بمجرد إعلان وزارة الشؤون الدينية التونسية عن أسعار الحج لعام 2024 في تونس، حتى انطلقت موجة تفاعل كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، انتقدت التكلفة الكبيرة في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعيشها التونسيون، بينما ذهب آخرون إلى التبرع بمبلغ الحج لصالح الفلسطينيين في غزة.
فقد حددت وزارة الشؤون الدينية أسعار الحج لهذا الموسم في تونس بـ19 ألفاً و780 ديناراً (نحو 6500 دولار)، وعرفت تسعيرة الحج هذا الموسم زيادة في حدود 570 ديناراً مقارنة بالموسم الماضي؛ حيث كانت التسعيرة في حدود 19 ألفاً و400 دينار.
فيما أشارت أرقام رسمية إلى أن عدد الحجاج التونسيين الذين أدوا المناسك الموسم الفائت بلغ 11 ألفاً، فيما تطمح السلطات التونسية لترفيع عددهم هذا الموسم بالتنسيق مع السلطات السعودية.
حسب بيان لوزارة الشؤون الدينية، فإن أسعار الحج لعام 2024 في تونس، توزّعت بين معلوم الإقامة والخدمات المحدّد من شركة الخدمات الوطنيّة والإقامات ومقداره 16 ألفاً و400 دينار (ما يزيد عن 5 آلاف دولار) ومعلوم تذكرة السفر المحدّد من شركة الخطوط التونسيّة المقدر
بـ3 آلاف و570 ديناراً (نحو 1150 دولاراً).
عبرت فئة من التونسيين عن غضبها مما اعتبرته ارتفاعاً في أسعار الحج لعام 2024 في تونس؛ حيث انتقدت إحدى المتفاعلات على فيسبوك "عجز الدولة عن تحديد تسعيرة معقولة تمكِّن المواطن من أداء الحج"، مشيرة إلى أن أداء هذه الفريضة أصبح "حكراً على الأغنياء فقط".
بينما أكد نائب رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار سامي سعيدان، أنّ ارتفاع تسعيرة الحج لسنة 2024 يعود أساساً إلى التضخم وتراجع الدينار التونسي أمام الدولار، وفق ما صرح به لموقع "إلترا تونس" الأربعاء 14 فبراير/شباط.
وأضاف سعيدان أنّ من بين الأسباب الأخرى والتي تسببت في ارتفاع أسعار الحج لعام 2024 في تونس هي غلاء الأسعار في المملكة العربية السعودية وارتفاع الأداءات وفرض ضريبة بنسبة 15% على أي منتج يستهلك داخل أراضيها وارتفاع أسعار الفنادق.
انتقاد أسعار الحج لعام 2024 في تونس
إلى جانب انتقاد ارتفاع أسعار الحج لعام 2024 في تونس، أثارت الدعوة للتبرع بأموال الحج لأهل غزة سجالاً بين عدد من الباحثين والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في تونس.
حيث أعادت الباحثة رجاء بن سلامة نشر تدوينة للباحث الفلسطيني خالد الحروب، قال فيها: "لو كل حاج هذا العام تبرع بكلفة الحج إلى إخوانه في قطاع غزة لتمّ توفير عشرة مليارات دولار على الفور!".
بينما علقت الباحثة ألفة يوسف على المقترح بالقول: "هذا الضرب من الكلام يحمل ضمنياً إدانة لمن اختار الحج. مضمونه أن مساعدة من هم في غزة أهم من الحج"، مشيرة إلى أن "تحديد الأولويات من اختيار الفرد وحده، لا سيما إذا تعلق الأمر بماله".
كما تساءلت بالقول: "لماذا لم أقرأ: لو انقطع كل شاربي الخمر عن شربها وتبرعوا بأموالها إلى قطاع غزة لتوفر مبلغ كبير؟ ليس لدي مشكلة مع الحج ولا الخمر ولا مع أي فعل لا يخالف القانون. ولكن لي مشكلة صغيرة مع التدخل في اختيارات البشر".
علقت بن سلامة بالقول: "هو تدخل بالاقتراح لا بالإكراه وليس بالإدانة، فالإنسان العادي لا يشعر بالذنب لمجرد اقتراح". وردت يوسف بالقول: "الاقتراح – في رأيي – مغلوط لأنه يمس مبدأ الحرية في ثناياه".
أنا مش مفتي وهذه ليست فتوى
— سلطان العجلوني (@AjloniSultan) February 15, 2024
لكن لو أتيح لي الحج لأرسلت هذا المبلغ الضخم لـ #المقاومة وحاضنتها… https://t.co/M7b4NVjtYN
كما اعتبر الباحث والناشط السياسي مهدي بن عبد الجواد أن هذا الاقتراح يشبه من يدعو الناس لعدم التدخين وشرب الكحول أو تناول اللحوم، وارتياد الفنادق وغيرها من وسائل الترفيه والتبرع بالنقود المخصص لها لسكان غزة.
حيث تساءل لماذا هناك رغبة في استفزاز إيمان الناس وأحلامهم الدينية البسيطة؟ فكلما حصل أمر ما يتم مباشرة "استهداف" الحج وأضحية العيد، وهذا أحد مآزق "التحديث" عندنا فكأنه لا يكون إلا ضد "وعي الشعب ومزاجه".