منذ اندلاع الحرب المدمرة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قطعت إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان القطاع، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس من أوضاع متدهورة للغاية؛ من جراء حصار متواصل منذ 17 عاماً.
وذلك بعد أن كان معبر "كرم أبو سالم" على الحدود بين قطاع غزة ومصر وإسرائيل، يتم نقل الوقود والسلع الأساسية عبره، وهو يخضع لسلطة المعابر البرية التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية.
في هذا التقرير نستعرض أبرز المعلومات عن معبر كرم أبو سالم، شريان الحياة الأساسي لقطاع غزة، والذي تم قطعه بشكل شبه كامل في العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ أكثر من 110 أيام حتى الآن.
معبر كرم أبو سالم الحدودي
يُستخدم معبر كرم أبو سالم البري، والمعروف باسم "كيرم شالوم" وفقاً للتسمية المعتمدة بإسرائيل، في نقل البضائع المختلفة إلى قطاع غزة المحاصر. إذ يُعد الشريان الأول للقطاع منذ عام 2006 حينما فرض الاحتلال حصاراً خانقاً عليه.
يمر من هذا المعبر البري معظم السلع التي يستهلكها المواطنون من الوقود والمواد الغذائية الأساسية. وهو يقع في جنوب شرقي قطاع غزة، في نقطة التقاء الحدود المصرية مع الاحتلال الإسرائيلي وقطاع غزة.
موقع معبر كرم أبو سالم البري
يقع معبر كرم أبو سالم غرب كيبوتس كيرم شالوم، وكيبوتس التي تعني بالعبرية "تجمُّع"، هي نوع من المستوطنات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، تقوم على "الزراعة"، ويعيش فيها مستوطنون يهود مزارعون وعمال يعملون بشكل جماعي، وتتراوح أعدادهم بين 40 و1500 مستوطن.
يبعد معبر كرم أبو سالم نحو 40 كيلومتراً عن مدينة غزة شمال القطاع المحاصَر، فيما يبعد مسافة 105 كيلومترات عن معبر ترقوميا، الذي يصل بين الضفة الغربية وإسرائيل.
وخلال السنوات الماضية، بعد إغلاق معبر كارني، المعروف باسم معبر المنطار، أصبح معبر كرم أبو سالم هو المعبر الوحيد لمرور البضائع.
سبب التسمية
حمل المعبر تسمية كرم أبو سالم؛ نظراً إلى قربه من كيبوتس إسرائيلي يحمل اسم كيرم شالوم، التابع للمجلس الإقليمي لأشكول، وهو أحد المجالس الإقليمية الموجودة في غلاف غزة.
تأسس هذا الكيبوتس سنة 1967، بعد احتلال فلسطين، على يد أعضاء "هشومير هتسعير"، وتعني الحارس الشاب، وهي منظمة عالمية للشباب الصهيوني أُسست سنة 1913.
أهمية المعبر لقطاع غزة
يُستخدم معبر كرم أبو سالم لنقل أكثر من 60% من حمولات شاحنات البضائع المتجهة إلى القطاع، ويستعمل أيضاً لتصدير منتجات فلسطينية من القطاع إلى الضفة الغربية والخارج، وفقاً للأمم المتحدة.
وقبل اندلاع الحرب، كانت مئات الشاحنات تدخل إلى غزة، عبر المعبر، حاملةً منتجات أساسية، ومواد خام للصناعة، ومعدات طبية، ومنتجات غذائية، ووقوداً، ومواد بناء وغيرها.
ولكن يتم استثناء قائمة من المواد التي تعتبر وفقاً للمعايير الإسرائيلية "مواد ثنائية الاستخدام"، بزعم أنه من الممكن أن تُستخدم لأهداف عسكرية، وفقاً لمركز "مسلك"، الحقوقي الإسرائيلي.
وتسببت الإغلاقات المتكررة للمعبر خلال السنوات الأخيرة، في مفاقمة الأوضاع المعيشية والاقتصادية لسكان القطاع، وفقاً للأمم المتحدة.
جدير بالذكر أن المعبر تم إغلاقه منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ويجري تسليم المساعدات فقط من خلال معبر رفح في غزة مع مصر، والذي زعمت إسرائيل أنه يسمح بدخول 100 شاحنة يومياً فحسب.
وفي الوقت نفسه، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن أهالي أسرى إسرائيليين محتجزين في غزة حاولوا، الثلاثاء 9 يناير/كانون الثاني 2024، منع إدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، قبل أن تمنعهم شرطة الاحتلال الإسرائيلي.