قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه من المتوقع أن يتوجه وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، على رأس وفد من كبار المسؤولين إلى تل أبيب ويلتقي الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، تعبيراً عن "الإدانة الرسمية" لتصريحات وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش.
ونقلت صحيفة هآرتس العبرية عن مصدر دبلوماسي إماراتي لم تسمّه، أن الوفد يضم كبار المسؤولين، لكن لم يتضح ما إذا كان سيلتقي كذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أو وزير الخارجية إيلي كوهين.
وأثار سموتريتش انتقادات إقليمية ودولية، عقب تصريحات أنكر فيها وجود الشعب الفلسطيني، في خطاب ألقاه الأحد 19 مارس/آذار، في العاصمة الفرنسية باريس، قال فيه: "لا وجود لما يسمى فلسطينيين لأنه لا وجود لما يسمى شعب فلسطيني. من هم الفلسطينيون الحقيقيون؟ أنا فلسطيني".
كما تحدث وزير المالية الإسرائيلي عن 13 جيلاً من عائلته في أرض إسرائيل، وعن جدته التي وُلدت في بلدة المطلة الحدودية الشمالية قبل ما يزيد على مئة عام قبل إنشاء الدولة. وقال إن أسلافه وجدته "فلسطينيون".
ومطلع شهر مارس/آذار الجاري قال سموتريتش إن بلدة حوارة "يجب أن تُمحى"، مضيفاً: "أعتقد أن على إسرائيل أن تفعل ذلك وليس أشخاصاً عاديين"؛ ما أثار ردود أفعال عربية ودولية منددة، وحاول الوزير الإسرائيلي المتشدد التراجع عن تصريحاته.
وأدانت أبوظبي تصريحات الوزير الإسرائيلي المتطرف، كما أدانت استخدامه خريطة تضم حدوداً من المملكة الأردنية والأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك في بيان نشرته مؤخراً.
وأشار البيان إلى أن الإمارات ترفض خطاب التحريض وكل الممارسات التي تتعارض مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية، كما شدّد على ضرورة مواجهة خطاب الكراهية والعنف، وأهمية تعزيز قيم التسامح والتعايش الإنساني، ضمن الجهود المبذولة للحد من التصعيد وعدم الاستقرار في المنطقة.
خريطة "مستفزّة"
وكان سموتريتش ظهر خلال خطابه في باريس وأمامه منصة مزينة بخريطة متداخلة بين فلسطين والأردن، وهي الخريطة التي تحمل شعار إحدى المنظمات المتطرفة، والتي تعتقد أن إسرائيل هي فلسطين والأردن.
تستند هذه الخريطة إلى شعار "الأرغون" التابع "للمنظمة العسكرية الوطنية في أرض إسرائيل"، وهي جماعة مسلحة تطالب بأن دولة فلسطين التاريخية ومملكة الأردن هي دولة يهودية، وأطلق عليها أيضاً اسم "إتسل".
وتأسست هذه المنظمة السرية عام 1931م بالاشتراك مع جماعة مسلحة من حركة "بيتار" الإرهابية والهاغاناه؛ احتجاجاً على ما اعتبر "سياسة الهاغاناه الدفاعية"، وأصبحت "الإرغون" تحت إمرة "فلاديمير جابوتينسكي"، وكان شعارها يداً تمسك بندقية مكتوباً تحتها "هكذا فقط".
إدانة أردنية
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الأردنية إدانتها واستنكارها الشديدين لاستخدام وزير المالية الإسرائيلي، خلال فعالية عُقدت في باريس، خريطة لإسرائيل تضم حدود المملكة الأردنية الهاشمية والأراضي الفلسطينية المحتلة، معتبرة أن هذا الإجراء يمثل تصرفاً تحريضياً وخرقاً للأعراف الدولية ومعاهدة السلام.
ودعا وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، الثلاثاء 21 مارس/آذار، الحكومة الإسرائيلية لتأكيد أن تصريحات وزير المالية بشأن فلسطين والمملكة لا تمثل موقفها، موضحاً أنه سيتوجه إلى بريطانيا لبحث التصريحات التي صدرت وتداعياتها، وذلك على الرغم من تنصل الخارجية الإسرائيلية من تصريحات الوزير.