نقلت صحيفة "يني شفق" التركية، المقربة من الحكومة التركية، عن مصادر في حزب الشعب الجمهوري المعارض، أن الأخير بدأ استعداداته لعقد "المؤتمر الحزبي" منذ الآن، والذي سيشهد "تنافساً على رئاسة الحزب"، الذي يقوده مرشح المعارضة الرئاسي كمال كليجدار أوغلو.
وذكرت الصحيفة في تقريرها، الأربعاء 24 مايو/أيار 2023، أن حزب الشعب الجمهوري شعر "بخيبة أمل" عقب انتخابات 14 مايو/أيار الرئاسية والبرلمانية؛ إثر تخلّف رئيسه كليجدار أوغلو عن منافسه الرئيس رجب طيب أردوغان بفارق كبير، وخسارة مقاعد في البرلمان؛ "مما جعله غير متحمس للجولة الثانية".
يُذكر أن كليجدار أوغلو، وهو مرشح تحالف الأمة المعارض أو "الطاولة السداسية"، حصل على 44.9%، بينما حصل أردوغان على 49.5%؛ مما جعل الانتخابات تذهب إلى جولة ثانية ستُعقد في 28 مايو/أيار الحالي.
في الوقت ذاته، خسر الحزب نحو 40 مقعداً في البرلمان مقارنةً مع انتخابات 2018، بسبب منحها لأحزاب صغيرة متحالفة معه، هي: السعادة، والمستقبل، والديمقراطي، والديمقراطية والتقدم؛ ما تسبَّب "بغضب" داخل الشعب الجمهوري، وفق الصحيفة ذاتها.
"مؤتمر استثنائي"
وأشارت، نقلاً عن مصادر في الحزب -لم تسمّها- إلى أن مجموعات داخل الشعب الجمهوري بدأت تفكر بعقد مؤتمر الحزب الذي يقام عادة كل عامين إلى ثلاثة لدى الأحزب السياسية، منذ الخسارة التي تعرض لها في انتخابات 14 مايو/أيار.
يُشار إلى أن حزب الشعب الجمهوري عقد آخر مؤتمر حزبي له في 2020، وأجّل عقد مؤتمر جديد مراراً منذ ذلك الحين، ومن المفترض أن يعقد مؤتمره العادي في نوفمبر/تشرين الثاني العام الجاري، لكن "يني شفق" توقعت التوجه إلى "مؤتمر استثنائي" في حال خسارة كليجدار أوغلو جولة الإعادة بعد أيام.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن هناك اعتقاداً سائداً في الحزب بخسارة كليجدار أوغلو جولة الإعادة، وأن الخطاب القومي الذي بدأه مؤخراً؛ سعياً لجذب أصوات اليمينيين، "لن يكون مقنعاً".
أضافت: "خرجنا من الانتخابات بخسارة.. ومع إصرار كليجدار أوغلو على الترشح للانتخابات الرئاسية تم انتخاب أردوغان، إضافة إلى أن الحزب منح أحزاباً صغيرة مثل المستقبل والسعادة والديمقراطي، والديمقراطية والتقدم، نحو 40 مقعداً في البرلمان".
وتابعت: "هذا الأمر تسبَّب في انخفاض مقاعد الشعب الجمهوري في البرلمان مقارنة بالانتخابات السابقة. يجب أن يتحمل البعض مسؤولية ذلك، ولذلك فإن أول ما يجب فعله هو عقد المؤتمر المؤجَّل على الفور".
كما لفتت الصحيفة، نقلاً عن المصادر ذاتها، إلى أن التنافس على رئاسة الحزب سيكون محتدماً بعد 28 مايو/أيار، لكن في الوقت ذاته أوضحت أن مقرّبين من كليجدار أوغلو يرفضون مغادرته رئاسة الحزب حتى ولو خسر في السباق الرئاسي مجدداً.
لكن في المقابل، توقعت الصحيفة، نقلاً عن مصادرها، أن الدائرة القريبة من كليجدار أوغلو تنتظر يوم 29 مايو/أيار، ومن المتوقع أن يطالبوه بالاستقالة من رئاسة الحزب، وأضافت: "قد لا يفعلون ذلك أمام الرأي العام؛ بل من خلال اتفاق وتفاهمات، لكن بحال لم يوافق فقد يخرجون ضده على العلن ويدفعونه للاستقالة".
منافس "بارز"
من جانب آخر، كشفت المصادر لصحيفة يني شفق أن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو برز خلال الحملة الانتخابية، وكثّف من أعماله وحضوره برئاسة الحزب، وأن أسماء مقربة من كليجدار أوغلو أبلغت رئيس الحزب بهذه التحركات.
أضافت المصادر: "عمل إمام أوغلو بكل قوته خلال العملية الانتخابية، وأقام العديد من التجمعات مثل كليجدار أوغلو وقدم الدعم له، لكنه فعل ذلك طمعاً برئاسة الحزب، فهو يعلم بأن الحزب لن يفوز في الانتخابات، ومع ذلك عمل بقوة حتى النهاية".
في السياق ذاته، أوضحت المصادر أن هناك حملة داخل الشعب الجمهوري ضد إمام أوغلو، وربطت ذلك بعلاقته مع رئيسة حزب الجيد، ميرال أكشنار، وأنه "يبدو أقرب لها ويعمل لصالحها"، في إشارة إلى دعم أكشنار سابقاً ترشيح إمام أوغلو للانتخابات الرئاسية.
ولم يَصدر تعليق فوري عن حزب الشعب الجمهوري، وهو أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، ويترأسه كليجدار أوغلو منذ 2010، وسبق أن أثير جدل حول ضرورة استقالة الأخير من المنصب بسبب الإخفاقات المتكررة في السباقات الانتخابية أمام المنافس التقليدي حزب العدالة والتنمية ورئيسه أردوغان.
وتتوجه تركيا إلى صناديق الاقتراع في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، الأحد 28 مايو/أيار؛ حيث سيتنافس الرئيس رجب طيب أردوغان الذي حصل على 49.51% من الأصوات في جولة 14 مايو/أيار، ضد مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو الذي حصد 44.88% من الأصوات.