ذكر موقع Middle East Eye البريطاني، في تقرير نشره يوم الإثنين 26 فبراير/شباط 2024، أن السعودية تقترب من التوصل إلى صفقة بقيمة 15 مليار دولار مع الحكومة المصرية من أجل تطوير مدينة رأس جميلة، التي تعد وجهة سياحية مميزة بالبحر الأحمر، في إطار جهود الحكومة لتخفيف الأزمة الاقتصادية، وذلك وفقاً لمصدر حكومي مصري. وقال المصدر، الذي تحدث مع موقع Middle East Eye بشرط عدم الكشف عن هويته، إن رئيس الوزراء المصري سوف يعلن عن تفاصيل الصفقة قريباً.
تطوير مدينة رأس جميلة
كانت الدعوة إلى العطاءات الخاصة بتطوير مدينة رأس جميلة، من المخطط حدوثها في 2021، لكنها أُجلت بسبب جائحة كوفيد-19، وذلك حسبما أبلغ المصدر موقع Middle East Eye. وأوضح أن هذا يأتي في إطار جهود الدولة لتعزيز التنمية الحضرية المتكاملة بحلول 2052.
يقول المصدر الحكومي المصري إن المستثمرين السعوديين حريصون على الحصول على هذه الصفقة بسبب قرب رأس جميلة من جزيرتي تيران وصنافير، وقدرة الموقع على تعزيز السياحة بين شرم الشيخ ومشروع نيوم في السعودية.
وأوضح المصدر أن العرض السعودي يتضمن بناء منطقة بمساحة 400 ألف متر مربع، وأنه "سوف تكون هناك عناية واجبة بألا تتغير شخصية البيئة أو الطبيعة الخاصة بالمكان".
صفقة تطوير رأس جميلة
أضاف أن الصفقة ستكون شراكة استثمار على غرار صفقة رأس الحكمة، التي وقعتها مصر مع الإمارات في الأسبوع الماضي.
وتابع المصدر الحكومي قائلاً: "سوف تتضمن علامات تجارية كبرى من الفنادق فئة الـ5 نجوم، والأسواق التجارية الكبرى، ومراكز الغوص، ووجهات الترفيه، وصالات الطعام، وشقق الإيجار، ومراكز الأعمال، وقاعة مؤتمرات لعقد الفعاليات والحفلات. ويتوقع أن يجذب الموقع 30 مليون سائح بحلول عام 2027".
وأشار المصدر الحكومي إلى أن العرض السعودي لا يتضمن سحب ودائع المملكة من البنك المركزي المصري، عكس الصفقة الإماراتية التي تضمنت تخلي الإمارات عن 11 مليار دولار وديعة لدى "المركزي المصري" لاستثمارها مباشرة في مشروع رأس الحكمة.
ماهي مدينة رأس جميلة؟
حسبما قالت وسائل إعلام مصرية، تقع مدينة رأس جميلة في مدينة شرم الشيخ، وتم دمج قطعتي أرض تابعتين لوزارتي قطاع الأعمال العام والطيران المدني بعد سنوات من محاولة تطوير أرض وزارة قطاع الأعمال منفردة دون نتائج، والأرض عبارة عن قطعتي أرض متلاصقتين تمتلكهما شركتا "المنتزه للسياحة والاستثمار" إحدى شركات القابضة للسياحة والفنادق، وشركة "إيماك العقبة" التابعة لوزارة الطيران المدني.
– تبلغ مساحة الأرض المطروحة للتطوير (متضمنةً المساحتين معاً) بإطلالة شاطئية نحو 860 ألف متر مربع، ومن المقرر إقامة مشروع سياحي فندقي على أرض "رأس جميلة"، والشراكة مع القطاع الخاص ليس طرحاً جديداً، ففي 2016، تفاوضت الحكومة مع مجموعة وادي دجلة للاستثمار العقاري، إضافة إلى مجموعتي الفطيم السعودية، وإعمار الإماراتية، لكن لم يتم التوصل لاتفاق.
كذلك فقد قدرت الشركة القابضة للسياحة والفنادق استثمارات المشروع في عام 2020 بنحو 3 مليارات جنيه، وسبق أن طرحت "القابضة" أرض مدينة رأس جميلة لجذب مستثمر قبل عدة سنوات، لكنها تلقت عرضاً واحداً ولم يكن مناسباً فتم إلغاء الطرح، وبعد ذلك تعاونت مع وزارة الطيران لتنفيذ مشروع على أرض مملوكة للطرفين.
كان محمود عصمت، وزير قطاع الأعمال العام في مصر، قد قال أنه جارٍ حالياً اختيار مكتب استشاري عالمي لوضع التصميم اللازم استعداداً لطرح أرض رأس جميلة بمدينة شرم الشيخ جنوب سيناء للاستثمار على مساحة 860 ألف متر، وهي أرض تتبع وزارة قطاع الأعمال العام، وفق ما قاله موقع " القاهرة 24″.
مخطط طرح أرض رأس جميلة
وأضاف محمود عصمت وزير قطاع الأعمال العام، أنه لا صحة لتقدم مستثمرين بعينهم للشراكة في هذه الأرض، بل يتم حالياً دراسة الاستثمار الأمثل لهذا المشروع عبر عدد من الطروحات، وعما إذا كان سيتم طرحها للاستثمار كفنادق أم شاليهات سياحية أو غيرها بما يحقق الفائدة الاقتصادية منها، مؤكداً أن ذلك بالتعاون مع وزير الإسكان ضمن لجنة مخصصة لهذا الغرض.
وأوضح: "ندرس النموذج الأنسب للاستثمار في هذه المنطقة، ونجري حالياً دراسة لتحقيق أقصى قدر من الاستفادة من أرض رأس جميلة، وما زلنا في مرحلة تصميم المشروع المقترح، ولم تقدم عروض استثمارية حتى الآن".
الحديث عن تطوير مدينة رأس جميلة
كان أحمد موسى، الإعلامي المقرب من السلطات المصرية، قد علق على الأنباء المتداولة بشأن توقيع اتفاقية شراكة في الفترة المقبلة، مع المملكة العربية السعودية للاستثمار في منطقة "رأس جميلة" على البحر الأحمر، قائلًا: "منطقة بِكر وجميلة جداً".
وأضاف موسى أن "منطقة رأس جميلة تقع في مدينة شرم الشيخ السياحية وتطل على منطقة تيران، ويوجد بها ثاني أطول شاطئ في المنطقة بعد خليج نعمة".
وتابع: "منطقة رأس جميلة ممتازة جداً، وقادمة في مجال الاستثمارات خلال الفترة المقبلة، الآن نقدر نقول إن المنافسة أصبحت بين البحر الأحمر والبحر المتوسط".
وأوضح أن "منطقة رأس الحكمة سوف يكون بها جزء سياحي كبير وهام لجذب السياحة الداخلية والخارجية، وقد لا تقل أهمية عن مدينة شرم الشيخ".
تراجع الجنيه المصري
منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة، قدمت دول الخليج عشرات المليارات من الدولارات إلى مصر، أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان، وأيدت إطاحته بجماعة الإخوان المسلمين عام 2013.
لكن حزم المساعدات هذه توقفت إلى حد كبير في العامين الماضيين، واختارت دول الخليج ربط الدعم بإصلاحات السوق الحرة والحصول على استثمارات مربحة في بعض من أكبر الأصول قيمة في مصر.
من جانبه قال فيكتور زابو، مدير الاستثمار لدى أبردن في لندن، إن الإعلان عن صفقة رأس الحكمة أظهر أن مصر "أكبر من أن تفشل". وأضاف: "هذا تطور جيد وسيساعد في النمو بالتأكيد، لكن مصر ستشهد فوائد أكبر على المدى المتوسط".
وزادت الأزمة الاقتصادية من الضغوط المفروضة على القيادة المصرية ودفعتها إلى التحرك وتقليص مشاريع البنية التحتية الضخمة، إحدى السمات المميزة لحكم السيسي، والحد من هيمنة الدولة والجيش على الاقتصاد.
ومع ذلك، يواصل السيسي تأكيد أن المشروعات الضخمة هذه تجلب استثمارات وتوفر فرصاً للعمل.
وفي مسح اقتصادي عن مصر نشر الجمعة، قالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إنه ينبغي تنفيذ إصلاحات هيكلية، منها تمديد القيود المفروضة على المشروعات الجديدة، وتطوير نظام تحصيل الضرائب، وتقليص الحواجز أمام القطاع الخاص.