عقدت 5 أسيرات إسرائيليات، ممن عُدنَ من غزة، مؤتمراً صحفياً، مساء الأربعاء 7 فبراير/شباط 2024، في مقرٍ اتخذه أهالي الأسرى الإسرائيليين في تل أبيب، وطالبن صناع القرار في الحكومة الإسرائيلية بالسعي إلى صفقة تُعيد البقية الذين لا يزالون في الأسر منذ 124 يوماً، وفق ما نقل موقع Mako الإسرائيلي.
وقد أدلين بتصريحاتهن بعد أقل من يوم من نشر حماس ردَّها على الخطوط العريضة التي وضعت بين الوسطاء وإسرائيل في قمة باريس، بشأن مقترح تهدئة الحرب في غزة.
وشاركت في اللقاء الأسيرات السابقات شارون ألوني كونيو، وأفيفا سيغل، وأدينا موشيه، ونيلي مرغليت، وسحر كالديرون، ووقفن إلى جانب أفراد من عائلات أسرى آخرين، وهتفوا جميعاً: "إنها لحظة الحقيقة؛ إما الحياة وإما الموت".
"6 أشخاص سيُحددون مصير إسرائيل"
افتتحت شارون ألوني كونيو البيان بمخاطبة شخصية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، ووزيري مجلس الحرب بيني غانتس، وغادي آيزنكوت، وزوجاتهم.
حيث قالت: "لقد وصلنا إلى لحظة الحقيقة، اللحظة الأكثر فظاعة على الإطلاق، التي يقع عليكم فيها أن تقرروا من يعيش ومن يموت. 136 كائناً ينتظرون في نفق بلا أمل، ولا أوكسجين، ولا وماء. الثمن باهظ ولا يطاق وتقشعر له الأبدان. ولكن إذا تركناهم، فإن ثمن هجر الأسرى سوف يصبح وصمة عار تاريخية لأجيال. وسوف تصبح اللاأخلاقية صفة لصيقة بأولئك الذين تخلوا عنهم في عهدهم".
وتحدثت بعدها نيلي مرغليت التي اعتنت ببعض المحتجزين في الأسر، وقالت الأسرة السابقة: "ملايين الإسرائيليين واليهود نصبوا أعينهم على 6 أشخاص سيُحددون مصير إسرائيل. فإذا أعادوا الأسرى إلى ديارهم، سيعود كل إسرائيلي. واعلموا أن هؤلاء الملايين لن يهدأوا ولن يصمتوا حتى يعود الأسرى. أما إذا لم يعودوا، فسيعرف كل إسرائيلي أن الدور سيأتي عليه، وأن حبل الثقة المتبادل قد تمزق".
وقالت أفيفا سيغل: "إن مواطني إسرائيل لديهم قلق عميق على مصير المختطفين. نحن دولة واحدة، عائلة واحدة، مصير واحد". و"نريد أن نشكركم على دعمكم المهم الذي لا ينقطع. شكراً لكونكم معنا في لحظة الحقيقة، فنحن سنحقق معاً أهم وصية في عالم القيم الذي يحكم الشعب اليهودي، سنُنقذ الأرواح! إذا أنقذناهم، فإننا ننقذ دولة إسرائيل، وسيكون ذلك هو النصر المطلق".
"أرجوك يا نتنياهو، أطلق سراح الأسرى"
أما الأسيرة السابقة أدينا موشيه، فتحدثت فيما يشبه التوسل، وقالت: "لقد كنت هناك، وكنت أتألم. وأطلق سراحي، لكن أصدقائي، من الأولاد والبنات، ما زالوا هناك. وأظن أن بعضاً منهم لم يعودوا على قيد الحياة، لأنهم نُقلوا من مكان إلى آخر. وأعرف أنهم لا يتلقون علاجاً طبياً. وأعرف أنهم لم يعودوا إلى حيث كنت. لذا أتوجه بالخطاب مرة أخرى إليك يا نتنياهو، كل شيء في يديك. أنت من يستطيع فعل ذلك، وأنا خائفة جداً، وأخشى أنه إذا واصلت السير في هذا المسار، مسار (الموت لحماس)، فلن يكون لدينا أي محتجزين يمكن إطلاق سراحهم".
وتابعت أدينا كلامها بصوت متقطع: "حتى بين الشباب هناك أشخاص يحتاجون إلى الدواء. لقد شاركت في تعليم بعضهم. لقد حرسنا هذه الحدود سنوات عديدة وعقوداً طويلة، ولم نهرب حتى عندما قصفونا. ولم نهجر مكاننا حين نزل علينا وابل كثيف من الصواريخ. كنا هناك. ونحن نحب المكان، ولكني أريد استعادة بلدي"، و"أنا أتحدث عن الرسالة الأخلاقية لبلدي، لقد ضاعت. وأنا أريد استعادتها، لذا أطلب مراراً وتكراراً: (أرجوك يا نتنياهو، أطلق سراح الأسرى، أخشى على حياتهم، وأخشى ألا نجد شيئاً جديراً بأن نتركه لأحفادنا وأولاد أحفادنا)".
أما سحر كالديرون، أصغر الأسيرات السابقات بين المتحدثات، والتي لا يزال والدها أسيراً في غزة، فصرخت قائلة: "أنا هنا لأصرخ ألماً، لا أعرف إذا كان ذلك سيخفف عني، لكنني سأفعل كل شيء من أجل والدي. لا بد أن يعود والدي. إنه محتجز منذ 124 يوماً. هل تدركون معنى البقاء هناك ولو ساعة واحدة؟!".
وقالت سحر وهي تبكي: "لماذا دُفنت حيةً وأنا في السادسة عشرة من عمري لمدة شهرين في هذا الكابوس؟ ربما أكون على قيد الحياة وأتنفس، لكن روحي قُتلت. وكل من هناك يُقتل كل يوم من جديد".
واختتمت سحر كلامها بالقول: "لقد تخليت [يا نتنياهو] عن أشخاص كثيرين لن يعودوا إلا في نعوش، لذا أرجوك ألا تترك أبي يعود في نعش. هناك 135 شخصاً ما زالوا يتنفسون وهم يمكثون هناك في رعب، وهذا أمر لا أخلاقي، أرجوك أن تنقذهم وتعيدهم أحياءً، ولا تتركني أفقد الأمل فيك، وفي هذا البلد".
مقتل عشرات الأسرى الإسرائيليين
جدير بالذكر أن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي صرح أمس بأنه أخبر 31 عائلة من أهالي الأسرى أن أحباءهم لم يعودوا من بين الأحياء. وأشار تقرير أمريكي إلى أن الحكومة الإسرائيلية لديها مخاوف من أن يكون 20 أسيراً آخرين قد فقدوا حياتهم أيضاً.
في غضون ذلك، زعم تقرير صادر عن مجموعة Fake Reporter الإسرائيلية المعنية بتعقب الأخبار المضللة ومراقبة الخطاب المتداول عن إسرائيل على شبكة الإنترنت، أن أنصار نتنياهو يديرون حملة على الإنترنت لمهاجمة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة.
وكشف التقرير الصادر حديثاً عن منظمة Fake Reporter أنه منذ الأسبوع الأول بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، تشهد وسائل التواصل الاجتماعي حملة كبيرة ترمي إلى زعزعة ثقة الناس بأهالي الأسرى. وعثرت المنظمة على محتوى ينطوي على خطاب سلبي بحق عائلات الأسرى منذ الأيام الأولى من الحرب، وربطت بين هذه الحملة وأحداث العنف التي تعرض لها أهالي الأسرى أثناء احتجاجهم.
وجاء في التقرير أن "تحليل الخطاب المستخدم في هذه المنشورات يوضح كيف يعمل المؤثرون المؤيدون لرئيس الوزراء -ومنهم إعلاميون ونشطاء منتمون إلى حزب الليكود- على تأطير نضال عائلات المختطفين ووصمِه بأنه غير شرعي ومزيف".