ذكرت صحيفة Haaretz العبرية، في تقرير نشرته يوم الإثنين 11 مارس/آذار 2024، أن إسرائيل قررت اتخاذ خطوات لإضعاف وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وصولاً إلى مرحلة حل الوكالة، وذلك استناداً إلى فرضية من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن هذه الخطوة ستضر الحكم المدني لحركة حماس في قطاع غزة، على حد وصف التقرير الاسرائيلي.
خطوات لإضعاف وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين
حيث قدم جيش الاحتلال الإسرائيلي، الإثنين 11 مارس/آذار، الخطة التي سوف تؤدي إلى حل الوكالة في غزة والضفة الغربية، من خلال الترويج لحملة داخل إسرائيل وخارجها، بمساعدة المسؤولين الحكوميين الإسرائيليين، تستهدف الإضرار بسمعة الوكالة جنباً إلى جنب مع الكشف عن تورط العاملين في الوكالة مع حركة حماس ومع الذراع العسكرية للحركة.
وقد اتُّخذ قرار أيضاً بتقوية جهات القطاع الخاص التي ترغب في المساعدة، إضافة إلى قرار إبعاد التمويلات عن المنظومة اللوجستية الخاصة بوكالة الأونروا بهدف إضعافها.
وبرغم ذلك، لا يعتقد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن حركة حماس تفككت بعد، برغم الأضرار التي لحقت بها خلال الحرب، حسبما يزعم جيش الاحتلال. وأوضحت الصحيفة أنه يصعب التأكد في إسرائيل من أن حركة حماس لا تأخذ أموال المساعدات التي تُحول إلى القطاع، لكن الفرضية التي لدى المنظومة الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أنه بمرور الوقت ستجد حركة حماس صعوبة في إدارة المدنيين بغزة، مما سيؤدي إلى أن حيازة المساعدات وإدارتها ستخرجان من أيدي الحركة.
بديل لـ"الأونروا"
تجدر الإشارة إلى أنه حتى هذه اللحظة، وبعد مرور 5 أشهر على بدء الحرب التي تشنها إسرائيل ضد غزة، لم ترد القيادة السياسية الإسرائيلية على طلب وزارة الحرب الإسرائيلية، الذي يستهدف العثور على بديل لوكالة الأونروا، ولم يُعثر كذلك على أي منظمة تتحمل مسؤولية إدارة المدنيين في حالة إطاحة حكومة حماس. وحتى هذه اللحظة، ثمة عديد من البدائل المقترحة من مؤسسة الدفاع، وهي أيضاً مقبولة من جانب المجتمع الدولي على صعيد تحويل المساعدات إلى قطاع غزة.
صحيحٌ أن التفهم الذي يسود في إسرائيل يشير إلى أن المساعدات الإنسانية لم تعد في أيادي الجيش أو الجهات الرسمية، ولكن بسبب أهمية إدخال الإمدادات إلى القطاع، لا سيما بين الأمريكيين، يعي جيش الاحتلال أن إدخال المساعدات إلى القطاع سوف يقوي الشرعية الدولية المتآكلة لاستمرار الحرب.
إسرائيل تمنع المساعدات
في سياق موازٍ، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، إن إسرائيل حظرت إدخال مساعدات بالغة الأهمية، بينها أجهزة التنفس الاصطناعي وأدوية السرطان إلى غزة، وأرجعت شاحنة مساعدات بسبب مقصات طبية.
وذكر لازاريني، في منشور على حسابه بمنصة "إكس"، الإثنين، أن جميع سكان غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية من أجل البقاء، وأضاف: "يأتي القليل جداً وتزداد القيود".
وأوضح أنه "تم إرجاع شاحنة محملة بالمساعدات، لأنها كانت تحتوي على مقصات تستخدم في مجموعات الأدوات الطبية للأطفال". وتابع: "يضاف المقص الطبي الآن إلى قائمة طويلة من المواد المحظورة التي تصنفها السلطات الإسرائيلية على أنها ذات استخدام مزدوج".
كما أوضح أن القائمة تشمل مواد أساسية ومنقذة للحياة، بينها أدوية التخدير، والأضواء الشمسية، وأسطوانات الأوكسجين وأجهزة التنفس الصناعي، وأقراص تنظيف المياه، وأدوية السرطان، ومستلزمات الأمومة.
وشدد على أنه يجب تسهيل وتسريع عملية السماح بمرور الإمدادات الإنسانية وتسليم المواد الأساسية والحيوية. وأضاف: "حياة مليوني شخص تعتمد على ذلك، وليس هناك وقت لنضيعه".
في الوقت نفسه أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، الجمعة، بأن 63 امرأة في قطاع غزة يقتلن يومياً؛ إثر الحرب الإسرائيلية، غالبيتهن أمهات.
وقالت في بيان: "تستمر النساء بغزة في تحمّل عواقب هذه الحرب الوحشية، حيث قتل ما لا يقل عن 9000 امرأة، ولا يزال العديد منهن تحت الأنقاض". وأوضحت أنه "في المتوسط، تُقتل 63 امرأة يومياً في غزة، بينهن 37 أماً يتركن عائلاتهن وراءهن".
جدير بالذكر أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".