطاني.
ونقل الموقع عن بيانات حصلت عليها منظمة "كِرِم نابوت" الإسرائيلية غير الحكومية، أن إسرائيل أعلنت عن ضم 2743 فداناً في الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة، في حين تقع الكتلة الاستيطانية الأكبر (نحو ألفي فدان) من هذه الأراضي في وادي الأردن.
وأشارت بيانات المنظمة إلى أن إسرائيل استولت كذلك على 650 فداناً بالقرب من بلدة أبو ديس وضمَّتها إلى أملاك الحكومة الإسرائيلية، واستولت على 42 فداناً بالقرب من حديقة "هيروديون" (جبل الفريديس) جنوب مدينة القدس.
وذكرت بيانات صادرة عن منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية غير الحكومية أن الرقم القياسي السابق لأكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية أعلنت إسرائيل عن ضمها في عام واحد بلغت 1285 فداناً، وكان ذلك في عام 1999.
خطوة ممهدة لبناء المستوطنات
وأظهرت البيانات أن الإدارة المدنية الإسرائيلية، التي تدير الشؤون المدنية في الضفة الغربية المحتلة، أعادت رسم خرائط نحو 5900 فدان من "الأراضي المملوكة للدولة" بين عامَي 2018 و2023، وقال موقع "ميدل إيست آي" إن إعادة رسم خرائط الأراضي المصنفة بالفعل على أنها مملوكة للدولة غالباً ما يكون خطوة ممهدة لبناء المستوطنات.
بدوره، قال درور إتكس، المسؤول بمنظمة كِرِم تابوت، لصحيفة Haaretz الإسرائيلية: "كما هو متوقع من هذه الحكومة، شهدنا العام الماضي زيادة حادة في الموارد العامة المستثمرة في نهب آلاف من الدونمات من عدة مناطق في عمق الضفة الغربية، فضلاً عن تسهيل إجراءات البناء على آلاف الدونمات التي استولت عليها الحكومات السابقة خلال العقود الماضية، وإن كان معظمها لم يُستخدم بعد".
وأشار موقع "ميدل إيست آي" إلى أن نحو 700 ألف مستوطن إسرائيلي يقيمون في 300 مستوطنة غير قانونية في الأراضي المحتلة بالضفة الغربية والقدس الشرقية.
تهجير قسري للفلسطينيين
وأوردت منظمة "السلام الآن"، في فبراير/شباط 2023، أن المستوطنين الإسرائيليين أنشأوا في عام 2023 ما لا يقل عن 26 بؤرة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة، وقد أنشأوا 10 مستوطنات منها في أعقاب اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وذكرت المنظمة أن المستوطنين وسلطات الاحتلال هجَّروا قسراً 21 تجمعاً فلسطينياً في عام 2023 لإقامة بؤر استيطانية غير قانونية، منها 16 تجمعاً اقتلع الفلسطينيون منها بعد الحرب.
في السياق، قال مفوِّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، لوكالة رويترز في مارس/آذار الماضي، إن المستوطنات الإسرائيلية توسعت على نحو غير مسبوق، وصارت خطراً يوشك أن يحولَ دون قيام أي دولة فلسطينية.
وجاءت تصريحات تورك مصحوبة بتقريرٍ من 16 صفحة وثَّق إقامة 24300 وحدة سكنية إسرائيلية جديدة في الضفة الغربية المحتلة من بداية عام 2023 إلى أكتوبر/تشرين الأول من العام ذاته، وهي أسرع وتيرة لاستيطان الوحدات السكنية منذ أن بدأت المنظمة الأممية تقارير الرصد في عام 2017.
علاوة على ذلك، شهدت الضفة الغربية زيادة كبيرة في عنف المستوطنين وغارات جيش الاحتلال على الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وذكرت مصادر فلسطينية رسمية أن القوات الإسرائيلية والمستوطنين قتلوا ما لا يقل عن 461 فلسطينياً منذ ذلك الحين.