تراجع جيش الاحتلال الإسرائيلي عن رواية باعتقال قيادي بحماس داخل مستشفى الشفاء، مشيراً إلى أن ذلك حدث "بسبب خطأ بشري"، بحسب بيان مشترك مع "الشاباك"، الجمعة 22 مارس/آذار 2024.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاجاري، إنهم نشروا "صوراً لأشخاص على أنهم اعتقلوا في مستشفى الشفاء بغزة وهم ليسوا معتقلين".
في السياق ذاته، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي أن القيادي بكتائب القسام رائد سعد اعتقل في مستشفى الشفاء تبين أنه "خاطئ".
مسؤول في حماس نفى مزاعم الاحتلال
تراجُع جيش الاحتلال وإقراره بالخطأ، يأتي بعد ساعات فقط من نفي مسؤول أمني بحركة حماس، مزاعم الاحتلال باعتقال عدد من قادة الحركة داخل مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة؛ حيث يتعرض لعملية برية منذ مطلع الأسبوع الجاري.
بحسب ما نقلت "الجزيرة" عن المسؤول الأمني بحماس، فإن قائمة صور المعتقلين في مستشفى الشفاء التي أصدرها المتحدث باسم جيش الاحتلال "غير دقيقة".
وأوضح المسؤول وفق المصدر نفسه، أن عدداً من الصور في القائمة تعود لأشخاص هم خارج غزة حالياً، وصوراً أخرى لشهداء، مؤكداً أن 3 من الصور في القائمة تعود لأطباء أفرج عنهم الاحتلال سابقاً.
يشار إلى أن جيش الاحتلال أعلن اعتقال المئات من مقاتلي "حماس" وحركة الجهاد الإسلامي، ومن بينهم عدد من مسؤولي الأمن والقادة العسكريين، خلال المداهمة الموسعة للمستشفى الرئيسي في غزة، وفق زعمه.
وأضاف جيش الاحتلال في منشور آخر أن قواته قتلت نحو 150 شخصاً في منطقة المستشفى، واعتقلوا "مئات المشتبه بهم وعثروا على أسلحة"، فيما تتحدث مصادر فلسطينية عن أن عمليات القتل والاعتقالات تطول المدنيين النازحين إلى المستشفى.
عملية عسكرية ضد مجمع الشفاء الطبي
ولليوم الخامس يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحام "مستشفى الشفاء" الذي كان يضم أكثر من 7 آلاف مريض ونازح؛ وينفذ حملة اعتقالات واسعة في صفوف النازحين داخل المستشفى، ويقصف المنازل المحيطة به، ما خلف عشرات القتلى والجرحى.
والأربعاء 20 الشهر الحالي، أقر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، بأن الهجوم على المستشفى يهدف إلى "الضغط" على حركة "حماس" خلال المفاوضات الجارية في قطر للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى.
وهذه المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات إسرائيلية المستشفى منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ اقتحمته في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد حصاره لمدة أسبوع، جرى خلالها تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعدات طبية ومولد الكهرباء.
ويشن الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودماراً هائلاً بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".