قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في بيان رسمي يوم الإثنين 25 ديسمبر/كانون الأول 2023، إن قادتها يسعون بـ"كل قوة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بشكل كامل وليس مؤقتاً" وأضافت الحركة: "شعبنا يريد وقف العدوان، ولا ينتظر هدناً مؤقتة، وتهدئة مجتزئة لفترة قصيرة، يتواصل بعدها العدوان والإرهاب". وجددت الحركة موقفها بعدم الدخول في مفاوضات تبادل أسرى مع إسرائيل إلا "بوقف شامل للعدوان".
ومن جانب آخر، نفت الحركة علمها "بما نشرته وكالة رويترز منسوباً لمصادر أمنية مصرية".
يذكر أنه في يوم الأحد، قال مسؤولون إسرائيليون، بحسب موقع "واللا" الإخباري (خاص)، إن مصر تقدمت باقتراح إلى تل أبيب وحركة حماس، للدفع قدماً باتفاق جديد، يتضمن الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة على عدة مراحل.
وتطرقت وسائل إعلام عبرية رسمية وخاصة، خلال الأيام القليلة الماضية، إلى وجود مفاوضات بين إسرائيل وحماس، برعاية مصرية وقطرية، بشأن اتفاق لتبادل أسرى بين الطرفين.
وقتلت "حماس" في هجومها على مستوطنات غلاف غزة نحو 1200 إسرائيلي، وأصابت نحو 5431، وأسرت 239 على الأقل، بادلت العشرات منهم مع إسرائيل خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام، وانتهت مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري.
كانت وكالة رويترز للأنباء قد نقلت عمن قالت إنهما مصدران أمنيان مصريان، يوم الإثنين 25 ديسمبر/كانون الأول 2023، قولهما إن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي المتحالفة معها رفضتا اقتراحاً مصرياً بترك السيطرة على قطاع غزة مقابل وقف دائم لإطلاق النار. في الوقت نفسه أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، الإثنين، ارتفاع حصيلة قتلى الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 20 ألفاً و674، إضافة إلى 54 ألفاً و536 إصابة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
الحركتان اللتان تجريان محادثات منفصلة مع وسطاء مصريين في القاهرة رفضتا تقديم أي تنازلات بخلاف إطلاق سراح مزيد من الرهائن الذين اختطفوا يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول عندما اقتحم مسلحون جنوب إسرائيل، في هجوم أسفر عن مقتل 1200 شخص.
حماس ترفض مبادرة مصرية تخص غزة
اقترحت مصر "رؤية" أيَّدها أيضاً الوسطاء القطريون تتضمن وقفاً لإطلاق النار مقابل إطلاق سراح مزيد من الرهائن، وتؤدي إلى اتفاق أوسع يتضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار إلى جانب إصلاح شامل للقيادة في غزة التي تتولاها حالياً حماس.
وقال المصدران إن مصر اقترحت إجراء انتخابات، بينما قدمت ضمانات لـ"حماس" بعدم مطاردة أعضائها أو ملاحقتهم قضائياً، لكن الحركة الإسلامية رفضت تقديم أي تنازلات سوى إطلاق سراح الرهائن. ويعتقد أن أكثر من 100 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة.
ورفض أحد مسؤولي حماس، والذي زار القاهرة في الآونة الأخيرة، التعليق بشكل مباشر على عروض محددة بشأن مزيد من فترات الهدنة الإنسانية المؤقتة، وأشار إلى رفض الحركة مردداً موقفها المعلن رسمياً.
وقال المسؤول لـ"رويترز": "حماس تسعى إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي على شعبنا وإنهاء المجازر والإبادة الجماعية، وتحدثنا مع إخواننا المصريين حول سبل تحقيق ذلك". وأضاف: "قلنا أيضاً إن المساعدات لا بد أن تزيد وأن تستمر وأن تصل إلى كل شعبنا في الشمال والجنوب". وتابع: "بعد أن ينتهي العدوان وتتم زيادة المساعدات يمكن الحديث عن صفقة تبادل".
"الجهاد" ترفض المبادرة المصرية
في الوقت نفسه، رددت حركة الجهاد الإسلامي التي تحتجز رهائن أيضاً في غزة هذا الموقف.
ويزور وفد من حركة الجهاد الإسلامي بقيادة الأمين العام للحركة زياد النخالة، حالياً القاهرة؛ لتبادل الأفكار مع مسؤولين مصريين حول عروض تبادل الأسرى وقضايا أخرى، لكن مسؤولاً قال إن الجماعة اشترطت إنهاء الهجوم العسكري الإسرائيلي قبل إجراء مزيد من المفاوضات.
وقال المسؤول إن حركة الجهاد الإسلامي تصر على أن أي عملية تبادل يجب أن ترتكز على مبدأ "الكل مقابل الكل"؛ أي إطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في غزة مقابل إطلاق سراح جميع الفلسطينيين المسجونين في إسرائيل.
وقبل الحرب، كان هناك 5250 فلسطينياً في السجون الإسرائيلية، لكن العدد ارتفع الآن إلى نحو عشرة آلاف مع اعتقال إسرائيل آلافاً آخرين في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وفقاً لجمعية نادي الأسير الفلسطيني.
وليلاً وقبل صباح الإثنين، شهدت غزة واحدة من أكثر الليالي دموية خلال الحرب الدائرة منذ 11 أسبوعاً. وقال مسؤولون فلسطينيون من قطاع الصحة إن 70 شخصاً على الأقل قتلتهم غارة جوية إسرائيلية في وسط قطاع غزة.
جدير بالذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت خسائر مادية وبشرية، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.