أعلنت السلطات الصحية في السودان، السبت 17 يونيو/حزيران 2023، مقتل 17 شخصاً بينهم أطفال، إثر ضربة جوية جنوبي الخرطوم، في الوقت الذي يشهد فيه عدد من المناطق في العاصمة اشتباكات بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة مع تحليق مكثف للطيران الحربي.
إذ كتبت إدارة الصحة في العاصمة بمنشور على صفحتها في "فيسبوك": "تعرضت منطقة اليرموك بمنطقة مايو جنوب الحزام لقصف جوي سقط على إثره عدد من الضحايا المدنيين".
وأضافت: "التقديرات الأولية لمجزرة اليرموك تشير إلى سقوط 17 قتيلاً من بينهم 5 أطفال ونساء ومسنون، كذلك تم تدمير 25 منزلاً".
كما أفاد شهود و"لجان المقاومة" في جنوب الخرطوم، وكالة فرانس برس، بتعرّض منطقة اليرموك إلى "قصف جوي سقط على إثره عدد من الضحايا المدنيين".
وأكد شهود وقوع "اشتباكات بكل أنواع الأسلحة" في جنوب العاصمة، و"قصف صاروخي وبالمدفعية الثقيلة"، مصدره ضاحية أم درمان بشمال الخرطوم.
وتأتي أعمال العنف هذه غداة تأكيد شهود تعرض وسط أم درمان لقصف جوي من سلاح الطيران التابع للجيش، طال خصوصاً حي بيت المال.
وتحدثت "لجان المقاومة" المحلية الجمعة عن وقوع "ثلاث وفيات" وأضرار في "عدة منازل بالحي" جراء القصف.
من جهتها، اتهمت قوات الدعم الجيش باستخدام الطيران لقصف "عدد من الأحياء المأهولة بالسكان"، منها حي بيت المال "الذي استشهد فيه أكثر من 20 مدنياً بعضهم داخل مسجد".
فيما أفاد شهود عيان للأناضول بأن اشتباكات اندلعت جنوبي العاصمة الخرطوم، وبحري شماليها، فيما شهدت بلدة طويلة شمال دارفور، غربي السودان، اشتباكات عنيفة ليل الجمعة وحتى صباح السبت.
وبحسب الشهود، سُمع دويّ المدافع وتصاعد ألسنة اللهب والدخان، وتحليق للطيران العسكري في سماء المدينة، مع سماع أصوات مضادات للطائرات.
واستهدف الطيران الحربي والقصف المدفعي تجمّعات قوات "الدعم السريع" في أحياء جنوبي وشمالي العاصمة الخرطوم، وفق الشهود.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، تشهد الخرطوم ومدن أخرى، اشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي".
وخلّفت الاشتباكات مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، فيما تواصل وساطات إقليمية ودولية محاولات التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
ومنذ أكثر من شهرين، تتواصل أعمال العنف بشكل شبه يومي في الخرطوم، التي كان عدد سكانها يتجاوز خمسة ملايين نسمة، إلا أن مئات الآلاف غادروها منذ بدء النزاع، في ظل نقص المواد الغذائية وتراجع الخدمات الأساسية خصوصاً الكهرباء والعناية الصحية.
وتسبب النزاع بمقتل أكثر من 2000 شخص وفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث، وموقع النزاع المسلح (أكليد). إلا أن الأعداد الفعليّة قد تكون أعلى بكثير، حسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية.