أعلنت وزارة الدفاع التركية السبت، 16 سبتمبر/أيلول 2023، وصول سفينتين أرسلتهما إلى ليبيا إثر كارثة الفيضانات، وتحملان فرق بحث وإنقاذ ومساعدات إنسانية. وقالت الوزارة في بيان، إن السفينتين "سنجقدار" و"بيرقدار" التابعتين للقوات البحرية التركية، اللتين انطلقتا من إزمير (غرب) لتقديم الدعم للشعب الليبي المتضرر من كارثة الفيضانات، وصلتا إلى ليبيا.
وأوضحت أن السفينتين على متنهما 360 فرداً من كوادر إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) وجمعية "أكوت" للبحث والإنقاذ، ووزارة الصحة التركية، وخفر السواحل وعمال الإطفاء.
إرسال دعم تركي إلى ليبيا
ذكرت وزارة الدفاع التركية أنه بجانب الطواقم المذكورة، تم إيصال 122 مركبة بينها سيارات إسعاف ومركبات إنقاذ وتدخل إلى ليبيا، فضلاً عن 3 مستشفيات ميدانية ومواد غذائية وصحية ومستلزمات إيواء. كما لفتت الوزارة إلى أن سفينة "عثمان غازي" ستنطلق اليوم من إزمير لإيصال مساعدات إلى ليبيا.
وأعربت الوزارة عن تمنياتها بالسلامة للشعب الليبي الصديق والشقيق، وترحمت على الضحايا الذين فقدوا أرواحهم في الكارثة، متمنية الشفاء العاجل للجرحى.
أردوغان يؤكد دعم بلاده لليبيا
في سياق متصل، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده ستواصل تقديم المساعدات لليبيين إثر الفيضانات التي اجتاحت بلادهم وخلفت آلاف القتلى والمفقودين. جاء ذلك في كلمة خلال فعالية بشأن الزلزال والتحول العمراني في مدينة إسطنبول.
وذكّر الرئيس أردوغان بأن ليبيا، التي تربطها بتركيا علاقات تاريخية متجذرة، تعرضت مؤخراً لكارثة ضخمة. وأضاف أن تصريحات السلطات الليبية والمعلومات التي تلقوها من الميدان تشير إلى أن عدد الوفيات جراء الكارثة بلغ حالياً 12 ألفاً، ومرشح للارتفاع.
ولفت إلى أنه فور تلقيه نبأ الكارثة في ليبيا، أصدر التعليمات اللازمة لإدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد"، والهلال الأحمر والقوات المسلحة والمؤسسات المعنية ذات الصلة لتقديم المساعدة إلى ليبيا.
وأشار الرئيس التركي إلى تخصيص أنقرة 3 طائرات و3 سفن في إطار تقديم الإغاثة الإنسانية لليبيا. وأردف: "نحن موجودون بكل مواردنا لمواجهة هذه الكارثة في ليببا عبر طائراتنا وسفننا".
وأوضح: "بدأت سفينتا سنجقدار وبيرقدار، التابعتان لقواتنا البحرية، التحرك إلى ليبيا اعتباراً من الليلة الماضية، وتقومان بتسليم إجمالي 122 مركبة إلى ليبيا، بينها 10 سيارات إسعاف، و30 مركبة إنقاذ وتدخل، و12 شاحنة". وأكمل: "نرسل أيضاً 360 فرداً و3 مستشفيات ميدانية، ومختلف المواد الغذائية والصحية والمأوى على متن سفننا".
وقال: "سنواصل تقديم المساعدات لأشقائنا الليبيين دون انقطاع حتى يتمكنوا من تجاوز هذه الأيام الصعبة في وقت قصير". وزاد الرئيس التركي: "أسأل الله الرحمة لأرواح من فقدوا حياتهم، وأتمنى الشفاء العاجل للمصابين".
واستطرد: "أود أن أشكر عناصرنا وأعضاء منظماتنا غير الحكومية الذين يعملون بإخلاص في الميدان في إطار يد المساعدة التركية. وأدعو الله أن يحفظنا والإنسانية جمعاء من مثل هذه الكوارث".
إعلان حالة الطوارئ في درنة
في حين أعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا، السبت، حالة الطوارئ لمدة عام في كامل المناطق الشرقية التي ضربها الإعصار والفيضانات، الأسبوع الماضي. جاء ذلك في بيان لمدير المركز التابع لحكومة الوحدة الوطنية حيدر السايح، نُشر عبر منصة "حكومتنا" الرسمية على فيسبوك.
وصرح السايح في البيان بـ"ارتفاع عدد حالات التلوث (التسمم) بمياه الشرب (في درنة) إلى 150 حالة؛ نتيجة اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي". ونبّه إلى أن "مياه الشرب في درنة غير صالحة للاستهلاك، ويجب الاعتماد على مصادر أخرى".
وقال إن "المركز قرر إعلان حالة الطوارئ لمدة عام كامل في المناطق المتضررة جراء السيول والفيضانات شرق البلاد"، مبيناً أن "الإجراء يأتي تحسباً لمنع تفشي أي مرض".
أما يوم الجمعة، فقال السايح في بيان: "رصدنا 55 حالة تلوث (تسمم) بمياه غير صالحة للاستهلاك والشرب في درنة، جميعهم أطفال".
يُذكر أنه في 10 سبتمبر/أيلول 2023 ، اجتاح إعصار "دانيال" عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن درنة وبنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، مخلفاً أكثر من 6 آلاف قتيل وآلاف المفقودين، وفق ما أعلنه وكيل وزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية سعد الدين عبد الوكيل، في 13 من الشهر نفسه.
كذلك وفي يوم الخميس، حذّر مدير مركز البيضاء الطبي رئيس لجنة الطوارئ الصحية بالمدينة عبد الرحيم مازق، من كارثة بيئية أشد وطأة في شرق ليبيا، جراء تحلل الجثث غير المنتشلة والفيروسات المحتملة في المياه الراكدة بعد انحسار الفيضانات التي اجتاحت المنطقة.