دافع مارك ريجيف، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، 10 ديسمبر/كانون الأول 2023، عن تجريد الجيش الإسرائيلي نازحين من ملابسهم في غزة وتصويرهم، قائلاً: "هنا الشرق الأوسط، والجو حار للغاية". في حين استنكرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اعتقال الجيش الإسرائيلي مدنيين نازحين في غزة وتجريدهم من ملابسهم وتصويرهم، مؤكدة أن ذلك "عمل مرتزقة وميليشيات إرهابية منفلتة من كل القيم والأعراف والقوانين".
كانت هيئة البث العبرية قد نشرت يوم الخميس صوراً ومقطعاً مصوراً لعشرات الفلسطينيين من قطاع غزة، قالت إن "الجيش الإسرائيلي اعتقلهم خلال عملية شمال قطاع غزة"، مشيرة إلى أنه "تم اقتيادهم عراة في ظل أجواء باردة إلى مراكز اعتقال إسرائيلية".
ويظهر الفلسطينيون في الصور والمقطع المصور جالسين في شارع بملابسهم الداخلية السفلية، وحولهم عدد من الجنود الإسرائيليين، بينما يحاولون تغطية صدورهم بأيديهم (من البرد).
الاحتلال يدافع عن تجريد نازحين في غزة من ملابسهم
في مقابلة مع "سكاي نيوز" البريطانية، استفسر مذيع القناة من مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي عن انتشار صور لعشرات الفلسطينيين مكبلين مجردين من ملابسهم في غزة، ما أثار ردود فعل غاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال ريجيف: "أولاً وقبل كل شيء، تذكر أننا هنا في الشرق الأوسط، والطقس حار جداً. قد لا يكون من الجيد أن يُطلب منك خلع قميصك، خاصة في الأيام المشمسة، ولكنها ليست نهاية العالم".
وبعدما لفت مقدم البرنامج إلى إطلاق القوات الإسرائيلية سراح بعض المعتقلين الفلسطينيين "بعد تبيان عدم انتسابهم إلى حركة حماس"، شدد على أن الجيش الإسرائيلي ليس لديه الحق في تجريد الناس من ملابسهم، وسأل مستشار نتنياهو عما إذا كانوا انتهكوا اتفاقية جنيف في هذا الإطار.
وأجاب ريجيف أن "الصور ليست مادة رسمية"، وأنه من الضروري النظر في طريقة انتشار الفيديو، "مما يعني أنه لا يمكن تحميل إسرائيل المسؤولية في هذا الصدد".
إلا أن مقدم البرنامج اعترض على إجابة المستشار وقال له: "إذا تبين أن الجيش الإسرائيلي من التقط تلك المشاهد فلا علاقة لذلك بالموضوع ولا بالحرارة في الشرق الأوسط".
وقال ريجيف، الذي حاصره المذيع الذي كرر أسئلته حول انتهاك إسرائيل لاتفاقية جنيف، إنه "غير مطلع على القانون الدولي بهذا المستوى".
حماس تستنكر انتهاكات الاحتلال
في المقابل، فقد سبق أن استنكرت حركة "حماس"، اعتقال الجيش الإسرائيلي مدنيين نازحين في غزة وتجريدهم من ملابسهم وتصويرهم، مؤكدة أن ذلك "عمل مرتزقة وميليشيات إرهابية منفلتة من كل القيم والأعراف والقوانين".
جاء ذلك في بيان لعضو المكتب السياسي للحركة، عزت الرشق، نشره على منصات "حماس" عبر تليغرام، اطلعت عليه الأناضول.
وذكر البيان أن "اعتقال جيش الاحتلال مجموعة من المواطنين المدنيين النازحين في إحدى المدارس في قطاع غزة، وتجريدهم من ملابسهم بصورة مهينة، هو جريمة صهيونية مفضوحة للانتقام من أبناء شعبنا المدنيين العزّل، نتيجة الضربات التي تلقاها جنوده وضباطه على أيدي رجال المقاومة الفلسطينية".
وأضاف أن "جريمة الاعتقال وتفتيش المعتقلين وتجريدهم من ملابسهم وتصويرهم هو عمل لا يقوم به إلا مرتزقة وميليشيات إرهابية منفلتة من كل القيم والأعراف والقوانين".
فيما حمَّلت "حماس" في بيان اليوم "الاحتلال (الإسرائيلي) المسؤولية عن حياة وسلامة المعتقلين".
ودعت "كل المؤسسات والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى التدخل الفوري لفضح هذه الجريمة النكراء بحقّ مدنيين أبرياء عزّل نازحين في مدرسة تحوّلت إلى مركز إيواء بسبب العدوان والمجازر الصهيونية، والضغط بكل الوسائل للإفراج عنهم".
جدير بالذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى الخميس 17 ألفاً و177 قتيلاً، و46 ألف جريح، ودماراً هائلاً بالبنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.