أعلن حزبا "الشعوب الديمقراطي" و"اليسار الأخضر" المعارضان في تركيا، أنهما سيواصلان دعم المرشح الرئاسي لتحالف الأمة المعارض كمال كليجدار أوغلو، في جولة الإعادة المزمع إجراؤها يوم 28 مايو/أيار 2023، لافتاً إلى أن موقفه لم يتغير عن الجولة الأولى التي جرت في 14 مايو/أيار.
تصريحات الحزبين جاءت في مؤتمر صحفي ظهر الخميس 25 مايو/أيار، وهما يقودان تحالف "العمل والحرية" اليساري الاشتراكي والمحسوب على الأغلبية الكردية.
دعم "على مضض"
يُذكر أن التحالف المذكور أعلن بشكل صريح دعمه للمرشح الرئاسي كليجدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية 14 مايو/أيار، لكنه أعلن أمس الأربعاء أنه بصدد تقييم الأمور، إثر إعلان أوميت أوزداغ، زعيم حزب "النصر" اليميني المتطرف، دعمه لكليجدار أوغلو، وتوقيع مذكرة تفاهم تضمنت مواد لم تُطمئن تحالف العمل والحرية.
وتضمنت مذكرة التفاهم التشديد على "مكافحة الإرهاب بحزم ضد جميع التنظيمات الإرهابية التي تستهدف وجود الدولة وسلامتها، وخاصة تنظيم غولن وPKK (حزب العمال الكردستاني) وداعش. وأنه في إطار مكافحة الإرهاب ستستمر سياسة الدولة في تنصيب مسؤولين تابعين لها بدلاً من رؤساء الإدارة المحلية (البلديات) الذين تثبت صلتهم بالإرهاب بموجب الأدلة القانونية والقرار القضائي".
وأثارت مسألة تعيين أوصياء على البلديات والإدارات المحلية انتقادات في صفوف الشعوب الديمقراطي؛ مما فتح باب التساؤلات حول احتمالية تراجع الحزب وتحالف "العمل والحرية" عن دعم كليجدار أوغلو في جولة الإعادة.
لكن الحزب صرح، الخميس" في المؤتمر الصحفي نفسه، بأن موقفه لم يتغير، إلا أنه انتقد الحديث عن تعيين أوصياء على البلديات، كما انتقد استخدام المهاجرين واللاجئين "كآلة للمصالح السياسية"، في إشارة إلى المذكرة نفسها التي ركزت على ضرورة ترحيل اللاجئين على رأسهم السوريون من تركيا.
وأكد التحالف أن الرئيس أردوغان "ليس خيارهم"، وأن خيارهم الوحيد "هو تغييره وتغيير حكومته"، متعهداً بالذهاب إلى صناديق الاقتراع يوم 28 مايو/أيار لتغيير "نظام الرجل الواحد".
تحالف "العمل والحرية"
وبرز تحالف "العمل والحرية" متأخراً على طريق انتخابات مايو/أيار 2023، مقارنة بتحالفي الجمهور والأمة؛ حيث أُعلن عن تأسيسه في 25 أغسطس/آب 2022، من قبل 7 أحزاب، هي حزب الحركة العمالية (EHP)، حزب العمل (EMEP)، حزب الشعوب الديمقراطي (HDP)، اتحاد الجمعيات الاشتراكية (SMF)، حزب العمال التركي (TİP)، حزب الحرية الاجتماعية (TOP)، حزب اليسار الأخضر (YSP).
أكبر هذه الأحزاب هو حزب الشعوب الديمقراطي، المتهم بعلاقاته مع حزب العمال الكردستاني المحظور في البلاد، وهو ما دفعه لدخول السباق البرلماني تحت قائمة حزب "اليسار الأخضر".
ومجمل تلك الأحزاب قادم من الشريحة الكردية كعرق، في حين تغلب التوجهات الشيوعية والاشتراكية واليسارية على فلسفتها الفكرية.
ويعرّف التحالف نفسه على أنه "تحالف العمال والفقراء والنساء والشباب والطبيعة والمدافعين عن حقوق الإنسان"، ويقول إن الاقتصاد والفقر والقضية الكردية والحقوق والحريات الأساسية هي أولوياته.
أما من حيث موقفه في الانتخابات الرئاسية، فإنه أعلن في أبريل/نيسان الماضي أنه سيدعم كمال كليجدار أوغلو، مرشح الطاولة السداسية ورئيس حزب الشعب الجمهوري، وهي خطوة يرى مراقبون أنها يمكن أن تُنتج آثاراً سلبية على تحالف الأمة الذي يضم حزب "الجيد" ذا الخلفية اليمينية بقيادة ميرال أكشنار.