كشفت القوائم النهائية لمرشحي الانتخابات البرلمانية التركية، التي قدمتها الأحزاب السياسية، الأحد، 9 أبريل/نيسان 2023، عن وجود العديد من المسؤولين السابقين في الحزب الحاكم على قوائم المعارضة، ما أثار جدلاً كبيراً في تركيا.
وكان حزب الشعب الجمهوري قد أبرم اتفاقاً مع الأحزاب اليمينية الصغيرة في ائتلافه المعارض "تحالف الأمة"، والذي بموجبه سيشارك مرشحو هذه الأحزاب في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة في 14 مايو/أيار تحت قائمته.
فيما قدّم حزب الشعب الجمهوري قائمة بـ76 مرشحاً من حلفائه السياسيين اليمينيين، 30 منهم على الأقل في أماكن يُرجح فوزهم فيها، ويقول موقع Middle East Eye البريطاني إن هذه هي المرة الأولى في تاريخ حزب الشعب الجمهوري، التي يمنح فيها مساحة لهؤلاء الساسة اليمينيين، الذين كان كثير منهم معارضين له وأعضاء سابقين في حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
تحالف لمواجهة أردوغان
إلا أن كمال كليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، والمرشح الرئاسي لتحالف الأمة، أعرب عن إيمانه بضرورة بناء تحالف لكسب مزيد من الأصوات، ورغبته في أن تحافظ أحزاب المعارضة الصغيرة على حضورها في البرلمان، وأرادت الأحزاب اليمينية في البداية إنشاء قائمة مشتركة منفصلة للحصول على حوالي 20 مقعداً، لكنها لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق.
لكن بعض المرشحين اليمينيين المختارين، مثل وزير العدل السابق في حزب العدالة والتنمية، سعد الله إرجين، وهو الآن مسؤول كبير في حزب الديمقراطية والتقدم، أثاروا غضب أنصار حزب الشعب الجمهوري؛ إذ قالت المحامية سولي نازلي أوغلو إرول، في تغريدة على تويتر: "سعد الله إرجين نال ترشيح حزب الشعب الجمهوري في الدائرة الأولى (جانكايا في أنقرة). عارٌ عليه. لم ننسَ ما فعله خلال محاكمة "انقلاب المطرقة""، في إشارة إلى مؤامرة عام 2010 الانقلابية التي اعتُقل خلالها ضباط عسكريون بارزون سابقون حين كان إرجين وزيراً للعدل.
فبعد سنوات من المحاكمة، تمت تبرئة المشتبه بهم وإطلاق سراحهم من السجن عام 2015 بعدما، تبيّن أن الأدلة ضدهم مزورة.
فيما سارع آخرون كثر على الشبكات الاجتماعية إلى نشر تغريدة تعود للعام 2014 يتهم فيها كليجدار أوغلو إرجين بالضغط على القضاة لأهداف سياسية.
وكانت مرشحة أخرى، سيما سيلكين أون من حزب المستقبل، هدفاً للتعليقات السلبية على الإنترنت أيضاً. إذ إن سيما التي كانت السكرتيرة الخاصة السابقة لزوجة أردوغان، ضمن قائمة مرشحي حزب الشعب الجمهوري في مدينة دنيزلي.
وكتب الصحفي التركي، ألتان سانكار، على تويتر: "هذا الترشيح تسبب في انزعاج كبير في حزب الشعب الجمهوري. ستكون واحدة من المرشحين الذين لن يستطيع حزب الشعب الجمهوري تفسيرهما لجمهوره. فحتى حزبها ليس مرتاحاً لهذا الترشيح".
كما أثار ترشيح جمال إنجينورت من الحزب الديمقراطي، القومي في تركيا الذي كان يدعم الحكومة، والذي يترشح الآن تحت مظلة حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول، الدهشة أيضاً.
إذ نُشرت مقابلات سابقة له يعلن فيها بفخر دعمه لأردوغان على الشبكات الاجتماعية، من ضمنها مقابلة وصف فيها أحد كبار مسؤولي حزب الشعب الجمهوري بالـ"وثني".
وانتقد محرم إينجه، المرشح الرئاسي الذي أسس حزب الوطن في تركيا، بعد انفصاله عن حزب الشعب الجمهوري، حزبه السابق لخوضه الانتخابات مع شخصيات سابقة في حزب العدالة والتنمية، وقال إن أنصار حزب الشعب الجمهوري عليهم أن يصوّتوا لحزبه.
وقارن إينجه مرشحيه مع مرشحي حزب الشعب الجمهوري، قائلاً إن زملاءه في حزب الوطن داعمون للفكر الجمهوري والكمالي وعلى مستوى عالٍ من التعليم، واستشهد بكونيت أوغوز في إزمير كمثال. وكتب على تويتر: "المترشح ضده كاتب سابق في جريدة طرف يتهم الفكر الكمالي بالـ"عنصرية"".
وتعرف الطاولة السداسية بأنها تحالف سياسي يضم 6 أحزاب تركية معارضة من خلفيات مختلفة ومتنوعة، تأسس في فبراير/شباط 2022 لخوض انتخابات 2023 أمام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقد رشح رئيس حزب الشعب كمال كليجدار أوغلو لخوض المنافسة.
من أبرز الأهداف التي ترفعها أحزاب الطاولة السداسية بشكل واضح إسقاط الرئيس أردوغان، والعودة بالبلاد من النظام الرئاسي الذي أُقر في عام 2018، إلى النظام البرلماني.
ويعد التحالف بين حزب الشعب الجمهوري وحزب الجيد نواة لتحالف الطاولة السداسية، حيث خاض الحزبان انتخابات 2018 المحلية ثم انتخابات 2019 الرئاسية والبرلمانية تحت اسم "تحالف الأمة" المعارض.اقترح تصحيحاً