أظهر فيديو تداوله نشطاء في تركيا على مواقع التواصل، الجمعة 24 مارس/آذار 2023، مرشح المعارضة للانتخابات الرئاسية المقبلة وزعيم أكبر حزب معارض كمال كليجدار أوغلو، وهو يقع في خطأ "محرج" خلال مؤتمر صحفي عقده ضمن زيارته لولاية ملاطيا المتضررة من الزلزال مع أعضاء في "الطاولة السداسية".
وقال كليجدار أوغلو خلال المؤتمر: "نحن نوجد هنا كقادة تحالف الجمهور"، فردَّه رئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو "تحالف الأمة".
يشار إلى أن "تحالف الجمهور" هو التحالف الذي يضم حزب العدالة والتنمية الحاكم والحركة القومية، ومرشحه للانتخابات الرئيس رجب طيب أردوغان.
وأثار الفيديو الذي تداولته وسائل إعلام تركية وناشطون، حالة من التندر على مواقع التواصل.
حزب جديد ينضم لتحالف الجمهور
في أحدث تطور على خريطة التحالفات، أفادت وسائل إعلام تركية، بأن حزب "الرفاه مجدداً" الذي أسسه ويقوده محمد فاتح أربكان، قرر الانضمام إلى تحالف الجمهور الحاكم بقيادة حزب العدالة والتنمية، استعداداً لخوض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 14 مايو/أيار المقبل.
وقالت صحيفة يني شفق التركية إن وفداً من حزب العدالة والتنمية أجرى زيارة، الجمعة، لمقر حزب الرفاه مجدداً، وإن الاجتماع أسفر عن "نتائج إيجابية".
وأوضحت أن حزب "الرفاه مجدداً" قرر الانضمام إلى تحالف الجمهور الحاكم، مشيرة إلى أن الطرفين توصلا إلى تفاهم وتم تسليمه إلى الهيئة العليا للانتخابات "بشكل رسمي".
من جانبه قال رئيس حزب "الرفاه مجدداً" فاتح أربكان، في تصريح صحفي، بأنقرة: "التقيت الرئيس رجب طيب أردوغان واتفقنا، وسيتحرك التحالف الجمهوري كتلة واحدة من أجل تحقيق الأهداف والمشاريع التي تخدم مصلحة تركيا".
أضاف أربكان: "ستكون هناك زيارة للرئيس أردوغان، في الأسبوع المقبل، لمقر حزب (الرفاه من جديد)، ومن هنا أعلن انتهاء مرحلة ترشحي للانتخابات الرئاسية، وأشكر كل من وقع من أجلي، وبذل جهداً في هذه المرحلة".
يُشار إلى أن وفداً من حزب العدالة والتنمية زار رئاسة حزب الرفاه مجدداً في 11 مارس/آذار، وترأس الوفد بن علي يلدريم نائب رئيس الحزب، وأجرى مناقشات مع أربكان بهدف ضمّ حزبه إلى التحالف.
ورغم أن الاعتقاد السائد كان يتوقع موافقة أربكان على مقترح الانضمام، فإنه أعلن في 20 مارس/آذار، أن حزبه سيخوض الانتخابات دون الانضمام إلى أي تحالف موجود، كما أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية.
تجدر الإشارة إلى أنه في عام 2018، أعلن فاتح أربكان، نجل رئيس الوزراء التركي الأسبق الراحل نجم الدين أربكان، تأسيس حزب "الرفاه مجدداً".
على الطرف الآخر، اتفقت أحزاب المعارضة التركية المنضوية تحت مسمى "الطاولة السداسية"، على اختيار مرشحها الذي سينافس الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات، وهو كليجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري، في 6 مارس/آذار 2023، بعد عودة زعيمة حزب "الجيد" ميرال أكشنار، إلى الطاولة التي كانت قد انسحبت منها؛ رفضاً لترشيح كليجدار أوغلو.
تعرف الطاولة السداسية بأنها تحالف سياسي يضم 6 أحزاب تركية معارضة من خلفيات مختلفة ومتنوعة، تأسس في فبراير/شباط 2022 لخوض انتخابات 2023 أمام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
من أبرز الأهداف التي ترفعها أحزاب الطاولة السداسية بشكل واضح، إسقاط الرئيس أردوغان، والعودة بالبلاد من النظام الرئاسي الذي أقر في عام 2018، إلى النظام البرلماني.
ويعد التحالف بين حزب الشعب الجمهوري وحزب الجيد نواة لتحالف الطاولة السداسية، حيث خاض الحزبان انتخابات 2018 المحلية ثم انتخابات 2019 الرئاسية والبرلمانية تحت اسم "تحالف الأمة" المعارض.
وفي 13 فبراير/شباط 2022، اجتمع قادة الحزبين الشعب الجمهوري والجيد كليجدار أوغلو وميرال أكشنار، إضافة إلى زعيم حزب السعادة ذي الخلفية الإسلامية تمال كرم الله أوغلو، مع قادة 3 أحزاب أخرى هم: رئيس حزب الديمقراطية والتقدم (ديفا) علي باباجان، ورئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو، وكلاهما منشقان عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، وأخيراً رئيس الحزب الديمقراطي غول تكين أويصال. لينتج عن هذا الاجتماع بيان سياسي أعلن فيه القادة السياسيون الستة اتفاقهم على السعي إلى إنشاء "نظام برلماني معزز" في البلاد.