“يسرقون الهواتف والدراجات والأثاث من غزة”.. كاتب إسرائيلي يفضح ممارسات جيش الاحتلال: نهب انتقامي

عربي بوست
تم النشر: 2024/02/20 الساعة 15:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/02/20 الساعة 15:18 بتوقيت غرينتش
جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة /الأناضول

انتقد كاتب إسرائيلي، الثلاثاء 20 فبراير/شباط 2024، عمليات النهب الانتقامية التي يرتكبها جنود إسرائيليون لممتلكات الفلسطينيين في قطاع غزة بعد تشريد أصحابها، حيث كتب ياجيل ليفي، وهو عالم اجتماع متخصص بالقضايا العسكرية، في مقال بصحيفة هآرتس: "جنود إسرائيليون ينهبون في غزة ممتلكات سكان القطاع غزة بعد الاستيلاء على منازلهم". 

وقال: "في صحيفة يديعوت أحرونوت اليومية، نقل الكاتب ناحوم برنياع شهادة أحد أطباء الاحتياط: قامت قوات أصغر وأقل انضباطاً بنهب الهواتف ودراجات نارية ودراجات هوائية، هل هذا عادل؟ لقد شعرت بالحرج". 

أضاف ليفي: "أظهر جندي في لواء جفعاتي بفخر لمراسل تلفزيون كان 11 العام، أوري ليفي، مرآة كبيرة مأخوذة من منزل في خان يونس". 

مشاهد النهب "بفخر"

وتابع: "على وسائل التواصل الاجتماعي، ينشر الجنود مقاطع فيديو مثل مقطع جندي يعرض بفخر قمصان كرة القدم المأخوذة من منزل في غزة، بينما يتباهى جنود الاحتياط بوجبات الطعام اللذيذة المحضرة من الطعام الذي أخذوه من مطابخ غزة". 

كما أشار ليفي إلى أن "هذا الكم الهائل من الشهادات الشفهية يعكس مشكلة واسعة النطاق، لكن يبدو أن الجيش يواجه صعوبة في منع ذلك"، وقال: "ذكرت هآرتس أن هذه القضية أثيرت في محادثات رئيس أركان الجيش (هرتسي هاليفي) مع مختلف الوحدات، ولكن لم يتم القيام بأي محاولة منهجية لمنع النهب". 

أضاف: "أصدر كبير ضباط التعليم بالجيش (الجنرال أوفير ليفيوس)، وهو ليس في التسلسل القيادي، رسالة إلى القوات حول هذه القضية، ورافق صياغته الغامضة تسطير متكرر، كلها مخصصة للنهب، لإظهار أن هذه المشكلة تزعج الجيش". 

جنود إسرائيليون ينهبون في غزة

واستدرك ليفي: "مع ذلك، تمحورت حججُه ضد النهب حول الضرر الذي يلحقه بثقة الجمهور في الجيش وتماسك الوحدة، والمساهمة التي تقدمها في الدعاية المناهضة لإسرائيل". 

وقال: "هناك حجة واحدة فقط نسي أن يذكرها: المنع الواضح للسرقة. من الواضح أنه من الصعب التحدث مع الجنود عن الأخلاق، لذلك هناك حاجة إلى الحجج النفعية". 

عناصر من جيش الاحتلال في غزة/الأناضول
عناصر من جيش الاحتلال في غزة/الأناضول

وأكد ليفي أنه "لم يتطور النهب في الفراغ، وفي الواقع لطالما كان موجوداً، الجديد هنا هو مستواه واعتزاز الجنود به وضعف الجيش أمامه". 

بحسب الكاتب، فإن "الجنود لا ينهبون بالضرورة لتلبية احتياجاتهم الجسدية، كما أنهم ليسوا بالضرورة مدفوعين بالجشع. بل إن النهب أثناء القتال هو تعبير عن الرغبة في الانتقام". 

وقال: "كما يقوم الجنود بالانتقام الرمزي، حيث إن الاستيلاء على ممتلكات أعدائهم بعد هزيمتهم يرمز إلى النصر الكامل"، وفق تقييمه. 

"النهب هو رمز للانتقام العام"

يرى ليفي أن "النهب هو رمز للانتقام العام، وليس من قبيل الصدفة أن يصاحب ذلك تدمير للممتلكات، بما في ذلك أكثر من حادثة أحرقت فيها المنازل دون داعٍ". 

واستنتج أن "النهب يعكس إنكاراً لإنسانية سكان العدو، مما يجعل مقبولاً تفتيش ممتلكاتهم الشخصية، حتى الأكثر حميمية منها، واختيار ما يجب أخذه"، مشيراً إلى أن "حقيقة تعرّض الممتلكات الخاصة للضرر تؤكد فقط الافتراض الذي يكمن في أساس القتال وهو أنه 'لا يوجد مدنيون أبرياء في غزة، وبالتالي لا بأس بإيذاء المدنيين حتى بعد فرارهم". 

وقال إن "هذا يوضح أن النهب ليس انحرافاً عن القتال، بل استمرار لهذه الحرب الانتقامية بوسائل أخرى، إن وجوده يساعد في الحفاظ على الروح القتالية للقوات، وبالتالي فإن هيئة الأركان العامة مترددة في اقتلاعه". 

وختم بالقول: "الآن، يعود الأمر للإسرائيليين العاديين ليقرروا نوع الجيش الذي يريدون أن يقاتل باسمهم".​​​​​​​ 

والجمعة 15 الشهر الحالي، قال كبير محللي صحيفة "يديعوت أحرونوت" ناحوم بارنياع: "إن ما يبدأ بنهب الممتلكات المهجورة يؤدي إلى سرقة المعدات العسكرية للعدو ثم إلى سرقة المعدات العسكرية لقواتنا". 

بحسب برنياع، أقر رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي بوقوع أعمال نهب، وتحدث عنها في كل زيارة ميدانية للجنود، وأضاف: "بعض القادة قالوا له إن ذلك قد يضر بالروح المعنوية". 

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وتدهور ملحوظ في البنى التحتية والممتلكات، وفق بيانات فلسطينية وأممية.

تحميل المزيد