قام رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، بزيارة القاهرة لطمأنة نظرائهم المصريين بأن إسرائيل سوف تتخذ خطوات لضمان عدم تسبب العملية ضد رفح في تدفق اللاجئين الفلسطينيين لمصر، وذلك حسبما علم موقع Axios الأمريكي في تقرير له يوم الإثنين 26 فبراير/شباط 2024، من مصدرين أمريكيين مطلعين على المسألة.
تدفق اللاجئين الفلسطينيين لمصر
تسلط هذه الزيارة التي قام بها مسؤولان كبيران في جيش الاحتلال الإسرائيلي، الضوء إلى الأهمية التي توليها الحكومة الإسرائيلية لعلاقتها الأمنية مع مصر، التي حذرت بالفعل من أن تدفق اللاجئين الفلسطينيين لمصر، إلى داخل شبه جزيرة سيناء قد يؤدي إلى صدع في العلاقات بين مصر وإسرائيل.
حدثت الزيارة كذلك في خضم مخاوف عالمية متزايدة، وضمن ذلك في مصر والولايات المتحدة، من أن أي عملية إسرائيلية في رفح، حيث يلجأ فيها أكثر من 1.4 مليون فلسطيني نزح كثيرون منهم من مناطق أخرى في غزة، سوف تؤدي إلى سقوط أعداد هائلة من الشهداء الفلسطينيين، كما سوف تؤدي إلى تدفق اللاجئين الفلسطينيين لمصر.
تدفق اللاجئين الفلسطينيين لمصر.. تنسيق مع القاهرة
قال مسؤولون إسرائيليون إن التنسيق مع مصر يعد شرطاً مسبقاً لأي عملية مستقبلية في رفح، وقال المسؤولان الأمريكيان إن هاليفي وبار قابلا مدير المخابرات المصرية وكبار الضباط في الجيش المصري، وناقشا العملية الإسرائيلية المحتملة في رفح.
وعرض هاليفي وبار على المسؤولين المصريين الأفكار التي يحملانها حول الطريقة التي ستُنفذ بها العملية الإسرائيلية في رفح، بطريقةٍ ستمنع تدفق اللاجئين الفلسطينيين لمصر، حسبما أوضح المسؤولان الأمريكيان بدون مزيد من التفاصيل.
ورفض جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الشاباك التعليق على الأمر. ولم يرد المسؤولون المصريون على تساؤلات أثارها موقع Axios حول الموضوع.
تدفق اللاجئين الفلسطينيين لمصر.. تحذيرات دولية
في حين بحثت حكومة الحرب المصغّرة بإسرائيل "الكابينت"، مساء الأحد، خطة "إجلاء" الفلسطينيين من رفح في إطار خطة تل أبيب لاجتياحها، رغم تحذيرات دولية من خطورة ذلك على المدينة المكتظة بالنازحين الذين لجأوا إليها كآخر ملاذٍ جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر، ما قد يؤدي إلى تدفق اللاجئين الفلسطينيين لمصر.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإثنين، في بيان: "استعرض الجيش الإسرائيلي أثناء جلسة الكابينت لإدارة الحرب، خطة إجلاء السكان من مناطق القتال في غزة والخطط العملياتية للمراحل القادمة"، وفق ادعائه.
وأضاف المكتب: "كما تمّت المصادقة على الخطة لإمداد قطاع غزة بمساعدات إنسانية بشكل يمنع ظواهر النهب التي وقعت شمال القطاع وفي مناطق أخرى"، وفق زعمه، دون مزيد من التفاصيل.
وفيما لم يحدد مكتب نتنياهو المناطق التي تناولها النقاش، إلا أن موقع "تايمز أوف إسرائيل" العبري قال إن "الحديث يدور حول رفح".
والأحد، قال نتنياهو في تصريح صحفي، إن اجتياح رفح قد يؤجّل "قليلاً" إذا قدمت حركة حماس "مطالب أكثر معقولية" تفضي إلى التوصل إلى صفقة لإعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.
تدفق اللاجئين الفلسطينيين لمصر.. والنقاش حول هدنة جديدة
النقاش حول التوغل في رفح يأتي رغم تحذيرات من أن يؤثر ذلك سلباً على المباحثات الجارية برعاية إقليمية ودولية للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى وهدنة مؤقتة مع "حماس"، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الأحد، وكذلك سيؤدي إلى تدفق اللاجئين الفلسطينيين لمصر.
ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية لم تسمّها، تحذيرها من أن "استمرار نتنياهو في التلويح بعملية عسكرية في رفح بالتزامن مع إجراء المحادثات، يمكن أن يؤدي إلى إخراج المفاوضات عن مسارها والتسبب في تشديد حماس لمواقفها"،ويتسبب في تدفق اللاجئين الفلسطينيين لمصر
وتقدّر تل أبيب وجود نحو 134 أسيراً إسرائيلياً في غزة، بينما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين.
يأتي ذلك فيما تتصاعد تحذيرات إقليمية ودولية من أنه لا مكان يمكن أن يلجأ إليه الفلسطينيون في رفح بسبب المعارك في مختلف مناطق القطاع والدمار الهائل الذي خلّفته، لتتركهم بلا أي مأوى آمن، عكس ادعاءات الجانب الإسرائيلي.
كما أن حركة النزوح كانت قد نشطت من شمال ووسط القطاع نحو جنوبه، هرباً من القصف الإسرائيلي على اعتبار أنها "مناطق آمنة" وفق ادعاءات الجيش الإسرائيلي، إلا أن المجازر طالت القطاع من شماله إلى الجنوب.
مصر تهاجم إسرائيل
يأتي ذلك في حين قالت ممثلة مصر أمام محكمة العدل الدولية ياسمين موسى، قبل أيام، إن إسرائيل "تتعمد جعل الحياة في غزة مستحيلة من خلال الحصار والتجويع". جاء ذلك في كلمة خلال جلسات استماع تعقدها محكمة العدل الدولية بمدينة لاهاي، بناءً على طلب من الجمعية العامة للأمم المتحدة لتقديم آراء استشارية بخصوص التبعات القانونية الناشئة عن سياسات إسرائيل وممارساتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضافت ممثلة مصر أن "وحشية إسرائيل مستمرة في قطاع غزة"، موضحةً أن تل أبيب "تتعمد جعل الحياة في غزة مستحيلة من خلال الحصار والتجويع". وأشارت إلى أن "إسرائيل تواصل التهجير الإجباري للفلسطينيين، بينما فشل مجلس الأمن الدولي مراراً في الدعوة إلى وقف إطلاق النار".
وأكدت موسى أن فلسطين تعرضت "لأطول احتلال في التاريخ الحديث"، مشددة على أن "سياسة الاستيطان الممنهج للأراضي المحتلة تهدف إلى تغيير تركيبتها السكانية وتعزيز اليهود فيها لضمها لاحقاً بحكم الأمر الواقع".
وتابعت: "ترى مصر أن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية إلى أجل غير مسمى يعد إنكاراً لحقّ الفلسطينيين في تقرير المصير". وشددت على أنه "لا سلام ولا أمان ولا استقرار ولا ازدهار في الشرق الأوسط دون تحقيق العدالة للفلسطينيين".
وأكدت أن "فلسطين تعرضت لأطول احتلال في تاريخ البشرية"، مشيرة إلى أن "إسرائيل تسمح بعنف المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني، فضلاً عن التوسع في المستوطنات".
انتقادات لخطط الاستيطان
شددت ممثلة مصر أمام محكمة العدل الدولية، على أن "عمليات الاستيطان المستمرة من جانب إسرائيل تقوض أسس حل الدولتين والسلام في المنطقة".
وفي رأي استشاري مماثل، قضت محكمة العدل الدولية عام 2004 بعدم قانونية بناء الجدار الفاصل في الضفة الغربية المحتلة، وطالبت إسرائيل بإزالته من كل الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس الشرقية وضواحيها، مع تعويض المتضررين، لكن تل أبيب لم تنفذ طلب المحكمة.
جدير بالذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، وفق بيانات فلسطينية وأممية، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".