جدّد وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، دعواته لاحتلال قطاع غزة "بالكامل وطيلة الوقت" من قبل الاحتلال الإسرائيلي، داعياً اليهود إلى استيطان القطاع، بحسب تصريحات تلفزيونية، الأحد 7 يناير/كانون الثاني 2024.
حيث قال الوزير المتطرف إن "إسرائيل لن تستطيع السيطرة الدائمة على غزة دون وجود مدني، كي لا يكون للإرهاب مكان ينمو فيه"، على حد تعبيره. وأضاف: "انظروا لماذا تحولت جنين وطولكرم إلى عواصم للإرهاب؛ لأنه لا يوجد هناك استيطان يهودي".
طلب أمريكي من نتنياهو
يأتي ذلك تزامناً مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى تل أبيب، اليوم الإثنين، حيث سيطالب المسؤولين في حكومة الاحتلال، بالسماح لسكان شمال قطاع غزة الموجودين في مناطق إيواء النازحين في وسط وجنوب القطاع بالعودة إلى مناطقهم.
صحيفة "هآرتس" ذكرت في تقريرها أن تقديرات المسؤولين الأمنيين في "إسرائيل"، تشير إلى أن بلينكن، سيطالب بالسماح لسكان شمال قطاع غزة بالعودة إلى منازلهم، رغم الدمار الواسع الذي خلّفه الجيش الإسرائيلي في تلك المناطق.
ومطلع الشهر الجاري، دعا سموتريتش كذلك إلى احتلال قطاع غزة من قبل المستوطنين اليهود بعد انتهاء الحرب، داعياً في المقابل إلى تشجيع الفلسطينيين إلى الهجرة نحو دول أخرى.
وقال سموتريتش: "لتحقيق الأمن، علينا السيطرة على القطاع. وللسيطرة عليه على المدى الطويل، نحن بحاجة إلى وجود مدني".
أضاف سموتريتش الذي يرأس حزب "الصهيونية الدينية" المنضوي في التحالف الحكومي الحاكم، أن على إسرائيل أن "تشجّع" فلسطينيي غزة البالغ عددهم 2,4 مليون تقريباً على مغادرة القطاع.
وتابع: "في حال تحرّكنا بطريقة صحيحة استراتيجياً وشجعنا الهجرة، وفي حال كان هناك 100 ألف أو 200 ألف عربي في غزة وليس مليونين، سيكون خطاب اليوم التالي (للحرب) مختلفاً تماماً".
وأردف قائلاً: "سنساعد في إعادة هؤلاء اللاجئين إلى حياة طبيعية في دول أخرى بطريقة مناسبة وإنسانية، بالتعاون مع المجتمع الدولي ودول عربية مجاورة".
تهجير سكان غزة
في الوقت ذاته وعلى شاكلة سموتريتش، دعا كذلك أكثر من مرة وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، إلى تهجير سكان غزة من أجل استيطان اليهود للقطاع.
وقال بن غفير على منصة "إكس" الأسبوع الماضي: "يجب علينا تعزيز الحل لتشجيع هجرة سكان غزة، فهذا هو الحل الصحيح والعادل والأخلاقي والإنساني"، وأضاف: "لدينا شركاء حول العالم يمكننا مساعدتهم (باستيعاب المهاجرين)"، دون ذكر أسماء هذه الدول.
كانت إسرائيل قد سحبت قواتها وأخرجت مستوطنيها من قطاع غزة في 2005، بما في ذلك مستوطنة "غوش قطيف" التي كانت قائمة في غزة.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت رفضها إعادة احتلال إسرائيلي لقطاع غزة أو إعادة الاستيطان فيه.
وبرزت في الأسابيع الماضية دعوات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين طوعاً من قطاع غزة.
في سياق متصل، قالت الرئاسة الفلسطينية، الإثنين، إنها "ترفض أية محاولات مشبوهة" لتكليف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير أو غيره بالعمل من أجل تهجير المواطنين من قطاع غزة.
وأوضحت الرئاسة في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، أن هذه الأمر يعد "عملاً مداناً ومرفوضاً".