طالب المنتدى الإسلامي العالمي للبرلمانيين، في بيان له، الخميس 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية والإسلامية باتخاذ قرارات تؤدي إلى وقف الحرب الإجرامية على الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة وتحمي المواطنين هناك من الإبادة الجماعية التي يتعرض لها على مرأى ومسمع من الجميع.
المنتدى قال في رسالته إلى الحكام والأمراء والملوك العرب والمسلمين الذين من المرتقب اجتماعهم في السعودية لمناقشة الحرب على غزة: "إننا في المنتدى الإسلامي العالمي للبرلمانيين، شعوراً منا بمسؤولياتنا، وأداءً لواجب النصح، وقياماً بدورنا البرلماني المنوط بنا، نقول لكم إن فلسطين أرض مقدسة ومباركة، فيها القدس الشريف الذي يتعرض للتهويد، وفيها مسرى النبي عليه الصلاة والسلام: المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين، الذي يتعرض للتهديم والتدنيس والتقسيم الزماني والمكاني. إن واجب الدفاع عن فلسطين وعن مقدساتها وشعبها مسؤولية الجميع".
المنتدى الإسلامي العالمي للبرلمانيين يدعو الحكام العرب لإنقاذ غزة
أضاف المنتدى في بيانه، أن مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال الصهيوني لفلسطين ليست عملاً إرهابياً، ولا هي مغامرة عبثية، بل هي عمل مشروع وبطولة مشرفة، وهي موعودة من الله بأحد الحسنيين: النصر أو الشهادة. فلا يمكن التفريق بين الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.
كما قال المنتدى: "إن ما يسمى بـ(دولة إسرائيل)، هي دولة احتلال ولا يمكن التعامل معها إلا على هذا الأساس، بل هي أكثر من ذلك، كيان استيطاني إحلالي وتوسعي، يربط مستقبله بتهجير الفلسطينيين، واغتصاب أراضيهم، وهدم بيوتهم، وقتل أطفالهم، واعتقال أبنائهم، من أجل تصفية القضية الفلسطينية، ومشروعه الطموح يمتد من النيل إلى الفرات".
أضاف كذلك: "لقد رفض الطرف (الإسرائيلي) المبادرة العربية للسلام من أول يوم أعلنت فيه (2002). وكل ممارساته تؤكد أنه لا يؤمن بالسلام ولا يلتزم به. فليس من الحكمة ولا من السياسة الإبقاء على هذه المبادرة، فضلاً عن تجاوزها بتطبيع العلاقات مع الاحتلال"، على حد قوله.
كما أشار الغى أن "ميثاق جامعة الدول العربية ينص في أحد بنوده على واجب الدفاع العربي المشترك، عندما يتم الاعتداء على أيِّ دولة من أعضائها، وفلسطين عضو بالجامعة العربية وإن العدوان على غزة تشارك فيه الولايات المتحدة الأمريكية مالياً وعسكرياً وسياسياً وعلى الأرض، وبقية الدول الغربية شريكة أيضاً في الجريمة، فهم من أسس هذا الكيان وغرسه كخنجر مسموم في أرضنا، ويواصلون باستمرارٍ دعمه وتقويته".
قال أيضاً إن الدول العربية والإسلامية التي "تتولون أمورها"، تملك من أوراق القوة الكثير، وعندما يُحسن استخدامها، أو حتى التلويح بها فقط، فإن ذلك من شأنه أن يعيد التوازن للمعادلة، ويُمَكِّنكم من استصدار قرارات عادلة، من مجلس الأمن الدولي، ومن الجمعية العامة للأمم المتحدة.
المنتدى طالب الحكام بالتدخل عسكرياً لحماية الشعب الفلسطيني
المنتدى في بيانه طالب الحكام العرب والمسلمين بضرورة التدخل لإيقاف العدوان على غزة، وحماية الشعب الفلسطيني ولو بالقوة العسكرية. واستصدار قرار من الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالتحقيق في جرائم الهولوكوست والإبادة الجماعية التي تمارسها قوات الاحتلال على سكان غزة.
كذلك رفض مشروع التهجير من غزة قولاً وعملاً، ودعم صمود أهلها ومساعدتهم على البقاء في أرضهم. وفتح معبر رفح بصورة دائمة ومستمرة لإدخال المساعدات واستقبال الجرحى، تحت السيادة المصرية الفلسطينية لا غير، والتعجيل بتقديم العون المادي والمالي، الرسمي والشعبي لغزة، والتعهد بإعمارها.
كذلك طالب المنتدى بالقيام بمبادرة عربية للمصالحة الفلسطينية وتعزيز المشروع الوطني الفلسطيني، والإشراف على تطبيق القرارات والتوصيات التي خرجت بها المبادرات السابقة: المصرية والسعودية والجزائرية… مع ترك الحرية للفلسطينيين في إدارة شؤون غزة بعيداً عن كل وصاية أجنبية، وتشجيع العودة إلى الانتخابات الفلسطينية، بعد زوال العدوان، وفي إطار الوحدة الوطنية.
إضافة إلى إدانة واضحة للدول التي تسند وتدعم وتبرر العدوان الصهيوني الإجرامي على غزة، والضغط عليها باستخدام ورقة البترول وقطع فوري للعلاقات مع دولة الاحتلال، وتجريم أيّ سلوك تطبيعي مع العدو، يستهتر بتضحيات الشعب الفلسطيني، ويصدم مشاعر المسلمين.
قصف إسرائيلي لمجمع الشفاء الطبي في غزة
يأتي ذلك في الوقت الذي يتعرض فيه مستشفى الشفاء ومحيطه لاستهداف مستمر بالقصف من جانب الجيش الإسرائيلي بزعم "وجود مقر للمسلحين الفلسطينيين" فيه، وهو ما نفته حكومة غزة مراراً.
في سياق موازٍ أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الجمعة، مقتل شخص وإصابة عشرين آخرين معظمهم أطفال، في استهداف قناصة الجيش الإسرائيلي مستشفى القدس غرب مدينة غزة.
وقالت الجمعية في بيان اطلعت عليه الأناضول: "شهيد و20 إصابة بين صفوف النازحين، غالبيتهم من الأطفال، إصابتان منهم بحالة حرجة، جراء استهداف قناصة الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى القدس".
وأوضحت أن سبب ذلك "إطلاق النار بشكل مباشر على الموجودين في المبنى، إضافة إلى شظايا قذائف مدفعية غرب المستشفى".
وأفادت بوجود "اشتباكات عنيفة (بين الجيش الإسرائيلي ومقاومين فلسطينيين)، وقناصة الاحتلال يطلقون النار على مستشفى القدس، وإصابات في صفوف النازحين".
ومنذ أيام، يُصعد الجيش الإسرائيلي هجماته ضد مستشفيات قطاع غزة، ويشن غارات عنيفة أدت إلى سقوط قتلى وجرحى، إضافة إلى حالة قلق كبيرة على مصير النازحين في تلك المستشفيات.
ومنذ 35 يوماً، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً جوية وبرية وبحرية على غزة "دمر خلالها أحياء سكنية على رؤوس ساكنيها"، وقتل 11078 فلسطينياً بينهم 4506 أطفال و3027 سيدة و678 مسناً وأصاب 27490 بجراح مختلفة، بحسب مصادر رسمية.