نفى رئيس الأمن السيبراني في حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا، سادات دوغان، مزاعم انهيار منظومة الاتصال الخاصة بالحزب ليلة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 14 مايو/أيار 2023، حيث كانت مسؤولة عن تحميل البيانات الواردة من صناديق الاقتراع تلك الليلة.
وقال دوغان عبر حسابه في "لينكد إن"، الإثنين 22 مايو/أيار، إن الوقت قد حان "لقول الحقيقة"، محتجاً على مزاعم أوردها صحفيون وجهات معارضة حول حصول "تضليل" و"سرقة أصوات" وأن لدى حزب الشعب الجمهوري بيانات مختلفة عن التي نشرتها الهيئة العليا للانتخابات في تركيا.
وكتب: "لقد عملت المنظومة بسلاسة، ولم تتعطل لثانيةٍ واحدة، ولم تسجل أي خطأ.. والنتيجة التي ظهرت على شاشاتنا في تمام الساعة التاسعة (مساء بتوقيت تركيا) هي النتيجة الصحيحة، بغض النظر عن فحواها".
جدل في أروقة المعارضة
وجاء بيان دوغان بعد جدل أثير حول تصريحات صدرت عن مسؤولين بحزب الشعب الجمهوري ليلة الانتخابات، أكدت تقدم مرشح تحالف الأمة المعارض كمال كليجدار أوغلو على منافسه مرشح تحالف الجمهور الحاكم رجب طيب أردوغان، بحسب ما أوردت صحيفة "يني شفق" التركية.
حيث أدلى أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول التابعة لحزب الشعب الجمهوري، بتصريح "مستفز للغاية" أثناء فرز الأصوات مساء 14 مايو/أيار، عندما قال: "نحن متقدمون. نحن نفوز"، وفق "يني شفق".
وقالت الصحيفة إن إمام أوغلو واجه عدسات الكاميرات إلى جانب رئيس بلدية أنقرة منصور يواش، وذكر أن كليجدار أوغلو متقدم في السباق بناءً على البيانات الموجودة بين أيديهم. بينما كتب كليجدار أوغلو نفسه تغريدةً أثناء عملية فرز الأصوات زاعماً: "نحن متقدمون".
وبعد البدء في فتح صناديق الاقتراع في يوم الانتخابات، ظهرت "شائعات" تقول إن أنظمة حزب الشعب الجمهوري قد انهارت، وإن "الأصوات تُسرق"، بحسب الصحيفة ذاتها.
ولفتت الصحيفة إلى أن صحفيين موالين لحزب الشعب الجمهوري ربطوا بين تصريحات "الفوز" التي حاولت المعارضة نشرها في ليلة الانتخابات، وبين انهيار الأنظمة داخل مقر "الشعب الجمهوري".
حيث قال الصحفي أوزلام غورسيس إن حزب الشعب الجمهوري كان يتلقى نتائج الانتخابات من أربعة مصادر مختلفة، وكانت هناك اختلافات كبيرة بين البيانات الواردة، مما تسبب في حدوث ارتباك.
"لم نرصد أي خطأ"
في السياق، أكد مسؤول الأمن السيبراني في الحزب، أن منظومة الاتصالات الخاصة بالانتخابات "عملت بسلاسة، ولم تتعطل لثانيةٍ واحدة، ولم تسجل أي خطأ".
أضاف: "لقد قدّمتُ أداءً عالمياً مع فريقي المحترف المؤلف من 20 فرداً. ولن أنشر أسماء أفراد الفريق حتى لا أضعهم تحت ضغط. والنتيجة التي ظهرت على شاشاتنا في تمام الساعة التاسعة مساء هي النتيجة الصحيحة، بغض النظر عن فحواها".
وتابع: "يستفزنا أشخاص لديهم آراء لا تعني فريقي من الأساس على تويتر، ولينكد إن، وفي الصحافة، ومن اليمين واليسار. لا تستمعوا إلى أحد. هناك فريق قوي ومؤهل للغاية وراء هذا العمل، وهم يؤدون وظيفتهم كالأسود. وقد وصلوا إلى هذه الغرفة لأنهم يتمتعون بالبراعة".
وأشار إلى أن "هناك أيضاً صحفيين كنا نستمع إليهم كرجالٍ ونساء.. لكنهم يكذبون على عامة الشعب. وسيلحقهم العار عندما أنشر تسجيلاتهم. لا أفهم كيف يُقبلون على مخاطرة كهذه".
أضاف: "لدي كل شيء بين يدي باختصار بدايةً بسجلات مكالمات ذلك اليوم، وتسجيلات الفيديو في القاعة الكبيرة، وانتهاءً بتدفق كل النتائج لحظةً بلحظة. ولم أشارك تلك المعلومات حتى الآن لأنني لا أرغب في كشف هيكلتنا. لكنني سأشرح كل ذلك عندما يحين الوقت المناسب".
وأردف: "أخاطب كل الأصدقاء الذين أكلوا حقوقنا. ربما صدقتم ذلك لأن الجميع في البلاد يقول إن منظومتنا قد انهارت. لكنني أطالبكم بتغيير خطابكم بعد هذه المعلومات. فأنتم تتجاهلون جهود الكثير من الأشخاص".
وتابع: "إذا كانت المنظومة قد انهارت ولم تعمل، وإذا كانت الأصوات قد سُرِقَت؛ فلماذا يرغب المقر الرئيسي في التعاون معي ومع فريقي خلال الجولة الثانية؟ لأن الجولة الأولى لم تشهد أي مشكلات، الأمر واضح".
وختم دوغان بيانه بالقول: "أرغب في قول الكثير من الأشياء، لكنني سأحتفظ بذلك حتى نهاية الانتخابات. وسأكتفي بمشاركات لقطات الشاشة التالية من يوم الانتخابات، والتي لا تمثل سوى غيضٍ من فيض".
"كليجدار أوغلو لم يحقق الفوز في منظومتنا مطلقاً"
وبسؤاله عما إذا كانوا يعلمون أنهم لم يفوزوا عندما أدلوا بتلك التصريحات، أجاب دوغان المتابعين قائلاً: "كليجدار أوغلو لم يحقق الفوز في منظومتنا مطلقاً. لكن الفرق الخاصة برؤساء البلدية كانت تعمل بشكل منفصل".
وأوضح أن "فريق إسطنبول مثلاً شكّل مجموعةً أطلق عليها اسم متطوعي تركيا، وربما أدلوا بتصريح النتائج من هناك. كما أعلم أن هناك مجموعة اسمها الصندوق الذهبي. وربما كانت النتائج الواردة من هناك مضللة".
أضاف: "يعمل قادتنا بتفانٍ كبير. وليس من السهل ضمان أصوات الناس داخل صناديق الاقتراع. وإذا كانت النتائج المعلنة بنهاية اليوم خاطئة؛ فلا يجب إلقاء اللوم على أونورسال علناً، بل كان يجب التصرف بشفافيةٍ أكبر".
وتتوجه تركيا إلى صناديق الاقتراع في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، الأحد 28 مايو/أيار، حيث سيتنافس الرئيس رجب طيب أردوغان الذي حصل على 49.51% من الأصوات في جولة 14 مايو/أيار، ضد مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو الذي حصد 44.88% من الأصوات.