أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل ضابط وجندي إسرائيليين في الاشتباكات الدائرة في قطاع غزة مع المقاومة الفلسطينية، الأحد 31 ديسمبر/كانون الأول 2023، في الوقت الذي أعلن فيه الاحتلال استمرار مهاجمة أهداف في جميع أنحاء قطاع غزة، حيث لا يجد سكان القطاع الساحلي المعزول أماكن للاختباء منذ فترة طويلة.
جيش الاحتلال الإسرائيلي قال، في بيان، إن الجندي (احتياط) "إليراز غاباي" (37 عاماً) من بتاح تكفا (وسط)، مقاتل في الكتيبة 7810 لواء يفتاح (11)، قُتل في معركة وسط قطاع غزة.
وأضاف أن الجندي (احتياط) ليآف سيعدا (23 عاماً) من طبريا (شمال)، مقاتل في كتيبة الهندسة 7107، قُتل في معركة شمال قطاع غزة. وبذلك ارتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب إلى 505، وفقاً للبيان.
في الوقت نفسه قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الطائرات المقاتلة شنت هجمات جديدة على قطاع غزة، وبالتحديد قرب شمال مدينة غزة، فيما زعم الاحتلال عثوره على المزيد من الأنفاق الجديدة في قطاع غزة.
الاحتلال يوسع عملياته في غزة
قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري، في وقت متأخر من مساء السبت "إنه خلال العملية البرية في خان يونس، داهمت القوات الإسرائيلية اليوم مقار حركة حماس في قلب المدينة، بما في ذلك مركز قيادة المخابرات التابع للحركة"، ولم يتسن التحقق من المعلومات بشكل مستقل.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه بصدد السيطرة أيضاً على شمال القطاع، وهي المنطقة التي بدأ منها الهجوم. وقال هاغاري: "في شمال قطاع غزة نركز جهودنا في حيي الدرج والتفاح، آخر معقلين كبيرين لحماس في شمالي قطاع غزة".
في الوقت نفسه قال مدير عام مستشفى "برزيلاي" الإسرائيلي، حيزي ليفي، إن المركز الطبي عالج أكثر من 3500 إسرائيلي مصاب منذ السابع من أكتوبر 2023/تشرين الأول، مؤكداً أن وصول الإصابات إلى هذا العدد "غير مسبوق".
وأضاف في تصريح لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أنّ الكوادر الطبية الإسرائيلية، ستذكر الفترة من 7 إلى 9 أكتوبر/تشرين الأول "كواحدة من أصعب الأحداث"، مشيراً إلى أنه تم علاج أكثر 400 مصاب في هذين اليومين.
وأكد أن المستشفى لا يزال حتى اليوم يستقبل العديد من المصابين، في ظل استمرار الحرب لنحو 3 أشهر. وذكّر ليفي بعملية يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وحينها شهد المستشفى أكثر من 370 مصاباً في أقل من يوم واحد، مشدداً على أنه كان يوماً "مزدحماً".
آلاف الإصابات في صفوف الاحتلال
وفق إحصائيات المستشفيات الإسرائيلية، فإن مجموع الإصابات منذ بدء الحرب وحتى يوم 21 ديسمبر/كانون الأول 2023، قد وصل إلى 11658 إصابة، بينها 133 قضت داخل المستشفى، و41 إصابة صنّفت "حرجة أو ميؤساً منها"، و482 تم تصنيفها "خطيرة".
وقبل يومين قالت المتحدثة باسم مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي إنّ المستشفى استقبل منذ بدء القتال 2346 إصابة بدرجات خطورة مختلفة. وذكرت أنّه حتى الساعة يوجد في المستشفى 42 جريحاً 13 منهم في حالة خطرة.
وكشفت "القناة 12" الإسرائيلية، سابقاً، أنّ 3000 من جرحى الحرب التي يشنّها الاحتلال على غزة يصنفون بأنّهم "أصحاب إعاقات دائمة في الجيش الإسرائيلي".
كذلك قال رئيس منظمة المحاربين القدامى للمعاقين، إيدان كليمان، لـ "بلومبرغ"، إنّ "عدد الجرحى من المرجح أن يصل إلى ما يقرب من 20 ألفاً بمجرد إدراج أولئك الذين يُشخّصون باضطراب ما بعد الصدمة".
وأضاف كليمان أنّه "لم يسبق رؤية كثافة في أعداد الجرحى مثل التي نشهدها الآن"، مشيراً إلى "وجوب إعادة تأهيل هؤلاء الجرحى، منتقداً أنَّ السلطات لا تدرك خطورة الوضع".
وزير إسرائيلي يطالب بتهجير سكان غزة
في السياق نفسه قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الأحد، إن إسرائيل يجب ألا تقبل بوضع يعيش فيه مليونا فلسطيني بقطاع غزة، وفقاً لما نقلته عنه إذاعة الجيش الإسرائيلي. وأضاف سموتريتش أن عدد الفلسطينيين الذين سيبقون في القطاع يحدد طريقة بحث مسألة اليوم التالي لانتهاء الحرب.
وكان سموتريتش، وهو ليس عضواً في مجلس الحرب الإسرائيلي، قد رفض أن تُناقَش مسألة اليوم التالي للحرب في هذا المجلس، وطالب بأن يكون الأمر من اختصاص المجلس الوزاري الأمني والسياسي المصغر الذي يتمتع حزبه بالعضوية فيه.
ونقلت وكالة أنباء العالم العربي عن الإذاعة قول سموتريتش: "لن نسمح بوضع يعيش فيه مليونا شخص في غزة، لو أنه كان هناك 100 ألف أو 200 ألف عربي في غزة، لكان كل الحديث عن اليوم التالي مختلفاً".
ويبلغ عدد سكان قطاع غزة وفق أحدث إحصائية للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني 2.2 مليون نسمة.
يذكر أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلَّفت حتى السبت 21 ألفاً و672 قتيلاً، و56 ألفاً و165 جريحاً، ودماراً هائلاً في البنى التحتية، وكارثةً إنسانيةً غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
ورداً على اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، شنَّت "حماس" في ذلك اليوم هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في محيط غزة.
وقتلت "حماس" في الهجوم نحو 1200 إسرائيلي وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع إسرائيل، التي تحتجز في سجونها أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعاً حتى 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.