أعلن رئيس حزب "النصر" اليميني المتطرف في تركيا، أوميت أوزداغ، دعمه للمرشح الرئاسي عن تحالف الأمة المعارض كمال كليجدار أوغلو، في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية يوم 28 مايو/أيار 2023، بعد اتفاقهما على "مذكرة تفاهم".
ودعا أوزداغ، المعروف بخطابه العدائي ضد اللاجئين، والسوريين على وجه الخصوص، أنصاره للتصويت لصالح كليجدار أوغلو في جولة الإعادة، أمام منافسه مرشح تحالف الجمهور الرئيس رجب طيب أردوغان.
وجاءت تصريحات أوزداغ خلال مؤتمر صحفي مع كليجدار أوغلو، صباح الأربعاء 24 مايو/أيار، من أمام مقر حزب النصر في العاصمة أنقرة.
بدوره، قال كليجدار أوغلو إنه تم الحصول على "نتائج جيدة" خلال مناقشاته مع أوزداغ، حيث التقى الطرفان 3 مرات على التوالي خلال آخر 3 أيام.
إعادة اللاجئين
في حين ركز اليميني المتطرف أوزداغ على قضية اللاجئين في تركيا، وقال إنه لاحظ أن كليجدار أوغلو "أكثر تصميماً على إعادة اللاجئين، لذا قررنا دعمه في الجولة الثانية"، لافتاً إلى أن تحالف الجمهور الحاكم "ليس متلهفاً لإعادة اللاجئين إلى بلادهم".
وقال: "إن أهم قضية أمام تركيا هي ترحيل 13 مليون طالب لجوء وهارب. ولا يمكن لتركيا أن تتغلب على مشاكلها الاقتصادية دون إعادة 13 مليوناً إلى وطنهم وإعاقة قدوم لاجئين جدد"، كما هاجم اللاجئين في تصريحات مماثلة خلال المؤتمر نفسه.
مذكرة تفاهم من 7 مواد
وحول مذكرة التفاهم التي وقعها مع كليجدار أوغلو، قبيل إعلان دعم الأخير رسمياً، نشرت صحيفة "جمهوريت" المعارضة نص الاتفاقية، مشيرة إلى أنه يتضمن 7 مواد، وأنه يغطي مبادئ التعاون بين حزب النصر وتحالف الأمة أو ما يعرف بالطاولة السداسية.
وتنص المادة الأولى، على "حماية المواد الأربع الأولى من الدستور التركي والمادة 66 المتعلقة بالجنسية التركية"، في حين تشدد المادة الثانية على "عدم المساومة على مبدأ الدولة القومية العلمانية الوحدوية التي تأسست في 1924، والالتزام بهذه القيم".
فيما تقول المادة الثالثة إنه "سيتم ترحيل جميع اللاجئين، على رأسهم السوريون، إلى بلادهم في غضون عام واحد على أبعد تقدير".
أما المادة الرابعة فتشدد على "المكافحة بحزم ضد جميع التنظيمات الإرهابية التي تستهدف وجود الدولة وسلامتها، وخاصة تنظيم غولن وPKK (حزب العمال الكردستاني) وداعش. وأنه في إطار مكافحة الإرهاب ستستمر سياسة الدولة في تنصيب مسؤولين تابعين لها بدلاً من رؤساء الإدارة المحلية (البلديات) الذين تثبت صلتهم بالإرهاب بموجب الأدلة القانونية والقرار القضائي. وألا مفاوضات في مكافحة الإرهاب. وعدم السماح بأية ترتيبات سياسية أو قانونية تستهدف هيكل الدولة الوطني ووحدتها في تركيا".
فيما تشير المادة الخامسة إلى أن "الجدارة لا المحسوبية ستكون أساس التخصصات في جميع مؤسسات الدولة"، كما تنص المادة السادسة على مكافحة جميع أشكال الفساد بشكل فعال للغاية في إطار القانون".
وتختم المادة السابعة بالنص على أنه "تم الاتفاق بشكل كامل على أن تكون الدولة شفافة وواضحة أمام مواطنيها".
ولم يرد في مواد الاتفاقية الإشارة إلى إمكانية منح حقيبة وزارة الداخلية لأوميت أوزداغ، حيث نشر على حسابه في تويتر، الأربعاء، تغريدة يعد فيها بترحيل اللاجئين كوزير للداخلية".
تحالف أوزداغ مع كليجدار أوغلو
يشار إلى أن تحالف الأمة المعارض يضم 6 أحزاب، وهو ما يعرف بالطاولة السداسية، وتشمل حزب الشعب الجمهوري الذي يرأسه كليجدار أوغلو، إلى جانب أحزاب الجيد، السعادة، الديمقراطي، المستقبل، الديمقراطية والتقدم.
وحصل كليجدار أوغلو في الجولة الأولى يوم 14 مايو/أيار على 44.9%، مقابل منافسه أردوغان الذي حصل على 49.5%، في حين حصل المرشح الرئاسي الثالث سنان أوغان على نسبة 5.2%.
من جانب آخر، لفتت صحيفة "يني شفق" التركية إلى أن دعم أوزداغ المحتمل لكليجدار أوغلو يصطدم مع ما وصفته بتحالف الأخير مع حزب الشعوب الديمقراطي المتهم بعلاقته مع حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.
وأشارت إلى أن أوزداغ يختلف مع كليجدار أوغلو حول العديد من القضايا التي تتعلق بالأمن القومي التركي، وذكرت منها قضية إقالة رؤساء البلديات "المتهمين بدعم الإرهاب"، حيث يرى أوزداغ ضرورة تطبيق ذلك، في حين يعد كليجدار أوغلو بوقف ذلك.
ودأبت الحكومة التركية على إقالة بعض رؤساء البلديات من حزب الشعوب الديمقراطي، بعد اتهامهم بدعم حزب العمال الكردستاني المسلح والمصنف إرهابياً لدى أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي.
وذكّرت الصحيفة في الوقت ذاته، بتصريحات سابقة لأوزداغ، رأى فيها أن فوز كليجدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية سيكون بدعمٍ من حزب الشعوب الديمقراطي، وسيتسبب بنشوب "حرب أهلية".
ويُعرف أوزداغ بخطابه العدائي ضد اللاجئين والسوريين على وجه الخصوص، ويعد بطردهم "قسرياً" من تركيا إذا اضطر الأمر، الأمر الذي قد يثير جدلاً في تحالف الطاولة السداسية الذي يضم أحزاباً محافظة مثل المستقبل بقيادة أحمد داوود أوغلو الذي يشدد على رفضه للخطاب التحريضي ضد اللاجئين.
إلى جانب داوود أوغلو، يرفض علي بابا جان زعيم الديمقراطية والتقدم الخطاب العنصري ضد اللاجئين، وسبق أن نفى مزاعم كليجدار أوغلو بخصوص إرسال اللاجئين خلال عامين على أبعد تقدير، مشيراً إلى أن ذلك "لا يمكن تطبيقه عملياً، وينافي القانون الدولي".
وتتوجه تركيا إلى صناديق الاقتراع في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، الأحد 28 مايو/أيار، حيث سيتنافس الرئيس رجب طيب أردوغان الذي حصل على 49.51% من الأصوات في جولة 14 مايو/أيار، ضد مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو الذي حصد 44.88% من الأصوات.