أعلن النائب البرلماني البارز بحزب الجيد المعارض في تركيا، ياوز أغرلي أوغلو، الثلاثاء 28 مارس/آذار 2023، استقالته من حزب الجيد، الذي يعتبر ثاني أكبر أحزاب تحالف الطاولة السداسية، وذلك احتجاجاً على ترشيح كمال كليجدار أوغلو للانتخابات الرئاسية التي ستنعقد في 14 مايو/أيار المقبل، وفق وسائل إعلام تركية.
وكان تحالف الطاولة السداسية المعارضة أعلن مطلع الشهر الحالي أن كليجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري، سيكون مرشحهم الرسمي في الانتخابات الرئاسية أمام الرئيس رجب طيب أردوغان، رغم اعتراض حزب الجيد على كليجدار أوغلو.
وفي تصريحات له الأسبوع الماضي، وصف أغرلي أوغلو ترشيح كليجدار أوغلو بأنه "فُرض" بالقوة على حزبه، وأن زعيم الشعب الجمهوري "فرض نفسه" على بقية أحزاب الطاولة السداسية (تحالف الأمة).
أزمة بين الشعب الجمهوري والجيد
في الوقت ذاته، هاجم النائب المعارض، بتصريحات شديدة اللهجة المفاوضات بين حزب الشعب الجمهوري ونظيره "الشعوب الديمقراطي" ذي الغالبية الكردية، والذي ينظر إليه تحالف الجمهور الحاكم على أنه امتداد سياسي لحزب العمال الكردستاني (بي كي كي).
وحزب الجيد قومي من وسط اليمين ويعارض التحالف مع "الشعوب الديمقراطي"، بسبب اتهامات تلاحق الحزب مثل "دعم الإرهاب" والعلاقة مع العمال الكردستاني.
ويجتمع حزب الجيد مع "الشعب الجمهوري" ضمن تحالف الأمة أو ما يعرف بالطاولة السداسية، والتي تضم 4 أحزاب صغيرة معهما جلها من خلفيات محافظة.
وفي إطار إعلانه الاستقالة من حزب الجيد، الثلاثاء، أوضح أغرلي أوغلو أن زعيمة الحزب أكشنار لم تكن على علم بتصريحاته بشأن ترشيح كليجدار أوغلو.
وأوضح أنه لن يترشح من جديد في الانتخابات البرلمانية 14 مايو/أيار، ما يشير إلى أنه لا يعتزم اللحاق بأحد الأحزاب البرلمانية، كما لفت إلى أنه لا يريد أن يكون شريكاً "في هذه الكارثة"، في إشارة إلى ترشيح كليجدار أوغلو.
وقال أغرلي أوغلو في بيان استقالته الذي شاركه عبر حسابه بمواقع التواصل، إنه "استقال من حزب الجيد بسبب الضرورة التي تقتضي ذلك"، طالباً من إدارة الحزب اتخاذ "الإجراءات اللازمة".
في المقابل، علق متحدث باسم حزب الجيد على قرار أغرلي أوغلو بأنه إجراء "من طرف واحد"، نافياً احتمالية عقد أي لقاء بين النائب المستقيل وزعيمة الحزب أكشنار "لأن ذلك لم يعد له معنى" على حد قوله.
فخّ الطاولة السداسية
وفي تصريحات سابقة له الأسبوع الماضي، خلال مؤتمر في البرلمان التركي، أفاد أغرلي أوغلو بأن "فخاً" نُصب لحزبه الذي "أسّس الطاولة السداسية"، مشيراً إلى أن حزب الشعوب الديمقراطي يدعم كليجدار أوغلو.
أضاف في تصريحات "غاضبة"، بحسب صحيفة حرييت التركية: "لن نكون تحت ظل الإرهاب"، معتبراً أن حزب الشعوب الديمقراطي بات "يبتزّ" الديمقراطية التركية.
وذهب أغرلي أوغلو إلى أبعد من ذلك، حينما قال إنه يرجّح الهزيمة على أن يفوز من خلال "مدح قاتل الأطفال"، في إشارة إلى مؤسس حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، حيث يطالب حزب الشعوب الديمقراطي بإطلاق سراحه، ويعد بذلك في حال الوصول إلى السلطة.
وكان زعيم حزب الشعب الجمهوري عقد مناقشات مع قيادات "الشعوب الديمقراطي"، دفعت الأخير إلى عدم تسمية مرشح رئاسي للانتخابات المقبلة، بحسب تصريحات لزعيمه، الأربعاء 22 مارس/آذار، وهذا ما يعني أن دعم الحزب سيكون موجّهاً إلى كليجدار أوغلو.
وأثار ترشيح كليجدار أوغلو للانتخابات الرئاسية عن الطاولة السداسية مطلع الشهر الجاري، حفيظة ميرال أكشنار زعيمة حزب الجيد الذي ينتمي له النائب أغرلي أوغلو، وكادت الأزمة تسفر عن مغادرة أكشنار للتكتل الذي يراه البعض فرصة متأخرة لالتئام أحزاب المعارضة.
وترى أكشنار أن كليجدار أوغلو لا يمكنه الفوز بسهولة أمام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي سيكون مرشح تحالف الجمهور، وهو تكتل يضم حزب العدالة والتنمية الحاكم، وحزب الحركة القومية، إضافة إلى حزبين صغيرين.
وفي 14 مايو/أيار المقبل، تشهد تركيا انتخابات رئاسية وبرلمانية معاً، يتنافس فيها تحالف الجمهور الحاكم أمام تحالفات وتكتلات المعارضة على اختلافها، وأبرز تلك التحالفات هو "الطاولة السداسية" ومرشحها كمال كليجدار أوغلو.