قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء 22 مارس/آذار 2023، إن نائبه فؤاد أوقطاي و17 وزيراً حالياً سيترشحون لدخول البرلمان عن حزب العدالة والتنمية "الحاكم" في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 14 مايو/أيار المقبل.
وأوضح أردوغان في لقاء تلفزيوني على قناة NTV المحلية، أن نائبه أوقطاي سيكون مرشحاً برلمانياً عن مدينة أنقرة العاصمة، فيما لم يكشف عن الولايات التي سيترشح عنها 17 وزيراً حالياً.
إنجازات 20 عاماً
وعن الحملة الانتخابية، قال أردوغان إنهم لا يفكرون في إجراء حملة "تقليدية"، مضيفاً: "نحن في فترة حزن (بسبب الزلزال)، ولذلك سنشهد حملة بدون موسيقى.. سنطرق باب كل المواطنين في جميع المدن، ونخبرهم بما قمنا به وبما سنفعله".
وأوضح أنهم سيشاركون رؤيتهم "قرن تركيا" مع الشعب التركي، لافتاً إلى أن الشعب رأى "صدق" الحزب على مدار الأعوام العشرين الماضية، وأضاف: "سنشرح لمواطنينا ما أنجزناه في 20 عاماً بقطاعات التعليم والصحة والعدالة والأمن والنقل والزراعة والسياسة الخارجية، وما سنفعله لاحقاً.. نحن لا نتحدث عن أحلام بل عن حقائق".
وأشار إلى أن حزبه حينما جاء إلى السلطة كان هناك 6100 كيلومتر من الطرق في تركيا، وأنه تمكن من رفع هذا الرقم إلى 29 ألف كيلومتر، وأن عدد المطارات بينما كان 26 ارتفع مع "العدالة والتنمية" إلى 58 مطاراً، وأن عدد الجامعات بينما كان 78، ارتفع الآن إلى 208 جامعات حكومية.
كما تحدث الرئيس التركي عن المدن الطبية التي أسستها حكومات العدالة والتنمية، ودورها في مواجهة وباء كورونا، متسائلاً: "لو لم تكن هذه المدن الطبية موجودة فكيف كنّا سنواجه الوباء؟".
انتقاد لتحالف المعارضة
من جانب آخر، هاجم أردوغان تحالف الأمة المعارض ومرشحه الرئاسي كمال كليجدار أوغلو الذي يقود حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة، منتقداً فكرة تعيين 7 نواب للرئيس، وتساءل بالقول: "هل يمكن إدارة دولة بهذا الشكل؟".
وأعلن تحالف الأمة المنضوي تحت "الطاولة السداسية" تسمية كليجدار أوغلو مرشحاً للانتخابات الرئاسية، وأن رؤساء الأحزاب الخمسة الباقين سيكونون نائبين له، إلى جانب نائبَين آخرين هما رئيسا بلدية أنقرة وإسطنبول.
كما انتقد أردوغان التحالف بين حزب الشعب الجمهوري، وحزب الشعوب الديمقراطي الذي وصفه بأنه امتداد "للتنظيم الإرهابي" بالبرلمان، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) المصنّف إرهابياً في تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
أضاف: "لقد ضمّوا هذا الحزب إلى الطاولة، الآن يسيرون معاً. لكن حزب الشعوب الديمقراطي كان الشريك السابع في هذه الطاولة منذ البداية، لكنه الآن خرج من تحت الطاولة على العلن. ونحن نعلم أن كلا الحزبين لديه أعظم قدر من القواسم المشتركة".
واعتبر الرئيس التركي أن تحالف المعارضة يعمل وفق منطق "تحالف يجسد صورة تركيا القديمة"، مضيفاً: "ليس همّهم خدمة الشعب، بل يسعون وراء تقاسم المناصب".
أزمة بين "الشعوب الجمهوري" و"الجيد"
وتعليقاً على الأزمة بين حزب الشعب الجمهوري وحليفه في الطاولة السداسية حزب "الجيد"، بسبب مسألة التحالف مع حزب الشعوب الديمقراطي الذي يواجه في الوقت ذاته دعوى إغلاق بسبب تهم "بدعم الإرهاب"، ذكّر أردوغان بتصريحات لرئيسة حزب الجيد، ميرال أكشنار، بهذا الخصوص.
وقال: "لقد قالت السيدة ميرال إنه (لا يمكن لمطالب الشعوب الديمقراطي أن تُطرح على طاولة المفاوضات)، لكن الشعوب الديمقراطي يجلس الآن على طاولة المقامرة بموجب عدم تسمية مرشح رئاسي خاص، ولا شك في أن هناك شروطاً مقابل ذلك، وبالطبع ستحدد إدارة قنديل هذه المطالب"، في إشارة إلى جبل قنديل شمالي العراق معقل حزب العمال الكردستاني.
وحزب الجيد قومي من وسط اليمين ويعارض التحالف مع "الشعوب الديمقراطي"، بسبب اتهامات تلاحق الحزب مثل "دعم الإرهاب" والعلاقة مع "العمال الكردستاني".
ويجتمع حزب الجيد مع "الشعب الجمهوري" ضمن تحالف الأمة أو ما يعرف بالطاولة السداسية والتي تضم 4 أحزاب صغيرة معهما، جلها من خلفيات محافظة، بينما يدور الحديث حول دعم "الشعوب الديمقراطي" لهذا التكتل المعارض.
وكان زعيم حزب الشعب الجمهوري عقد مناقشات مع قيادات "الشعوب الديمقراطي"، دفعت الأخير إلى عدم تسمية مرشح رئاسي للانتخابات المقبلة، بحسب تصريحات لزعيمه، الأربعاء 22 مارس/آذار، وهذا ما يعني أن دعم الحزب سيكون موجّهاً إلى كليجدار أوغلو.
وفي 14 مايو/أيار المقبل، تشهد تركيا انتخابات رئاسية وبرلمانية معاً، يتنافس فيها تحالف الجمهور الحاكم أمام تحالفات وتكتلات المعارضة على اختلافها، وأبرز تلك التحالفات هو "الطاولة السداسية" ومرشحها كمال كليجدار أوغلو.