حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، الأحد 30 أبريل/نيسان 2023، من أن الوضع الإنساني في السودان وصل لـ"نقطة الانهيار"، بينما تتواصل عمليات إجلاء الرعايا الأجانب في ظل هدنة هشة وافق عليها الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
حيث سقط مئات القتلى وآلاف المصابين منذ أن تحولت منافسة قديمة على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى صراع في 15 أبريل/نيسان، بينما يتبادلان الاتهامات بخرق الهدنة واستهداف المدنيين في ظل استمرار المواجهات رغم موافقة الطرفين على تمديد الهدنة.
تدهور الأزمة في السودان
في بيان صدر عنه قبيل توجهه في رحلة إلى المنطقة "على الفور في ضوء تدهور الأزمة في السودان"، قال غريفيث، في البيان الذي نشر بالموقع الإلكتروني لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: "قبل أسبوعين اندلعت اشتباكات في الخرطوم وفي أنحاء أخرى بالسودان".
كما أضاف المسؤول الأممي أن "الوضع الإنساني (في السودان) وصل نقطة الانهيار". وأوضح أن الوصول إلى الرعاية الصحية العاجلة، بما في ذلك المصابين في أعمال العنف، "مقيد بشدة، ما يزيد من مخاطر الوفاة".
في وقت سابق الأحد، قرر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش إرسال وكيله للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، إلى السودان، في ضوء الأزمة الإنسانية المتفاقمة في البلاد.
إذ قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في بيان إنه "في ضوء تدهور الأزمة الإنسانية بسرعة في السودان، قرر الأمين العام إرسال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، إلى المنطقة على الفور".
كما أضاف دوجاريك أن "حجم وسرعة ما يجري في السودان غير مسبوق. نحن قلقون للغاية من التأثير الفوري والطويل الأجل على جميع الناس في السودان والمنطقة".
دول عربية تواصل إجلاء مواطنيها
من جهة أخرى، واصلت دول عربية، الأحد، إجلاء مواطنيها ورعايا أجانب من السودان الذي يشهد اقتتالاً منذ نحو أسبوعين، وفق إعلانات رسمية من الإمارات ومصر والصومال.
وفق وكالة الأنباء الإماراتية، "وصلت إلى الإمارات، (مساء الأحد)، طائرة الإجلاء الثانية، والتي تقل 136 راكباً من دولة الإمارات ودبلوماسيين ورعايا من 9 دول (لم تحددها)".
بينما كانت طائرة إجلاء إماراتية وصلت، السبت 29 أبريل/نيسان، إلى الإمارات، "تقل عدداً من المواطنين ورعايا 16 دولة"، وفق المصدر ذاته دون أن يقدم تفاصيل.
في سياق متصل، أفادت الخارجية المصرية، في بيان، مساء الأحد، بأن "خطة إجلاء المواطنين المصريين المتواجدين في السودان أسفرت عن إجلاء 6960 مواطناً مصرياً". وأضافت: "نجحت جهود الدولة، السبت والأحد، في إعادة 561 مواطناً مصرياً بالسودان من خلال المعابر البرية بين مصر والسودان".
كما وصل إلى مطار مقديشو الدولي، مساء الأحد، 150 مواطناً صومالياً من العالقين في السودان، وفق ما ذكره وزير خارجية الصومال، أبشر عمر جامع، في مؤتمر صحفي، بالعاصمة الصومالية.
فيما أوضح أن الحكومة الصومالية "تمكنت الأحد عبر طائرتين من إجلاء 150 مواطناً كانوا عالقين بين الحدود السودانية والإثيوبية". وأضاف أن "أكثر من 250 مواطناً وصلوا حتى الآن إلى حدود دولة جنوب السودان وإثيوبيا، وسيتم نقلهم إلى البلاد في اليومين المقبلين".
وفق ما ذكرته وكالة الأناضول، يقدر عدد الجالية الصومالية في السودان بنحو 3 آلاف شخص، بينهم 1200 طالب وطالبة، وفق ما ذكر للأناضول سفير مقديشو لدى الخرطوم محمد شيخ إسحق.
منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، تشهد ولايات سودانية اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، يتبادل فيها الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن اندلاعها عقب توجّه قوات تابعة لكل منهما للسيطرة على مراكز تابعة للآخر.
بينما بدأت في 22 أبريل/نيسان الماضي، عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من البلاد، وشرعت أكثر من 50 دولة في عمليات الإجلاء، إما براً لا سيما عبر مصر وإثيوبيا، أو بحراً عبر ميناء بورتسودان (شرق)، أو جواً.