يرى دبلوماسيون عرب وأمريكيون أن الاضطرابات التي أحاطت بالاجتماع بين وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، ونظيرته الليبية نجلاء المنقوش ستؤثر على محاولات تعزيز التطبيع بين إسرائيل والدول العربية والإسلامية الأخرى في المستقبل القريب، وفق ما نقلت صحيفة Haaretz الإسرائيلية.
ونقلت الصحيفة عن "دبلوماسي بارز يمثل دولة عربية تربطها علاقات مع إسرائيل" لم تسمّه، أن هذا الحادث سيضعف ثقة الدول الأخرى في المسؤولين الإسرائيليين.
"بعض الدول ستفقد شجاعتها"
وقال الدبلوماسي: "المظاهرات في شوارع ليبيا سيكون لها تأثير. فبعض الدول ستفقد شجاعتها. ولا يرغب أي زعيم في رؤية مشاهد مماثلة لاضطرابات ليبيا في عاصمة دولته".
وشاركت الولايات المتحدة إسرائيل مخاوفها أيضاً إزاء تأثير هذا الحادث على جهود التطبيع، إذ تحدثت ستيفاني هاليت، الدبلوماسية التي تعمل حالياً سفيرة مؤقتة لأمريكا لدى إسرائيل حتى تعيين سفير جديد، مع وزير خارجية تل أبيب إيلي كوهين حول هذا الموضوع.
وقال مكتب كوهين، رداً على ذلك، إن اتصال الدبلوماسية الأمريكية معه لم يتضمن انتقاداً صريحاً لما فعله.
تأثيرات على إيطاليا وأوروبا
وتأثرت إيطاليا أيضاً، التي استضافت اجتماع كوهين والمنقوش، والتي أُشير إليها في بيان كوهين بـ"وسيطة" بين البلدين، بهذا الحادث، إذ ترتبط إيطاليا بعلاقة حساسة مع ليبيا، والاضطرابات في دولة شمال إفريقيا، بما يشمل إقالة أبرز سيدة في نظامها السياسي، قد تمنع الدول الأوروبية الأخرى من المشاركة في حوارات مماثلة مع الحكومة الإسرائيلية الحالية والدول العربية أو الإسلامية.
وأثار هذا الحادث أيضاً توترات بين وزارة الخارجية والموساد الإسرائيلي، إذ قال مسؤولون في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي للقناة 12 الإخبارية، إن كوهين ورئيس وزرائه، رونين ليفي، يتخذان قرارات منفردة دون تنسيق في السياسة الخارجية، وذلك رغبة منهما في تصدر عناوين الصحف.
من جانبها، ألمحت وزارة الخارجية إلى أنه قبل إعلانها الرسمي عن اللقاء مع المنقوش، سُرِّب الخبر إلى الصحافة من شخص خارج الوزارة، وهو تصريح اعتبره بعض المحللين الإسرائيليين محاولة لإلقاء المسؤولية على الموساد.
وتوجه كوهين إلى موقع إكس (تويتر سابقاًً) مساء الإثنين، 28 أغسطس/آب للحديث عن هذا الحادث الدبلوماسي مع ليبيا، وقال إن الانتقادات التي يتعرض لها من "خصوم سياسيين" لن تثني وزارة الخارجية عن العمل على إقامة علاقات مع دول عربية.