قالت صحيفة Maariv العبرية، الثلاثاء 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إن الإسرائيليين من سكان شمال مستوطنات الأراضي المحتلة على الحدود مع لبنان، غاضبون من وزير الدفاع يوآف غالانت، بسبب "تعاميه" عن الوضع الأمني في مناطقهم والتهديدات القادمة من لبنان.
حيث قال موشيه دافيدوفيتش، رئيس المجلس الإقليمي لمستوطنة متيه آشير، إن "حزب الله لا يزال يبذل المحاولات نفسها لضربنا وقتلنا وإيذاء مواطنينا. لن نسمح لوزير الدفاع، الذي يعاني من خلل في إبصار الوضع المفروض علينا، أن يتركنا لنصبح النسخة الثانية من (كيبوتس) بئيري أو النسخة الثالثة من مدينة غزة".
ومستوطنة بئيري بغلاف غزة، هي التي اقتحمها مقاتلو المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، رداً على انتهاكات الاحتلال بحق الفلسطينيين والمقدسات، لا سيما المسجد الأقصى.
قلق ومخاوف
وشارك دافيدوفيتش في هذا الرأي عديدٌ من رؤساء المجالس وسكان الشمال، الذين أعربوا عن استيائهم من تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، ولا يزالون يشعرون بالقلق حيال إنهاء الحرب في الشمال بسبب الهدنة، ومن ثم عدم إنهاء تهديد حزب الله نهائياً.
كان وزير الدفاع غالانت قد زار، الأحد 26 نوفمبر/تشرين الثاني، الحدود الشمالية للأراضي المحتلة، وأجرى تقييماً للموقف واستعراضاً لنشاط القوات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية.
وفي نهاية التقييم، قال غالانت: "هنا، عند القطاع الشرقي من لبنان، الذي يقع أيضاً بالقرب من سوريا، ينجز المقاتلون عملاً رائعاً. والنتيجة هي قتل وجرح أكثر من 100 من مقاتلي حزب الله، وتدمير عشرات من مواقع المراقبة، والمستودعات، والمخابئ، والمقارّ. بالإضافة إلى تراجع قوات حزب الله من جبهة القطاع (الشرقي)، والعودة إلى عمق الأراضي".
أضاف أيضاً: "سوف نترجم الإنجازات العسكرية وانسحاب حزب الله من الجبهة، إلى موقف يسمح بعودة سكان الشمال تحت ظروف مختلفة عما بدأنا به الحملة".
الحكومة لا تهتم لأمننا
في المقابل، قالت نعومي باكور، مديرة مجتمع مستوطنة أدميت، قرب الحدود الشمالية: "كيبوتس أدميت يعد خطاً خطيراً للغاية، ودولة إسرائيل يجب عليها أن تتعامل معنا اتساقاً مع ذلك، وألا تتخلى عنا. ما لم تكن هناك إشارة إلى تطبيق قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، فلن نعود إلى منازلنا ونحن على دراية بأننا معرضون لتهديد".
أضافت: "أريد أن أوضح قطعاً أن حزب الله يجب أن يعود إلى ما بعد نهر الليطاني بموجب القرار 1701، وحتى ذلك الحين، من وجهة نظرنا، لا يجب أن تتوقف الحرب".
وقد أشارت كذلك إلى حديث غالانت، وقالت: "في خطابه، قال غالانت إن حوالي 100 من مقاتلي حزب الله قُتلوا، بينما كان يحاول أن يمنح سكان الشمال شعوراً بالأمن، لكنه يضعفنا بدلاً من ذلك. القتال الذي تحدث عنه في الشمال لم يكن كبيراً بما يكفي خلال الحرب، بل مجرد لعبة بين حزب الله وإسرائيل؛ بدأ حزب الله ورد جيش الدفاع الإسرائيلي".
وأردفت: "لم تكن هناك مبادرة تكتيكية عن طريق جيش الدفاع الإسرائيلي في الشمال. أن تقول إنه تم القضاء على 100 من مقاتلي حزب الله وقادة المنظمة ليس إلا أمراً مثيراً للسخرية، لأنه من المعروف أن هناك عشرات الآلاف من مقاتلي حزب الله. الخطاب لم يبدُ إلا تمهيداً للطريق من أجل رئيس الوزراء ليدعونا للعودة إلى منازلنا، في حين أن الوضع لا يزال غير آمن هناك".
أضافت نعومي في انتقادها للحكومة: "إنهم لا يتصرفون بناءً على الاعتبارات الأمنية فحسب، بل أيضاً وفقاً للاعتبارات الاقتصادية. مصلحة الحكومة أن تنهي الحرب بأسرع وقت ممكن، فكل يوم من أيام الحرب مكلف للغاية من ناحية التكاليف الاقتصادية. إذا أبلغونا بأن الهدنة سوف تستمر، وأننا نستطيع العودة إلى منازلنا، فسيكون هذا خطأً وأمراً غبياً".
"تصريحات منفصلة عن الواقع"
في السياق، أكد دانييل كوغمان، أحد سكان مستوطنة أيالون، على حديثها، وقال: "أعتقد أنه سيكون من الخطأ إرسالنا إلى منازلنا دون وجود رادع قوي. أتمنى أن يعملوا من أجل الردع، لا أن يعلنوا وجوده فحسب، في حين أن هناك إطلاق نار على منازلنا".
وأضاف: "عندما تكون قوة الرضوان منتشرة في جنوب لبنان، فمن المستحيل العودة للعيش عند الخط الأول من الحدود. أُتيحت لي الفرصة للعودة إلى المنزل… والمناخ هناك الآن مخيف للغاية، وثمة شعور بأن منزلك غير محميّ".
وأضاف: "يجب اتخاذ تدابير سياسية وعسكرية إضافية، لأن إعادة المواطنين للعيش في الشمال في الموقف الراهن ستكون فوضى. في النهاية، سيأتي يوم آخر مثل 7 أكتوبر/تشرين الأول، في سنة أخرى، بل وبنتائج أسوأ مما شهدناها في قطاع غزة".
في حين قالت أورلي غابيشي سوتو، إحدى سكان مستوطنة حانيتا: "لا نريد أن نكون في مستوطنات محاطة بحزب الله. تصريحات غالانت كانت منفصلة عن الواقع وعما نشهده. السكان لن يعودوا إلى المستوطنات الواقعة عند الحدود الشمالية حتى تكون آمنة، لا سيما بعد أن شاهدنا ما حدث في قطاع غزة".