وجَّه الرئيس التونسي قيس سعيد، تعليمات لوزير الشؤون الخارجية نبيل عمار، بالشروع في إجراءات تعيين سفير جديد لدى العاصمة السورية دمشق، وذلك حسبما أفادت الصفحة الرسمية للرئاسة التونسية، الإثنين 3 أبريل/نيسان 2023.
يأتي ذلك بعد نحو عشرين يوماً من إعلان الرئيس التونسي اعتزامه تعيين سفير في سوريا، حيث أفاد بأنه "ما من مبرر لئلا يكون هناك سفير لتونس في دمشق وسفير لها في تونس"، خلال لقائه وزير الخارجية، في 10 مارس/آذار الماضي.
أضاف أن "مسألة النظام السوري تهم السوريين وحدهم، ونحن نتعامل مع الدولة السورية، ولا دخل لنا في خيارات الشعب السوري"، مشيراً إلى أن "هناك جهات كانت تعمل على تقسيم سوريا لمجموعة من الدول منذ بداية القرن الـ20 ولن تقبل بذلك".
تطبيع مع الأسد
جدير بالذكر أنه في 4 مارس/آذار 2023، جدد البلدان خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية التونسي ونظيره بالنظام السوري فيصل المقداد، رغبتهما في عودة العلاقات الثنائية إلى "مسارها الطبيعي عبر ترفيع مستوى التمثيل الدبلوماسي وتبادل زيارات مسؤولي البلدين".
أما في 9 فبراير/شباط 2023، فأعلنت الرئاسة التونسية في بيان، أن الرئيس سعيد قرر رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لبلاده في سوريا، وذلك عقب أيام من وقوع الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في الـ6 من الشهر ذاته.
وفي تلك الأثناء قال سعيد إنه "يؤكد وقوف الشعب التونسي إلى جانب الشعب السوري الشقيق"، مشيراً إلى أن "قضية النظام السوري شأن داخلي يهمّ السوريين بمفردهم، والسفير يُعتمد لدى الدولة وليس لدى النظام".
عودة اللقاءات بعد قطيعة لسنوات
يذكر أن تونس قطعت العلاقات الدبلوماسية مع سوريا قبل أكثر من 10 سنوات؛ احتجاجاً على "قمع نظام بشار الأسد الاحتجاجات المناهضة له". وفي فبراير/شباط 2012، أعلن الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي، في بيان، طرد السفير السوري آنذاك، وسحب أي اعتراف بنظام بشار الأسد.
بعد ذلك أعادت تونس بعثة دبلوماسية محدودة عام 2017، وفي نهاية 2018 تم استئناف حركة الطيران بين البلدين.
يُذكر أن سعيد التقى وزير خارجية النظام السوري مطلع يوليو/تموز العام الماضي، على هامش زيارتهما للجزائر بمناسبة الذكرى الـ60 للاستقلال، حيث طلب الرئيس التونسي من المقداد نقل تحياته إلى بشار الأسد، بحسب بيان للخارجية السورية.
وقال سعيد للمقداد: "إن الإنجازات التي حققتها سوريا، وكذلك الخطوات التي حققها الشعب التونسي ضد قوى الظلام والتخلف، تتكامل مع بعضها لتحقيق الأهداف المشتركة للشعبين الشقيقين في سوريا وتونس"، بحسب ما نقلته صحيفة "حقائق أونلاين" التونسية.
ومنذ أن أحكم الرئيس قيس سعيد، السيطرة على معظم السلطات تقريباً في يوليو/تموز 2021، وعلق البرلمان وأقال الحكومة، أرسلت تونس إشارات تشي بتغيير سياستها الدبلوماسية مع سوريا.