حذر وزير الدفاع البريطاني السابق، بن والاس، من أن إسرائيل تخاطر بفقدان "سلطتها القانونية" في حربها على قطاع غزة، من خلال الاستمرار في "غضب القتل" الفج والعشوائي ضد الشعب الفلسطيني، بحسب مقال له في صحيفة التلغراف، الأحد 17 ديسمبر/كانون الأول 2023.
واعتبر بن والاس أن تكتيكات الاحتلال الإسرائيلي "ستغذي الصراع لمدة 50 عاماً أخرى" وستؤدي إلى "تطرف الشباب المسلم" في جميع أنحاء العالم، على حد تعبيره.
كما حذر الوزير البريطاني السابق من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخاطر بخرق اتفاقية جنيف وتقويض الحجة القانونية لإسرائيل فيما يتعلق بالحرب، في إشارة إلى حجة "الدفاع عن النفس" التي يرفعها الاحتلال لمواصلة حربه ضد غزة.
عقاب جماعي للمدنيين
وبينما اعتبر بن والاس أن "ملاحقة حماس أمر مشروع"، استدرك بالقول إن محو مساحات شاسعة من غزة "ليس مشروعاً"، وأردف أن "استخدام القوة المتناسبة أمر قانوني، لكن العقاب الجماعي والنقل القسري للمدنيين ليس كذلك".
وأضاف: "إننا ندخل الآن فترة خطيرة حيث يتم تقويض السلطة القانونية الأصلية لإسرائيل في الدفاع عن النفس من خلال أفعالها. إنها ترتكب خطأ فقدان سلطتها الأخلاقية إلى جانب سلطتها القانونية".
وقال والاس إن الجيل الحالي من السياسيين الإسرائيليين يتصرفون مثل "الثور في متجر صيني"، مشيراً إلى أن نتنياهو المتشدد "يفقد بصره على المدى الطويل"؛ لأن حكومته لم تلحظ هجوم حماس في المقام الأول.
وتابع: "لكن إذا كان يعتقد أن الغضب القاتل سيصلح الأمور، فهو مخطئ للغاية"، مشدداً على أن "أساليبه لن تحل هذه المشكلة"، وأردف: "في الواقع، أعتقد أن تكتيكاته ستغذي الصراع لمدة 50 عاماً أخرى. أفعاله تؤدي إلى تطرف الشباب المسلم في جميع أنحاء العالم".
"لا أؤيد وقف إطلاق النار"
لكن وزير الدفاع السابق استدرك بأنه لا يؤيد وقف إطلاق النار، حيث قال: "قبل أن يقول أحد إنني أدعو إلى وقف إطلاق النار مع حماس، فأنا لست كذلك. لا يمكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع حماس ما لم تكن مستعدة للإعلان عنه؛ وحتى في هذه الحالة، سيتعين عليهم التعهد بتعديل ميثاقهم للقيام بذلك".
وأشار إلى أن "ما أقوله هو أن إسرائيل بحاجة إلى وقف هذا الأسلوب الفظ والعشوائي للهجوم. وعليها أن تحارب حماس بشكل مختلف".
في حين حثّ إسرائيل على التعلم من التجربة البريطانية في أيرلندا الشمالية، التي أثبتت أنه "كما أن الليل يتبع النهار، فإن التاريخ يظهر لنا أن التطرف يتبع القمع"، مضيفاً: "لقد علمتنا الاعتقالات في أيرلندا الشمالية أن الرد غير المتناسب من قبل الدولة يمكن أن يكون بمثابة أفضل رقيب تجنيد لمنظمة إرهابية".
وأضاف قائلاً: "بالنسبة للكثيرين، فإن مشاهدة الأحداث في غزة تتكشف كل يوم، يجعلنا نشعر بعدم الارتياح أكثر فأكثر".
تأتي تصريحات الوزير البريطاني السابق، وسط تحول في اللهجة من بريطانيا والغرب تجاه إسرائيل مع ارتفاع عدد الشهداء والمصابين في غزة، حيث انضم وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إلى نظيره الألماني في الدعوة إلى "وقف إطلاق نار مستدام" في المنطقة، مضيفاً أن "عدداً كبيراً جداً من المدنيين قتلوا".
يأتي ذلك فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، جواً وبراً وبحراً، منذ 73 يوماً، ما أسفر عن استشهاد نحو 19 ألف فلسطيني، وإصابة أكثر من 52 ألفاً آخرين، 70% منهم من النساء والأطفال، في حصيلة غير نهائية.