نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الخميس 16 مارس/آذار 2023، عن مسؤولين أمريكيين وسعوديين قولهم إن إيران وافقت على وقف شحنات الأسلحة إلى حلفائها الحوثيين في اليمن؛ وذلك كجزء من اتفاق تم بواسطة الصين لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران.
والجمعة، 10 مارس/آذار الحالي، أعلنت السعودية وإيران، استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح السفارات في غضون شهرين، وذلك بعد محادثات عُقِدت في بكين بوساطة صينية، وفق بيان مشترك للبلدان الثلاثة.
خطوة نحو إنهاء الصراع في اليمن
واعتبرت الصحيفة أن هذه الخطوة (وقف شحنات الأسلحة) قد تضخ زخماً جديداً في الجهود المبذولة من أجل إنهاء واحدة من أطول الحروب الأهلية في المنطقة، في إشارة للصراع الدائرة في اليمن بين القوات الرسمية المدعومة من الخليج، وبين قوات الحوثي.
بحسب المصادر التي نقلت عنها الصحيفة، فإن توقف إيران عن دعم الحوثيين بالسلاح، قد يجعلها تضغط على الجماعة المتشددة للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع.
ومنذ سنوات تدعم السعودية وإيران طرفي الصراع المتناقضين في اليمن، مما ساهم في تأجيج الحرب التي كانت لها عواقب إنسانية خطيرة على اليمنيين الذين عانوا طيلة السنوات الماضية من أزمات غذائية وصحية مختلفة.
وامتدت تأثيرات الصراع إلى ما وراء حدود اليمن؛ حيث شنّت قوات الحوثي هجمات صاروخية وطائرات مسيّرة على أهداف حساسة في المملكة العربية السعودية.
ضغط إيراني على الحوثيين
من جانب آخر، قالت الصحيفة إن المتحدث باسم الوفد الإيراني لدى الأمم المتحدة، رفض الإجابة عن سؤال ما إذا كانت بلاده ستعلق شحنات الأسلحة إلى الحوثي، فيما تنفي طهران بالفعل تزويد الحوثيين بالسلاح.
وبعد إعلان السعودية وإيران عن اتفاق إعادة العلاقات الدبلوماسية بوساطة صينية بعد سبع سنوات من قطعها، قال مسؤولون في كلا البلدين إن إيران ستضغط على الحوثيين لإنهاء الهجمات على السعودية، وفق وول ستريت جورنال.
ونقلت عن مسؤول سعودي قوله إن المملكة تتوقع أن تحترم إيران حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، والذي يهدف إلى منع وصول الأسلحة إلى الحوثيين، فيما قد يؤدي قطع إمدادات الأسلحة إلى صعوبة ضرب الحوثي للمملكة والسيطرة على المزيد من الأراضي في اليمن.
والأسبوع الماضي عقب إعلان تطبيع العلاقات بين البلدين، نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس)، عن البيان، أن الدول الثلاث "تعلن توصل المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران".
وأضاف البيان: "ويتضمن (الاتفاق) تأكيدهما (البلدين) على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".
وأوضحت الوكالة أن المباحثات جرت في بكين بين 6 و10 مارس/آذار، "رغبة منهما (السعودية وإيران) في حل الخلافات بينهما من خلال الحوار والدبلوماسية، في إطار الروابط الأخوية التي تجمع بينهما، والتزاماً منهما بمبادئ ومقاصد ميثاقي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، والمواثيق والأعراف الدولية".