هاجم رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي، أوزغور أوزيل، حركة المقاومة الإسلامية حماس، وفي مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع، السبت 2 مارس/آذار 2024، أوزغول أوزيل وصف حماس بالتنظيم الإرهابي، واعتبر عدم تصنيفه بالتنظيم الإرهابي في تركيا أمراً مثيراً للعار.
أوزغول أوزيل وصف حماس بالتنظيم الإرهابي
في الفيديو الذي انتشر بشكل كبير قال أوزغول أوزيل: "نرفض رفضاً قاطعاً عدم قبول أردوغان حماس كتنظيم إرهابي.. هذا أمر مثير للعار جداً.. نعتبره مثيراً للعار بالنسبة لتركيا، فحماس تنظيم إرهابي".
لم يتوقف حديث أوزيل عن حماس في هذا الجانب، بل سبق أن قال في كلمة له قبل أيام، إن مقاومة حماس للاحتلال هي إرهاب، ووصف الإبادة الجماعية الإسرائيلية بأنها قوة غير متناسبة. وقد أضفى أوزيل الشرعية حرفياً على هجمات إسرائيل المحتلة بقوله: "ردت إسرائيل بشكل غير متناسب على الهجمات الإرهابية التي نفذتها حماس".
يأتي موقف أوزيل على عكس توجهات الدولة التركية، حيث شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، على أن ما يحدث في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية "حتماً ليس حرباً، بل عملية إبادة جماعية". جاء ذلك في كلمة خلال افتتاح أعمال منتدى أنطاليا الدبلوماسي بنسخته الثالثة في مدينة أنطاليا جنوبي تركيا.
وأشار أردوغان، إلى أن القوى الغربية الداعمة لإسرائيل بشكل غير مشروط تعتبر شريكة في إراقة الدماء بغزة عبر سياساتها المنافقة، وقال: "لم يُقتل في غزة الأطفال والنساء والمدنيون بوحشية فحسب، بل تم أيضاً القضاء على ثقة مليارات الناس في النظام الدولي والعدالة والقانون".
وشدد على أن المجتمع الدولي لا يمكنه أن يسد دينه للشعب الفلسطيني إلا بإقامة دولة فلسطين.
وأكد أن إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية أمر لا بد منه، وأبدى استعداد تركيا لتحمل المسؤولية، بما في ذلك المشاركة في آلية ضامنة.
أردوغان ينتقد النظام الدولي بسبب غزة
انتقد الرئيس التركي، النظام الدولي الحالي الذي "فقد معناه ولم يعد أكثر من شعار"، ويفتقر إلى المفاهيم الأساسية مثل التضامن والعدالة والثقة ولا يستطيع الوفاء بالحد الأدنى من مسؤولياته.
كما شدد على أن "غزة؛ المكان الذي رُفعت فيه راية إفلاس النظام الدولي". وجدد دعوته المجتمع الدولي إلى "نصرة غزة والقضية الفلسطينية بكل صدق".
وأردف الرئيس التركي: "من واجبنا تجاه شعبنا والإنسانية جمعاء أن نصدح بما نراه صواباً".
أما بشأن التطورات في غزة، فأكد الرئيس التركي أن القطاع كان الموضع الذي "رفع فيه النظام الدولي راية الإفلاس". وأوضح أن الجميع يتابع بـ"حرقة قلب" ما يحصل في غزة من "بربرية ومجازر" منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأفاد بأنه عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، تبقى الكثير من المؤسسات الدولية ومجلس الأمن الذي تتمثل مهمته في ضمان السلام العالمي، ومؤسسات الاتحاد الأوروبي عاجزة ومختلة وظيفياً.
وانتقد استهداف إسرائيل "بشكل دنيء" المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال، والكنائس، والجوامع والمؤسسات التعليمية، ومخيمات اللاجئين، فضلاً عمّن ينتظرون في الطوابير للحصول على المساعدات في غزة.
وعن إسهامات أنقرة، منذ بدء الحرب الأخيرة على غزة، قال أردوغان إن تركيا أرسلت حتى الآن 37 ألف طن مساعدات إنسانية، وأحضرت أكثر من 900 مريض من غزة مع مرافقيهم، فضلاً عن مواصلتها الجهود الدبلوماسية في المحافل الدولية. كما انتقد أردوغان، ازدواجية معايير القوى الغربية إزاء ما يحصل في غزة. ولفت إلى أن الدول الغربية تدعم إسرائيل بشكل غير مشروط.
وأكد على أن وفاء المجتمع الدولي دَيْنَه للشعب الفلسطيني، لا يمكن سوى عبر تأسيس دولة فلسطين مستقلة وذات سيادة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
أردوغان يدعو لحماية فلسطين
كذلك جدد الرئيس التركي دعوته للمجتمع الدولي لحماية فلسطين وغزة، مؤكداً أن بلاده مستعدة لتقديم ما يقع على عاتقها من مسؤوليات والتزامات.
وعلى صعيد آخر، شدد أردوغان، على تكثيف تركيا جهودها لتعزيز الحقوق المكتسبة للقبارصة الأتراك، وتسجيل المكانة الدولية لبلادهم.
ويناقش منتدى أنطاليا الدبلوماسي العديد من القضايا العالمية التي تهم الشرق الأوسط ومنطقة المحيط الهادئ وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، مثل تغير المناخ وأزمة الغذاء و"دبلوماسية الفضاء" فضلاً عن قضية غزة.
يُذكر أن أوزغور أوزيل صيدلاني وسياسي تركي، كان يوصف بأنه ذراع كليجدار أوغلو داخل حزب الشعب الجمهوري ومنفذ سياساته، إلى أن أطاح به وترأس قيادة الحزب بدلاً عنه في انتخابات الحزب في 2023.
وُلد أوزغور أوزيل يوم 21 سبتمبر/أيلول 1974 في ولاية مانيسا شمالي تركيا لعائلة مهاجرة من البلقان، وعمل أبوه مدرساً في المدارس الحكومية التركية ودرس المرحلة الابتدائية في مسقط رأسه مانيسا، ثم انتقل إلى مدرسة إزمير بورنوفا لدراسة المرحلة الإعدادية والثانوية، وبدأ بتعلم اللغة الألمانية بجهد فردي، إلى أن التحق بمدرسة مانيسا الثانوية لدراسة السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية باللغة الألمانية.
تخرج أوزيل، في كلية الصيدلة بجامعة إيجة في مدينة إزمير في 1997.
الوظائف والمسؤوليات
بدأ العمل صيدلياً حراً في 1999، وتعرف إلى زوجته الصيدلانية ديدم أوزيل خلال دراسته وفتحا صيدلياتهما معاً، ورُزقا بابنتهما الوحيدة.
تولى منصب الأمانة العامة لغرفة الصيادلة في مانيسا لفترة واحدة، ورئاسة الغرفة لفترتين متتاليتين في الفترة بين 2001 و2007، كما شغل منصب المتحدث الرسمي ورئيس اتحاد الغرف الأكاديمية في مانيسا في الفترة الزمنية نفسها، وحصل على جوائز مختلفة من خلال مشروعاته الاجتماعية والبيئية التي نفذها خلال فترة رئاسته.
بدأت الحياة السياسية لأوزغور أوزيل قدراً في عمر الـ35، ففي الانتخابات المحلية في 2009 كان هناك 3 مرشحين لحزب الشعب الجمهوري عن ولاية مانيسا، واتفق أعضاء الحزب على اختيار شخص آخر غير أوزيل نظراً لقلة خبرته السياسية، لكن نوبة قلبية أصابت مرشح الحزب، ما فتح الباب أمام إعلان ترشحه، إلا أنه لم يحصل على أغلبية الأصوات، ولم يتمكن من الفوز.
أوزغور أوزيل حصل على جائزة أوغور مومجو لأفضل سياسي تركي في 2015 (الأناضول)
استطاع أوزغور أوزيل دخول البرلمان التركي لأول مرة ممثلاً لحزب الشعب الجمهوري عن ولاية مانيسا في الانتخابات العامة التركية في 2011، بقي أوزغور أوزيل محافظاً على مقعده البرلماني عن ولاية مانيسا، وانتُخب في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، عضواً في مجلس إدارة حزب الشعب الجمهوري في المؤتمر الاستثنائي الـ18، كما أصبح نائباً لرئيس الكتلة البرلمانية للحزب في 24 يونيو/حزيران 2015، وعضواً في لجنة الصحة التابعة للبرلمان التركي، ولجنة التحقيق في السجون التابعة لحزب الشعب الجمهوري.
أعلن ترشحه لرئاسة حزب الشعب الجمهوري في 15 سبتمبر/أيلول 2023 في مؤتمر صحفي بمقر الحزب في أنقرة، وفاز بها بعد جولتين من الانتخابات في 05 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 خلفاً لكليجدار أوغلو بعد حصوله على 812 صوتاً من أصل 1366.