قالت وسائل إعلام فلسطينية مساء الأحد 17 ديسمبر/كانون الأول 2023، إن الاحتلال الإسرائيلي شن عدداً من الغارات العنيفة على مربع سكني في منطقة جباليا البلد شمال قطاع غزة، ما تسبب في استشهاد 30 شخصاً، فيما لا يزال أكثر من 100 تحت الأنقاض.
وأفاد شهود عيان بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت منطقة سكنية لعائلتي البرش وعلوان في بلدة جباليا. وذكر الشهود أن القصف أسفر عن دمار واسع بالمنطقة التي تضم عشرات المنازل السكنية.
وأشاروا إلى أن أطقم الدفاع المدني انتشلت أكثر من 30 شهيداً حتى الساعة (7:00 ت.غ)، ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 كثَّف الجيش الإسرائيلي من قصفه الجوي والمدفعي على بلدة جباليا ومخيمها، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى.
في حين قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، إن الغارات الإسرائيلية على جباليا تسببت في استشهاد 90 فلسطينياً على الأقل وإصابة المئات.
في سياق متصل، قام الاحتلال بشن غارات عنيفة على مبنى قسم الولادة في مستشفى ناصر الطبي في جنوب قطاع غزة؛ ما تسبب في ارتقاء شهيدة وإصابة آخرين معظمهم من الأطفال، في الوقت نفسه سقط 10 شهداء في قصف إسرائيلي على منزل غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
بالاضافة إلى ذلك، فقد قصف الاحتلال الاسرائيلي بالمدفعية مستشفى مبارك للأطفال والولادة في خان يونس؛ ما أدى إلى ارتقاء شهيدة وإصابة آخرين.
في الوقت نفسه، أعلنت وزارة الصحة في غزة، مساء الأحد، اقتحام الجيش الإسرائيلي مستشفى "العودة" شمالي القطاع، واحتجاز مديره أحمد مهنا. وقال متحدث الوزارة أشرف القدرة في بيان: "قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مساء اليوم (الأحد) مستشفى العودة، وذلك بعد عدة أيام من حصارها وقصفها، وقامت باحتجاز وتعرية كوادرها الطبية، وعلى رأسهم مدير المستشفى أحمد مهنا".
وأشار القدرة إلى أن "قوات الاحتلال أطلقت سراح الكوادر الطبية بعد أربع ساعات من الاستجواب في ظروف غير إنسانية، فيما أبقت مدير مستشفى العودة رهن الاعتقال، واقتادته إلى جهة غير معلومة".
وحذر من أن "تُقدم قوات الاحتلال على تكرار سيناريو ما حدث في مستشفى كمال عدوان"، وطالب "المؤسسات الأممية بالتدخل العاجل لحماية المستشفى وكوادره والموجودين فيه".
ومنذ أسابيع تتوغل المئات من الآليات العسكرية الإسرائيلية بمناطق شمالي قطاع غزة. وخلال الأيام الماضية اندلعت اشتباكات ضارية بين القوات الإسرائيلية وعناصر المقاومة الفلسطينية، وكان آخرها الليلة الماضية وفجر الأحد.
حيث سبق أن أعلنت وزارة الصحة في غزة، عن استشهاد 24 شخصاً على الأقل، وإصابة العشرات، في غارة جوية على جباليا شمال القطاع، صباح الأحد. وقال الدكتور منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في غزة، لشبكة CNN، إن الضحايا قُتلوا نتيجة غارة جوية على جباليا شمال قطاع غزة.
وأوضح البرش أن 90 شخصاً أُصيبوا بالإضافة إلى 24 قتيلاً، وأن أغلب الضحايا من النساء والأطفال، وسط مخاوف من وجود عدد أكبر تحت أنقاض منزل تعرض لغارة جوية في جباليا شمال قطاع غزة.
وأضاف البرش: "استهدفت الغارة الجوية منزل عائلة الشهاب هذا الصباح حوالي الساعة الثامنة صباحاً (الساعة الواحدة بتوقيت شرق الولايات المتحدة)، والذي كان يؤوي عائلات نازحة". وأردف البرش قائلاً: "لا تزال الجثث والإصابات تصل إلى موقعنا الطبي، وهو الموقع الطبي الميداني الوحيد في شمال غزة بأكمله".
وأظهر مقطع فيديو من سماء غزة، الأحد، أعمدة من الدخان الداكن الكثيف تتصاعد فوق غزة، كما كان يمكن رؤيتها من جنوب إسرائيل. ولم يرد الجيش الإسرائيلي على الفور، على طلب CNN للتعليق حول ما إذا كان قد ضرب أي أهداف في منطقة جباليا، صباح الأحد.
في سياق موازٍ، قال مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، الأحد، إن "عدد القتلى من الأطفال والنساء في قطاع غزة خلال 40 يوماً يفوق عدد المدنيين القتلى خلال الحرب في أوكرانيا".
وأضاف لازاريني، في مقابلة مع شبكة "الجزيرة" القطرية: "بكل المقاييس، الوضع في غزة غير مسبوق وصاعق". وأشار إلى أن "عدد القتلى من المدنيين وموظفي الأمم المتحدة في غزة غير مسبوق".
وأكد لازاريني أن "عدد القتلى من الأطفال والنساء في غزة خلال 40 يوماً يفوق عدد المدنيين القتلى خلال الحرب في أوكرانيا"، التي اندلعت منذ نحو 22 شهراً.
جدير بالذكر أنه وفي يوم الجمعة، كشفت وزارة الصحة بغزة، أنه قتل 8 آلاف طفل و6200 امرأة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال لازاريني إن "مستوى الدمار في غزة غير مسبوق أيضاً، حيث إن 60% من البنية التحتية مدمرة". وأضاف "90% من سكان غزة أصبحوا نازحين".
وفي وقت سابق، أعلنت "أونروا" ارتفاع عدد قتلى موظفيه قطاعا في غزة إلى 135 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كذلك وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 قالت بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا، في بيان، إن ما لا يقل عن 10 آلاف مدني، بينهم أكثر من 560 طفلاً، قُتلوا منذ شن روسيا هجومها المسلح واسع النطاق على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022.
جدير بالذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى الجمعة 18 ألفاً و800 قتيل و51 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.