وصل مبعوث الرئيس الأمريكي بايدن، عاموس هوشستين، إلى إسرائيل، الخميس 4 يناير/كانون الثاني 2024؛ "للضغط" من أجل التوصل إلى اتفاق دبلوماسي لتهدئة التوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وفق ما أفاد موقع Axios الأمريكي.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إنَّ هوشستين، كبير مستشاري الرئيس بايدن، ومسؤولين أمريكيين آخرين، يعملون منذ أسابيع على محاولة التوصل إلى حل دبلوماسي، لكن دون إحراز تقدم يُذكَر حتى الآن، وفق الموقع.
إذ تشعر إدارة بايدن بقلق عميق من أنَّ المناوشات الحدودية المتصاعدة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله يمكن أن تؤدي إلى حرب شاملة قد تكون أسوأ من الصراع في غزة، في حين تصاعدت التوترات أكثر، الثلاثاء 2 الشهر الحالي، إثر اغتيال القيادي بحماس، صالح العاروري، في غارة جوية في بيروت.
"مهلة زمنية قصيرة"
بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لهوشستين، الخميس، إنَّ إسرائيل تفضّل الحل الدبلوماسي، لكن هناك "مهلة زمنية قصيرة" للعثور على حل، وفقاً لبيان أصدره، وأضاف: "لن نتسامح مع التهديدات التي يشكلها حزب الله، وسنضمن أمن مواطنينا".
وقالت وزارة الدفاع إنَّ غالانت تحدث مع هوشستين حول الشروط التي تطلبها مؤسسة الدفاع الإسرائيلية لتسهيل العودة الآمنة لأكثر من 80 ألف نازح إسرائيلي للعودة إلى منازلهم.
كما قال مكتب رئيس الوزراء إنَّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ هوشستين أنَّ عودة المدنيين الإسرائيليين إلى منازلهم قرب الحدود مع لبنان هي أحد أهداف الحرب، "وسوف يحققونها من خلال الدبلوماسية أو من خلال الوسائل العسكرية".
وأدى اغتيال العاروري على يد الاحتلال، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إلى زيادة المخاوف من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، حيث تعهد زعيم الجماعة المسلحة اللبنانية حسن نصر الله بـ"الانتقام ومعاقبة إسرائيل".
لا رغبة في خوض الحرب
من جانبه، قال مسؤول أمريكي كبير في مؤتمر صحفي، الأربعاء 3 يناير/كانون الأول، إنه بغض النظر عن تهديدات نصر الله، فإنَّ إدارة بايدن تعتقد أنَّ حزب الله وإسرائيل ليس لديهما الرغبة في خوض حرب مع بعضهما.
يشار إلى أنه منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تزامناً مع عملية "طوفان الأقصى"، بدأ حزب الله بمهاجمة المواقع العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود، وإطلاق الصواريخ والطائرات من دون طيار على الأجزاء الشمالية من الأراضي المحتلة، فيما ردّت إسرائيل بغارات جوية ونيران مدفعية.
وأجلَت إسرائيل عشرات الآلاف من المدنيين من القرى والبلدات القريبة من الحدود مع لبنان في إجراء احترازي، مع مخاوف من أن تنفذ قوات الرضوان التابعة لحزب الله هجوماً مماثلاً لعملية طوفان الأقصى.
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها لن تسمح للمواطنين الإسرائيليين الذين أجلَتهم بالعودة حتى يتغير الوضع على طول الحدود، سواء من خلال حل دبلوماسي أو عمل عسكري.
وتريد إسرائيل دفع قوات حزب الله لمسافة 6 أميال تقريباً (9.6 كيلومتر) بعيداً عن الحدود، ضمن صفقة دبلوماسية، كما أفاد موقع Axios سابقاً.
تحركات أمريكية
يشار إلى أن بريت ماكغورك، كبير مستشاري بايدن لشؤون الشرق الأوسط، التقى بوزير الخارجية اللبناني في البيت الأبيض، الأربعاء، لمناقشة حل دبلوماسي محتمل للتوترات المتصاعدة، وقال المسؤول الأمريكي الكبير: "نحن نعمل على الحل".
والخميس، التقى ماكغورك في تل أبيب، مع غالانت ونتنياهو، وعضو مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي بيني غانتس.
يُذكر أن وزير الخارجية توني بلينكن يتوجه، اليوم الجمعة، إلى الشرق الأوسط للمرة الرابعة منذ بدء الحرب، وتشمل محطات جولته تركيا والأردن وقطر وجزيرة كريت والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وإسرائيل والضفة الغربية المحتلة ومصر.