وفاة رضيعين في غزة نتيجة الجفاف وسوء التغذية، هذا ما أعلنته وزارة الصحة في القطاع يوم الثلاثاء 27 فبراير/شباط 2024، وقالت الوزارة في بيان إن الرضيعين "توفيا في مستشفى كمال عدوان بشمال قطاع غزة". وأوضحت أن الجفاف وسوء التغذية "يهددان حياة آلاف الأطفال والحوامل في قطاع غزة".
وفاة رضيعين في غزة نتيجة الجفاف
تعقيباً على وفاة رضيعين في غزة نتيجة الجفاف وسوء التغذية، دعت وزارة الصحة في القطاع، المؤسسات الدولية إلى "إجراء مسح طبي شامل في أماكن الإيواء، لرصد وعلاج المصابين بالجفاف وسوء التغذية، ومنع الكارثة الإنسانية". وشددت على أن "المؤسسات الأممية عليها مسؤوليات أخلاقية ووظيفية لحماية الأطفال والنساء، وتوفير كل أسباب النجاة من المجاعة التي تضرب قطاع غزة".
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي بـ"وقف جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، من خلال الاستهداف والتجويع والأوبئة".
وفي 19 فبراير/شباط 2024 حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن الارتفاع الحاد في سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في قطاع غزة يشكل "تهديداً خطيراً" على صحتهم، خاصة مع استمرار الحرب المدمرة.
وقال تيد شيبان، نائب المدير التنفيذي لليونيسف، إن غزة على وشك أن تشهد "انفجاراً في وفيات الأطفال"، الأمر الذي من شأنه أن "يضاعف مستوى وفيات الأطفال الذي لا يطاق بالفعل". وذكّر بأن اليونيسف حذرت من أن القطاع "على شفا أزمة تغذية".
المجاعة تضرب غزة
أما في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن سكان شمال قطاع غزة أصبحوا "على حافة المجاعة، ولا ملاذ يؤوون إليه" في ظل الحرب المستمرة منذ أشهر.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، وفق بيانات فلسطينية وأممية، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب "إبادة جماعية".
إنزال جوي للمساعدات في غزة
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه القاهرة، الثلاثاء، أن مصر والأردن والإمارات وقطر وفرنسا نفذت عملية إنزال جوي لمساعدات إلى قطاع غزة الذي يشهد حرباً إسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. جاء ذلك في بيان للجيش المصري، بعد نشر إعلام محلي عن مصادر لم يسمها تنفيذ العملية ذاتها.
وتعاني محافظتا غزة والشمال في القطاع من مستويات جوع حادة، إذ تصل كميات محدودة للغاية من المساعدات الإنسانية على فترات متباعدة إلى مدينة غزة فقط عبر شارع "الرشيد" على شاطئ البحر، لا يتعدى عددها 10 شاحنات، وفق مصادر محلية فلسطينية وشهود عيان تحدثوا للأناضول.
وأفاد الجيش المصري، في بيان، بأن "مصر والأردن والإمارات وقطر وفرنسا نفذت عملية إسقاط لأطنان من المساعدات الإنسانية فوق قطاع غزة" دون مزيد من التفاصيل.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال الجيش الأردني، في بيان: "أقلعت من العاصمة عمان 6 طائرات من نوع C130، منها 3 طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني و3 طائرات أخرى إماراتية ومصرية وفرنسية". وأوضح أن الإقلاع الجوي "كان جزءاً من عملية المساعدات الإنسانية الهادفة إلى التخفيف عن أهالي القطاع، ضمن جهد دولي بمشاركة دول شقيقة وصديقة".
وتابع: "استهدفت هذه الإنزالات إيصال المساعدات للسكان بشكل مباشر من خلال إسقاطها على ساحل قطاع غزة، في عملية تمت بدون أجهزة توجيه للمظلات، واضطرار الطائرات للتحليق على ارتفاعات منخفضة". كما أعلن الجيش الأردني، أن عاهل البلاد الملك عبد الله الثاني شارك في تلك العملية.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أفادت "القاهرة الإخبارية" الخاصة المقربة من السلطات المصرية عن مصادر لم تسمها بأن "القوات الجوية بمصر قامت بعملية إسقاط جوي لمساعدات إنسانية عاجلة وسط وشمال قطاع غزة بمشاركة الأردن والإمارات".
وقالت إنه تم "إسقاط 45 طناً من المساعدات الإنسانية المصرية شمال ووسط قطاع غزة بمشاركة الأشقاء الإماراتيين والأردنيين". وتحدثت عن "جسر جوي مصري لإسقاط 50 طناً من المساعدات الإنسانية العاجلة بشمال ووسط قطاع غزة"، دون تقديم تفاصيل.
في حين أسفرت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة عن عشرات آلاف الضحايا، معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، بحسب بيانات فلسطينية وأممية، مما استدعى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية".
ولساعات طويلة ينتظر سكان شمال قطاع غزة وصول مساعدات إنسانية على ساحل البحر، مع استمرار الحرب على القطاع والحصار الإسرائيلي، وسط شح في المواد الغذائية ومعاناة من مجاعة قاسية.
الفلسطينيون يحصلون على مساعدات
في حين توافد آلاف الفلسطينيين، الثلاثاء، من جنوب قطاع غزة نحو شاطئ البحر المتوسط بعد رؤيتهم طائرات عربية تلقي مساعدات غذائية في سماء القطاع، الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأفادت " الأناضول" بأنه رغم هبوط جزء من المساعدات داخل مياه البحر، إلا أن ذلك لم يثنِ فلسطينيين عن السباحة للوصول إليها، بينما اختار آخرون الاستعانة بمراكب صغيرة، في ظل ظروف كارثية يعاني منها سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.3 مليون فلسطيني.
ونقلاً عن مصادر مطلعة لم تسمها، أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" الخاصة المقربة من السلطات المصرية، في وقت سابق الثلاثاء، بأنه تم "إسقاط 45 طناً من المساعدات الإنسانية المصرية شمال ووسط قطاع غزة، بمشاركة الأشقاء الإماراتيين والأردنيين".
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة على شفا المجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من السكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاماً.
تأمين الدواء لغزة
في الوقت نفسه، بحث وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، الثلاثاء، مع مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، طرق تأمين الدواء وإدخال الكوادر الطبية إلى قطاع غزة.
جاء ذلك خلال لقاء الطرفين، في مقر منظمة الصحة العالمية في مدينة جنيف السويسرية، وفق بيان وصل الأناضول، صادر عن الخارجية الفلسطينية. وبحسب البيان، جرى خلال الاجتماع بحث "طرق تأمين دخول الدواء واللقاحات والمعدات الطبية إلى القطاع، وكذلك بناء المستشفيات الميدانية".
كما جرى بحث "دخول الأطباء والعاملين في قطاع الصحة لأجل مساندة العاملين في القطاع الصحي الفلسطيني المرهقين من العمل دون توقف منذ أكثر من خمسة شهور".
وناقش الجانبان "الأحداث المتسارعة والتطورات الخطيرة في قطاع غزة، والتصعيد الإجرامي تجاه المدنيين العزل، وأهمية الوقف الفوري للعدوان، بما يضمن عودة الأمن والاستقرار لقطاع غزة، والوصول إلى الصحة ودخول الدواء واللقاحات وإعادة تقديم الخدمات الصحية للمرضى وتحويل وخروج الجرحى للعلاج".
بدوره، أعرب مدير الصحة العالمية عن "القلق إزاء ما يتعرض له القطاع الصحي في فلسطين وأثره المأساوي على صحة المدنيين والحياة بصفة عامة".
ووفق بيانات المنظمة الدولية، يشهد النظام الصحي في قطاع غزة "تدهوراً متفاقماً تترتب عنه عواقب كارثية".
جدير بالذكر أن الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة خلَّفت عشرات آلاف الضحايا، معظمهم أطفال ونساء، بحسب بيانات فلسطينية وأممية، مما استدعى مثول إسرائيل، للمرة الأولى منذ عام 1948، أمام محكمة العدل الدولية؛ بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية".