أصدر أكثر من 1,100 جندي احتياط في القوات الجوية الإسرائيلية -بينهم 500 طيار- خطاباً مشتركاً، الجمعة 21 يوليو/تموز 2023، أعلنوا فيه أنهم سيعلقون خدمتهم الاحتياطية التطوعية احتجاجاً على خطط الحكومة بشأن "التعديلات القضائية".
ويُمثل هذا الإعلان أحدث صدمةٍ في سلسلة الصدمات التي تعصف بالجيش الإسرائيلي، الذي يكافح حالياً من أجل وقف النزيف المتواصل من جنود الاحتياط، الذين يتركون الخدمة التطوعية بدورهم احتجاجاً على الإصلاحات. بينما يُحذر مسؤولو الدفاع من أن تنامي هذه الظاهرة قد يؤثر على الجاهزية الوطنية للحرب.
500 طيار ينهون خدمتهم
كانت هيئة البث الإسرائيلي ذكرت، الجمعة، أن نحو 500 طيار يستعدون للإعلان عن إنهاء تطوعهم في سلاح الجو وذلك احتجاجاً على استمرار التشريعات المتعلقة بتغييرات في الجهاز القضائي.
وأضافت: "ساعات حرجة في انتظار سلاح الجو الإسرائيلي (…) يستعد الطيارون لتقديم خطابات شخصية لقادة الأسراب"، مشيرة إلى أنهم "يخضون نقاشات لساعات".
وعقب تلك النقاشات، حسم الطيارون أمرهم مع مئات من جنود الاحتياط الآخرين في القوات الجوية، ما يمثّل ضربة كبيرة لمشروع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول تعديلات قضائية لاقت ردود فعل غاضبة في الشارع والمؤسسة العسكرية على حد سواء.
ولا توجد إحصاءات رسمية معلنة لعدد الطيارين الاحتياط في إسرائيل، لكن هيئة البث الإسرائيلية قالت: "حتى اليوم الجمعة (قبل الإعلان الأخير)، أعلن حوالي 100 طيار من الاحتياط عن وقف الانخراط في التطوع، إضافة إلى حوالي 160 ضابطاً في مقر القيادة الجوية، بما في ذلك ضباط في مناصب رفيعة جداً في الصف العملياتي".
وقالت: "دارت، خلال الأسبوع المنصرم، حوارات في سلاح الجو مع بعض الطيارين من خلال قادة أسرابهم".
"الأجواء الصعبة
ونقلت الهيئة عن أحد الحاضرين في هذه الحوارات (لم تسمّه)، قوله إن "الأجواء الصعبة سادت في الغرف المغلقة وبرزت أزمة الثقة أيضاً بعد ما قيل ضدهم".
كان سياسيون إسرائيليون، بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، قد وجَّه، خلال الأيام الماضية، انتقادات للطيارين الذين أعلنوا نيتهم وقف الخدمة.
والخميس 20 يوليو/تموز، حذر قائد سلاح الجو الإسرائيلي، تومر بار، من أن "الأقاويل اللاذعة تجاه الجيش تمس التماسك في صفوف الجيش".
ونقلت هيئة البث عن بار قوله إن "نموذج الخدمة في سلاح الجو يعمل بشكل ممتاز منذ 75 عاماً"، وأضاف: "هذا النموذج يعزز المظلة الجوية التي هي بمثابة أمن لمواطنينا، وإذا واصلنا إلحاق الضرر بها، فسوف يستغرق الأمر سنوات للتغلب على أضرارها".
احتجاجات ضد نتنياهو
من جهة ثانية، يواصل آلاف الإسرائيليين مسيرة راجلة لهم من تل أبيب إلى القدس مشياً على الأقدام، رغم الأجواء الجوية الحارة، للتعبير عن رفضهم لمشاريع قوانين "الإصلاح القضائي" المثيرة للجدل.
وقالت هيئة البث، الجمعة، إن المسيرة انطلقت أمس الخميس من تل أبيب وتوقفت خلال ساعات الليل في إحدى القرى قبل أن تستأنف الجمعة، مسيرها باتجاه القدس الغربية اليوم. ويلوح المشاركون بالمسيرة بالأعلام ويرددون "ديمقراطية".
تعقيباً على ذلك، قالت هيئة البث: "من بين المشاركين في المسيرة المفتش العام السابق للشرطة موشيه كرادي، ورئيس الأركان ووزير الدفاع الأسبق موشيه يعالون".
أضافت: "أعلن قادة الاحتجاجات أن انطلاق المسيرة الخميس بغرض حشد المزيد من المشاركين فيها على مدار أربعة أيام من السير على الأقدام باتجاه القدس ليصلوا الكنيست الإثنين (24 يوليو/تموز)، وهو يوم التصويت المنتظر على مشروع قانون تقليص حجة المعقولية بالقراءتين الثانية والثالثة".
وتابعت: "يقطع المشاركون في المسيرة كل يوم 15 كيلومتراً، بينما ينضم إليهم محتجون جدد".
وتشهد إسرائيل منذ أكثر من 28 أسبوعاً احتجاجات على مشاريع قوانين الإصلاح القضائي المثيرة للجدل.