شهدت العاصمة المصرية مظاهرات شارك فيها العشرات، تنديداً بالمجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في المستشفى المعمداني في قطاع غزة مساء الثلاثاء 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما تسبب في استشهاد 500 شخص وإصابة المئات، وما تلا ذلك من ردود أفعال غاضبة حول العالم منددة بالانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
التظاهرة الأولى نظمتها الحركة المدنية مساء الثلاثاء أمام السفارة الأمريكية في العاصمة المصرية القاهرة، وهي التظاهرة التي لم تستغرق الكثير، وقالت جميلة إسماعيل رئيس حزب الدستور إن التضييق الأمني حول السفارة الأمريكية أجبرهم على إنهاء الوقفة الاحتجاجية سريعاً.
أما الوقفة الثانية فكانت داخل نقابة الفنانين المصريين، والتي شارك فيها عشرات الفنانين المصريين والذين نددوا بالمجزرة الإسرائيلية ودعوا لدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة الانتهاكات الاسرائيلية.
يأتي ذلك في الوقت الذي استنكر فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في بيان رسمي الهجوم الإسرائيلي على مستشفى في غزة والذي أوقع مئات القتلى والمصابين.
وقال في بيان: "أدين بأشد العبارات هذا القصف المتعمد الذي يعتبر انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي ومقررات الشرعية الدولية والإنسانية".
وأكد في البيان "موقف مصر دولة وشعباً رفضها لاستمرار هذه الممارسات ضد المدنيين، مطالباً بوقفها بشكل فوري".
في سياق متصل، أدانت دول عربية بشدة، مساء الثلاثاء، قصف الجيش الإسرائيلي محيط المستشفى الأهلي المعمداني في غزة؛ ما خلف أكثر من 500 قتيل، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
جاء ذلك في بيانات رسمية صدرت عن السعودية وقطر وسلطنة عمان ومصر والجزائر ولبنان وليبيا، في وقت تواصل إسرائيل لليوم الحادي عشر على التوالي قصفها لغزة.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال متحدث وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة للأناضول إن "ما يزيد على 500 فلسطيني قتلوا خلال قصف إسرائيلي استهدف محيط المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في غزة".
فيما اكتفى متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالقول إنه "لا تتوفر كافة التفاصيل" حتى الآن بشأن ما حدث في المستشفى، وفقاً لهيئة البث الحكومية.
وقالت الخارجية السعودية إنها "تدين بأشد العبارات الجريمة الشنيعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصفها المستشفى الأهلي المعمداني في غزة، والذي أدى لوفاة المئات من المدنيين، من بينهم أطفال وجرحى ومصابون". وأكدت أنها "ترفض بشكل قاطع هذا الاعتداء الوحشي".
واصفة قصف المستشفى بأنه "مجزرة وحشية وجريمة شنيعة بحق المدنيين العزل"، قالت الخارجية القطرية إنه "تعدٍّ سافر على أحكام القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي".
وتابعت أن "توسع الهجمات الإسرائيلية في غزة لتشمل الأعيان المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس وتجمعات السكان، يعتبر تصعيداً خطيراً في مسار المواجهات، وينذر بعواقب وخيمة على أمن واستقرار المنطقة".
ومشددة على أن ما حدث "جريمة حرب"، أعربت الخارجية العمانية عن استنكارها وإدانتها استهداف المستشفى المعمداني.
وقالت الخارجية المصرية إنها "تدين القصف الإسرائيلي للمستشفى الأهلي المعمداني في غزة، والذي أسفر عن سقوط مئات الضحايا الأبرياء والجرحى والمصابين من المواطنين الفلسطينيين في غزة".
مصر شددت على أن "القصف المتعمد لمنشآت وأهداف مدنية انتهاك خطير لأحكام القانون الدولي والإنساني ولأبسط قيم الإنسانية".
كما أدانت الرئاسة الجزائرية "الهجوم المتعمد على المستشفى في غزة من قبل قوات الاحتلال".
ومندداً بـ"الضمير العالمي الساكت عن الظلم والحق"، أدان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي سقوط "مئات الشهداء في المستشفى المعمداني في غزة بفعل الإجرام الإسرائيلي".
وفي ليبيا، قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة إن استهداف المستشفى الأهلي المعمداني في غزة "من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي جريمة وحشية".
وضمن مواجهة مع حركة "حماس" وفصائل أخرى، تواصل إسرائيل لليوم الحادي عشر شن غارات مكثفة على غزة، وتقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع؛ ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
وحتى قبل الحرب الراهنة، يعاني سكان غزة، وهم نحو 2.2 مليون فلسطيني، من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.
يُذكر أنه رداً على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، أطلقت "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتواصل مواجهتها مع جيش الاحتلال لليوم الحادي عشر على التوالي.
وحتى مساء الثلاثاء، بلغ عدد الضحايا الفلسطينيين نحو 3 آلاف شهيد و12500 جريح في غزة، و61 قتيلاً و1250 جريحاً في الضفة الغربية، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة الفلسطينية.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي شن غارات مكثفة على غزة، وقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع؛ ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
بحسب مصادر رسمية إسرائيلية، قتلت "حماس" أكثر من 1300 إسرائيلي وأصابت 4229 وأسرت نحو 200 آخرين، بينهم عسكريون برتب كبيرة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 5 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.
وحتى قبل الحرب الراهنة، يعاني سكان غزة، وهم نحو 2.2 مليون فلسطيني، من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.