أعلنت الهيئة العليا للانتخابات التركية، الإثنين 27 مارس/آذار 2023، أن 4 مرشحين فقط سيتنافسون في الانتخابات الرئاسية في 14 مايو/أيار المقبل، من بينهم الرئيس رجب طيب أردوغان، وذلك عقب انتهاء مهلة الترشح وجمع 100 ألف توقيع من الأسماء التي ترشحت للانتخابات دون دعم الكتل البرلمانية.
وأعلن رئيس الهيئة أحمد ينار، أن الرئيس رجب طيب أردوغان، ورئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، ورئيس حزب البلد محرم إنجة، والنائب البرلماني السابق اليميني المتطرف سنان أوغان، حققوا شروط الترشح للانتخابات الرئاسية.
كانت الهيئة العليا للانتخابات قد حددت يوم 27 مارس/آذار الموعد النهائي لإعلان قائمة المرشحين الرئاسيين، وبذلك يكون عددهم 4 فقط.
بحسب قانون الانتخابات التركي، فإن المرشح للانتخابات الرئاسية إما أن يتقدم من خلال حزب برلماني، أو من خلال جمع 100 ألف توقيع من المواطنين الذين يحق لهم التصويت.
وتقدم حزب العدالة والتنمية الحاكم رفقة حليفه "الحركة القومية" بأوراق ترشح الرئيس أردوغان، بينما تقدم حزبا الشعب الجمهوري والجيد المعارضان بأوراق ترشح كمال كليجدار أوغلو، في حين تمكن محرم إنجة وسنان أوغان من جمع 100 ألف توقيع خلال الفترة المحددة.
رجب طيب أردوغان
منذ وصول حزب العدالة والتنمية التركي إلى السلطة في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2002، تولى أردوغان رئاسة الوزراء واستطاع تشكيل حكومته منفرداً دون الحاجة إلى حزب حليف أو حكومة ائتلافية، وذلك في مارس/آذار 2003.
وفي أغسطس/آب 2014 انتُخب أردوغان رئيساً للجمهورية التركية لأول مرة في تاريخ البلاد يتم فيها انتخاب الرئيس بشكل مباشر من قبل الشعب، حيث كان الرئيس يتم تعيينه من قبل البرلمان.
وفي 2017 نجح أردوغان في تحويل البلاد من النظام البرلماني إلى الرئاسي، بموجب استفتاء شعبي، ومع انتخابات يونيو/حزيران 2018 الرئاسية والبرلمانية، أصبح أردوغان أول رئيس في تركيا ضمن النظام الرئاسي الذي ألغى منصب رئيس الوزراء، ووسع من صلاحيات رئيس الجمهورية.
ومنذ ذلك الحين يتحالف حزب العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية اليميني، تحت اسم "تحالف الجمهور"، وكلا الحزبين يشكل أغلبية داخل البرلمان التركي الذي يبلغ عدد مقاعده 600 مقعد.
كمال كليجدار أوغلو
يتولى كليجدار أوغلو منذ 2010، رئاسة حزب الشعب الجمهوري وهو أكبر حزب معارض في تركيا، وأسسه مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك.
لكن كليجدار أوغلو لم يحقق أي فوز كامل أمام منافسه الرئيس أردوغان والحزب الحاكم، باستثناء فوز جزئي في الانتخابات المحلية التي جرت في مارس/آذار 2019، حينما فاز الحزب ببلديتي إسطنبول وأنقرة بعد نحو ربع قرن من سيطرة المحافظين عليهما.
ومنذ انتخابات 2018 شكّل "الشعب الجمهوري" تحالفاً مع حزب الجيد الذي تقوده ميرال أكشنار، تحت اسم "تحالف الأمة"، إلى جانب حزب السعادة المحافظ، والحزب الديمقراطي المحسوب على وسط اليمين، في حين توسع التحالف في 2021 ليضم حزبين حديثين انبثقا عن "العدالة والتنمية"، هما حزب المستقبل بقيادة أحمد داود أوغلو، والديمقراطية والتقدم بقيادة علي بابا جان، ليتم تشكيل ما بات يعرف بـ"الطاولة السداسية".
وبدعم من تلك الأحزاب، أعلن كليجدار أوغلو نفسه مرشحاً للانتخابات الرئاسية المقبلة، بيد أن هناك خلافات لا تزال قائمة بينه وبين أكشنار وحزبها الجيد، حيث عارضت ترشحه اعتماداً على ما قالت إنها استطلاعات رأي أظهرت أنه ليس مرجحاً لدى الناخبين.
وكانت أكشنار تسعى لترشيح رئيس بلدية إسطنبول من "الشعب الجمهوري" أيضاً، أكرم إمام أوغلو، أو رئيس بلدية أنقرة من الحزب ذاته، منصور ياواش، قبل أن تتراجع عن ذلك شريطة أن يكونا في منصب نائب الرئيس.
إلى جانب ذلك، يعارض حزب الجيد فكرة انضمام أو تحالف حزب الشعوب الديمقراطي "الكردي" مع الطاولة السداسية، بسبب اتهامات يواجهها الحزب تتعلق بدعمه "الإرهاب" وحزب العمال الكردستاني (بي كي كي)، وهو مصنف في قائمة الإرهاب بتركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
محرم إنجة
يعتبر إنجة من الشخصيات البارزة سابقاً في حزب الشعب الجمهوري، وكان مرشحه للانتخابات الرئاسية في 2018، قبل أن يغادر الحزب في 2021 ويؤسس حزب "البلد"، في حين ينظر البعض إليه على أنه محاولة تقسيم لحزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة.
وكان إنجة منافساً شرساً لكليجدار أوغلو على زعامة "الشعب الجمهوري"، لكنه أخفق مراراً في حشد مؤيدين من داخل إدارة الحزب، قبل أن يخرج من البرلمان إثر خسارته أمام أردوغان في 2018.
ويُعرف إنجة بتبني منظور سياسة خارجية قريب من منظور الحزب الحاكم، إلا أنه في الوقت نفسه يتمسك بآراء "متشددة" فيما يتعلق بعلمانية الدولة، من حيث معارضته لمدارس القرآن والطرق الدينية، إلى جانب أنه يرى ضرورة الدعاء لمؤسس الجمهورية أتاتورك على المنابر.
سنان أوغان
أما المرشح الرئاسي الرابع، فهو أقل تأثيراً من الثلاثة الآخرين، ويُعرف بأنه من أصول أذربيجانية، ومع ذلك فقد اشتهر بمعارضته للمهاجرين واللاجئين، ودعا إلى ترحيلهم وتوعد بفعل ذلك إذا وصل إلى السلطة.
ودخل أوغان الحياة السياسية من خلال حزب الحركة القومية، لكنه طُرد من الحزب في عام 2015، ثم عاد إليه بعدما كسب دعوى قضائية ضد الحزب، قبل أن يُطرد منه ثانية في 2017.
ومنذ ذلك الحين رفض أوغان الانضمام إلى حزب سياسي آخر، لكنه قبل مؤخراً دعوة رئيس حزب "الظفر" اليميني المتطرف أوميت أوزداغ، ليكون مرشحاً رئاسياً عن تحالفه "الأجداد"، وهو تحالف يضم حزب النصر وحزبين آخرين صغيرين.
وفي 14 مايو/أيار المقبل، تشهد تركيا انتخابات رئاسية وبرلمانية معاً، يتنافس فيها "تحالف الجمهور" الحاكم أمام تحالفات وتكتلات المعارضة على اختلافها، وأبرز تلك التحالفات هو "الطاولة السداسية" ومرشحها كمال كليجدار أوغلو.