شيَّع النظام السوري، الجمعة 6 أكتوبر/تشرين الأول 2023، جنازات عشرات الأشخاص الذين قُتلوا في هجوم بطائرات مسيرة على حفل تخريج طلاب بالكلية الحربية بمحافظة حمص أمس الخميس، في حين عزّى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رأس النظام في سوريا بشار الأسد.
وأمس الخميس 5 أكتوبر/تشرين الأول، قصفت عدة طائرات مسيّرة فناء الكلية الحربية بحمص حيث كانت العائلات مجتمعة مع الضباط الجدد، وذلك بعد دقائق من مغادرة وزير دفاع النظام السوري، علي محمود عباس، حفل تخرج مقاماً هناك.
ويعد الهجوم من أسوأ الهجمات على منشآت عسكرية سورية وأكثرها إراقة للدماء، واستخدام الطائرات المسيرة المسلحة فيه غير مسبوق في البلد الذي يواجه حرباً أهلية مستمرة منذ 12 عاماً، وفق رويترز.
الحداد لمدة ثلاثة أيام
بينما أعلنت سوريا الحداد لمدة ثلاثة أيام، لم تعلن أي جهةٍ مسؤوليتها عن الهجوم، لكن وزارتَي الدفاع والخارجية التابعتين للنظام السوري اتهمتا من وصفتهما بالجماعات الإرهابية بشن الهجوم، دون الخوض في مزيد من التفاصيل، متعهدةً بـ"الرد بكل قوة".
وخرجت نعوش الضحايا الملفوفة بعلم النظام السوري من المشفى العسكري في حمص صباح اليوم الجمعة، فيما عزفت فرقة عسكرية موسيقى جنائزية وأدت القوات المصطفة التحية.
بدوره، قال الوزير عباس خلال الجنازة للصحفيين: "الشهداء الذين ارتقوا أمس، ثمن دمائهم غالٍ جداً".
وقالت وزارة الصحة التابعة للنظام السوري، إن 89 شخصاً قُتلوا، بينهم 31 امرأة وخمسة أطفال، في حين قدّر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتابع الصراع السوري، عدد القتلى بأكثر من 120 شخصاً.
النظام يردّ بقتل المدنيين
واستمرت قوات النظام طوال الليل وحتى صباح الباكر، اليوم الجمعة، في قصف الأراضي التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في محافظتي إدلب وحلب الشماليتين بالمدفعية، وفقاً للمرصد ومجموعة الدفاع المدني المعروفة باسم الخوذ البيضاء والتي تعمل في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وذكر المرصد أن القصف أدى إلى مقتل 12 مدنياً على الأقل، في حين منعت السلطات المعارضة إقامة صلاة الجمعة؛ خوفاً من تعرض المساجد لهجمات النظام السوري.
يُذكر أن هجوماً في يونيو/حزيران الماضي، بطائرة مسيرة استهدف مدينة القرداحة مسقط رأس عائلة الأسد الحاكمة منذ أكثر من نصف قرن، في محافظة اللاذقية.
لكن الهجوم الذي وقع أمس الخميس واستخدم فيه سرب من الطائرات المسيرة، يمثل أكثر الهجمات دموية وتنسيقاً التي يستخدم فيها هذا السلاح ضد القوات الحكومية حتى الآن.
واعتمد الأسد بشكل كبير على الدعم العسكري من روسيا وإيران والفصائل المدعومة من طهران خلال الحرب، بعد أن هزت الانشقاقات جيش النظام في بداية الصراع.