يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ضرب البنى التحتية وإحداث الأضرار في غزة، مركزاً على القطاعات المدنية المختلفة من بينها القطاعان الطبي والتعليمي، في انتهاك للقوانين الدولية المتعلقة بالحرب التي تحظر استهداف المستشفيات والمدارس.
وتعرضت الكثير من المستشفيات والمراكز الطبية والمدارس والمؤسسات التعليمية في قطاع غزة للاستهداف بشكل مكثف، والتي لا تزال تتلقى تهديدات إسرائيلية باستمرار استهداف ما تبقى منها قائماً حتى الآن.
يرصد هذا التقرير لـ"عربي بوست" الخسائر في القطاعين الطبي والتعليمي في غزة منذ بداية حرب طوفان الأقصى 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
أضرار القطاع التعليمي
استهدف الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، قطاع التعليم، حيث قصف 40% من مرافقه خلال أيام الحرب المستمرة، بحسب لجنة متابعة العمل الحكومي في غزة.
يبلغ عدد الطلاب الذين استشهدوا جراء الضربات الإسرائيلية 2510 طلاب في قطاع غزة جراء القصف العنيف على المباني السكنية، والمستمر بشكل عشوائي، ويطال عائلات كاملة.
وفقا للأرقام الرسمية في غزة، فقد استشهد أكثر من 70 من الكادر التعليمي في القطاع، بالإضافة إلى وقوع أضرار جسيمة في المدارس والمؤسسات التعليمية هناك، إثر استهدافها في غارات إسرائيلية.
وسجل عدد كبير من المدارس خلال الحرب على غزة التي تعرضت للاستهداف الإسرائيلي، رغم احتماء عشرات العائلات المدنية فيها، احتماء من الغارات لعدوان الاحتلال، إذ بلغ عددها 221 مدرسة.
في التفاصيل، فإن 38 مدرسة تعرضت لأضرار جسيمة، فيما تعرضت 75 مدرسة لأضرار متوسطة، و108 مدارس واجهت أضراراً خفيفة جراء العدوان.
كذلك الأمر بالنسبة للجامعات في القطاع، فقد وقعت أضرار جسيمة بقصف إسرائيلي للجامعة الإسلامية في غزة.
حدثت أيضاً أضرار كبيرة بقصف إسرائيلي استهدف كلاً من جامعة الأزهر ومعهد الأزهر الديني.
‼️ صور متداولة لاستهداف الجيش الإسرائيلي لمقر جامعة الأزهر في جنوب قطاع غزة pic.twitter.com/ksEjWpqRiA
— Sputnik Arabic (@sputnik_ar) October 26, 2023
أضرار القطاع الطبي
واجهت المستشفيات والمراكز الطبية والعلاجية في قطاع غزة استهدافاً إسرائيلياً متعمداً رغم تصنيف هذا الأمر في القانون الدولي على أنه "جريمة حرب"، في حين تمسك المتحدثون الإسرائيليون باستمرار استهدافها، بزعم تواجد عناصر مقاومة فيها، موجهين تحذيرات متكررة إلى العديد من المستشفيات بخروج الكوادر الطبية والمرضى منها، لعزم الطيران الإسرائيلي على استهدافها.
رغم تحذيرات منظمة الصحة العالمية من خطورة ذلك، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي قام بالفعل باستهداف العديد من المستشفيات.
كان أبرزها، ما ارتكبه الاحتلال الإسرائيلي من مجزرة بقصفه المستشفى "المعمداني" في غزة، راح ضحيته أكثر من 471 شهيداً.
وفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فإنه خرج 12 مستشفى و32 مركز رعاية أولية عن الخدمة بسبب القصف والحصار الإسرائيلي.
أما المستشفيات التي تعرضت لقصف الاحتلال الإسرائيلي، فهي:
- المستشفى الأهلي العربي "المعمداني".
- مستشفى بيت حانون.
- مستشفى الشهيد محمد الدرة.
- محيط المستشفى الميداني الأردني.
بحسب وزارة الصحة أيضاً، فقد استشهد 116 من الكوادر الطبية، وأصيب العشرات.
وتعرضت كذلك أكثر من 25 سيارة إسعاف للاستهداف بقصف جوي مباشر من الطيران الإسرائيلي.
وبلغت نسبة إشغال الأسرّة في مستشفيات نسبة صادمة، هي 170%، في حين اضطرت مستشفيات إلى إقامة خيام لاستيعاب ضحايا العدوان وأعدادهم المتزايدة.
يأتي ذلك في حين يهدد الاحتلال بقصف 22 مستشفى ومركزاً طبياً آخر، أبرزها:
- مجمع الشفاء الطبي (الأكبر في غزة).
- المستشفى الكويتي.
- مستشفى القدس.
- مستشفى العودة.
- مستشفى الخدمة العامة.
- مستشفى كمال عدوان.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة، أشرف القدرة: "نناشد كل الأطراف توفير ممر آمن لتدفق المساعدات الطبية إلى غزة بشكل عاجل"، محذراً من "كارثة صحية وشيكة نتيجة قرب توقف مولد مستشفى الشفاء عن العمل".
وحذر أيضاً من "كارثة صحية وشيكة نتيجة توقف مولد الكهرباء بالمستشفى الإندونيسي".
وأكد أن "الاحتلال ما زال يرتكب مجزرة تلو أخرى، ويركز على المناطق المأهولة بالسكان".
حجم المساعدات الإنسانية إلى غزة:
رغم المناشدات الطبية بإيصال مساعدات عاجلة إلى قطاع غزة، إلا أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي لا تزال تعيق تدفق المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر، وسط مطالبات عربية ودولية بالسماح بدخول شاحنات الإغاثة.
بلغ عدد الشاحنات التي دخلت إلى قطاع غزة 157 شاحنة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ووصلت 60 طائرة مساعدات إلى مطار العريش في مصر، من 19 دولة عربية وأجنبية، و14 منظمة دولية.
وتحمل الطائرات على متنها 1343 طناً من المساعدات، وسط خشية تلف الكثير منها بسبب عدم السماح بدخولها إلى قطاع غزة حتى الآن.
وتنتظر أكثر من 1270 شاحنة مساعدات الدخول إلى غزة، في حين يمنع الاحتلال الإسرائيلي إدخال الوقود تماماً ضمن المساعدات.
أما عن حاجة قطاع غزة إلى المساعدات، فأبلغت الأمم المتحدة في بيان رسمي لها، أن غزة تحتاج إلى 100 شاحنة يومياً على الأقل لتوفير الأساسيات للسكان فيها.
وكان يدخل القطاع المحاصر 500 شاحنة قبل العدوان الإسرائيلي.
الجدير ذكره أن المساعدات العربية والأجنبية والأممية يتم تفتيشها في معبر العوجة ثم تعود إلى قطاع غزة.
ويزيد من معاناة السكان في غزة، نحو شهر كامل على انقطاع المياه والكهرباء عن القطاع.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي هجومه على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2023، بالتزامن مع فرض حصار شامل على القطاع المحاصر أصلاً، وذلك من خلال حظر وصول الغذاء والماء والوقود إليه.