زار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، السبت، 27 مايو/أيار 2023، قبر رئيس الوزراء الراحل عدنان مندريس، والذي تعرّض لانقلاب عسكري في عام 1960، وأُعدم بعد ذلك، وذلك في اليوم الأخير من الحملة الانتخابية؛ استعداداً ليوم الاقتراع الأحد، 28 مايو/أيار.
وأحيت تركيا، السبت، الذكرى السنوية الثالثة والستين للانقلاب العسكري عام 1960، الذي أدى إلى إعدام رئيس الوزراء آنذاك عدنان مندريس، إلى جانب أعضاء بارزين في الحزب الديمقراطي.
وقال الرئيس رجب طيب أردوغان أثناء زيارته لمقبرة مندريس في إسطنبول: "قبل 63 عاماً، في 27 مايو، كان على تركيا أن تواجه أول انقلاب عسكري لها بعد انتقالها إلى نظام متعدد الأحزاب".
وشدد أردوغان على أن يوم 27 مايو كان "من أحلك الأيام" في تاريخ تركيا، وقال: "هذا الانقلاب الذي نفذته مجموعة داخل القوات المسلحة التركية، لم يمنع فقط تحركنا نحو الديمقراطية والتنمية، بل ترك أيضاً جروحاً عميقة في البلاد".
وقال أردوغان "لقد تحولنا يا سيادة إلى جزيرة للديمقراطية والحريات بطريقة تحافظ على ذكرى شهدائنا حية إلى الأبد".
أما بخصوص الانتخابات، فقال الرئيس أردوغان: "بالذهاب إلى صناديق الاقتراع سنعلن عن النبأ السار بأن فترة الانقلابات انتهت".
كما أضاف: "معدلات الإقبال في الانتخابات هي علامة على دعم أمتنا لاستقلالها ومستقبلها من خلال ديمقراطية لا مثيل لها على مستوى العالم".
يشار إلى أنه قد وصل الحزب الديموقراطي إلى السلطة في عام 1950، منهياً حقبة الحزب الواحد التركي لحكم حزب الشعب الجمهوري (CHP)، وأصبح مندريس أول رئيس وزراء من خارج حزب الشعب الجمهوري.
فاز مندريس مرتين أخريين في عامي 1954 و1957، وظل في السلطة خلال العقد التالي.
خلال فترة الضائقة الاقتصادية في عام 1960، قامت مجموعة من الضباط العسكريين متوسطي الرتب بانقلاب، واتُّهم مندريس و14 من أعضاء إدارته بالخيانة وإساءة استخدام الأموال العامة.
وقُدموا للمحاكمة أمام محكمة عسكرية في جزيرة يا سيادة في بحر مرمرة، وفي عام 1961، حُكم على مندريس وحسن بولاتكان وفاتين روستو زورلو بالإعدام.
Topkapı Anıt Mezar Ziyareti https://t.co/GcWPk2rHLX
— T.C. Cumhurbaşkanlığı (@tcbestepe) May 27, 2023
مفاجأة المشاركة بالخارج
في السياق، كشفت الهيئة العليا للانتخابات التركية، السبت، أن عدد أتراك الخارج الذين أدلوا بأصواتهم في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بلغ مليوناً و912 ألفاً و30 ناخباً منذ انطلاق التصويت في دول إقامتهم وفي المعابر الحدودية صباح السبت الماضي، لتتجاوز بذلك نسبة المشاركة في الجولة الأولى، الذي بلغ عددهم مليوناً و798 ألفاً و505 ناخبين.
وانتهت عملية التصويت للجولة الثانية من السباق الرئاسي في البعثات التركية الخارجية 24 مايو/أيار الجاري، فيما لا تزال مستمرة في المعابر الجمركية في وقت كان يتوقع أن يعزف الأتراك في الخارج عن المشاركة في الجولة الثانية للرئاسيات.
وفي 14 مايو الجاري، شهدت تركيا انتخابات رئاسية وبرلمانية، وتنافساً في الرئاسية كل من مرشح "تحالف الجمهور" الرئيس رجب طيب أردوغان، ومرشح "تحالف الأمة" زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، ومرشح "تحالف أتا" (الأجداد) سنان أوغان.
وأعلنت الهيئة العليا للانتخابات التركية رسمياً إجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بين أردوغان وكليجدار أوغلو في 28 مايو، لعدم حصول أي مرشح على أكثر من 50% من الأصوات.
وحصل أردوغان على 49.52% من أصوات الناخبين، فيما نال كليجدار أوغلو 44.88%، وسنان أوغان 5.17%، وفق النتائج النهائية التي أعلنتها الهيئة العليا للانتخابات.
وفي معرض تأكيده على أهمية الجولة الثانية، قال أردوغان: "بقي يوم واحد للجولة الثانية. سنذهب إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى هذا الأحد لاتخاذ أهم الخيارات في حياتنا تقريباً. سنتخذ قراراً مهماً بشأن مستقبل بلدنا وأطفالنا".
وحذّر أردوغان من التقاعس أو ما أسماه "نشوة النصر" وعدم الذهاب إلى صناديق الاقتراع، مؤكداً أن الشعب التركي سيقدم أعظم مثال للخبرة الحسابية يوم الأحد (28 مايو/أيار)".
وتتوجه تركيا إلى صناديق الاقتراع في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، الأحد، 28 مايو/أيار؛ حيث سيتنافس الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي حصل على 49.51% من الأصوات في جولة 14 مايو/أيار، ضد مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو، الذي حصد 44.88% من الأصوات.