يبلغ عدد الأحزاب السياسية في تركيا 122 حزباً مسجلاً بشكل رسمي، وفق ما أعلن عنه الادعاء العام التابع للمحكمة العليا مطلع يناير/كانون الثاني 2023، في الوقت الذي تستعد فيه مختلف الأحزاب لخوض الانتخابات التركية 2023، والتي توصف بـ"المصيرية" في 14 مايو/أيار المقبل.
رغم وجود عشرات الأحزاب المسجلة، فإن الناشطة والفاعلة منها في الحياة السياسية يخفّض هذا العدد إلى نحو 15 حزباً فحسب، من حيث المقاعد البرلمانية من جهة، وعدد أعضاء المنتسبين لكل حزب من جهة أخرى.
الأحزاب البرلمانية
يضم البرلمان التركي 5 أحزاب سياسية كبرى، وهي: العدالة والتنمية – الشعب الجمهوري – الشعوب الديمقراطي – الجيد – الحركة القومية.
يشكل كل واحد منها أهمية في عمليات اتخاذ القرارات وتمرير أي مشروع قانون، وجميعها حصد أكثر من 10% في آخر انتخابات برلمانية (2018)، وهذه النسبة هي العتبة الانتخابية التي تتطلب دخول الأحزاب للبرلمان، قبل أن يتم تعديلها إلى 7% في أبريل نيسان العام الماضي.
ومع ذلك يضم البرلمان ذاته كذلك نواباً عن أحزاب صغيرة مثل "السعادة" و"البلد" و"الديمقراطية والتقدم" و"الظفر"، وغالباً ما يكون دخول نائب أو نائبين بالأكثر عن مثل هذه الأحزاب يعود إلى انشقاق النائب عن أحد الأحزاب البرلمانية الكبرى، أو بسبب تحالفات حزبية بين الأحزاب الكبيرة والصغيرة.
حزب العدالة والتنمية
هو الحزب الحاكم الذي يقود تركيا منذ عام 2002، بعد تأسيسه في 14 أغسطس/آب 2001، من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يترأسه إلى الآن. كما أن الحزب هو الأقوى داخل البرلمان، حيث يمتلك 285 مقعداً من أصل 600.
يعرف "العدالة والتنمية" نفسه على أنه حزب ديمقراطي محافظ، ويُنظر إليه كحزب يميني، وهو متحالف منذ 2018 مع حزب "الحركة القومية".
حزب الشعب الجمهوري
هو أكبر حزب معارض، وثاني أقوى حزب في البرلمان بـ134 نائباً، يقوده كمال كليتشدار أوغلو، واستطاع الحزب منذ الانتخابات المحلية 2019 أن يحقق تقدماً ملحوظاً من خلال الفوز ببلدتي إسطنبول وأنقرة وسحبهما من يد "العدالة والتنمية"، بعد قرابة ربع قرن من سيطرة المحافظين عليهما.
تأسس حزب الشعب الجمهوري لأول مرة عام 1923، تزامناً مع تأسيس الجمهورية على يد مصطفى كمال أتاتورك، لكن تعرض للإغلاق عقب انقلاب سبتمبر/أيلول 1980، ومن ثمّ أعيد افتتاح الحزب مجدداً في 9 سبتمبر/أيلول 1992.
يُنظر إلى الحزب على أنه في وسط اليسار، ويقود تحالفاً مع حزب "الجيد" اليميني، إلى جانب 4 أحزاب محافظة صغيرة تحت مظلة "الطاولة السداسية".
حزب الشعوب الديمقراطي
هو ثاني أكبر حزب معارض وثالث أقوى أحزاب البرلمان بـ56 نائباً، وهو حزب كردي، وهو ما يعكس قوته في الولايات التركية الواقعة شرق وجنوب شرقي البلاد، حيث تقطنها غالبية كردية.
تأسس الحزب في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2012، وهو حزب يساري يطالب بحقوق الأقليات والعمال، ويعرف بدعمه للتنظيمات التي تقاتلها أنقرة في شمالي العراق وسوريا، كما أنه يدعم تأسيس دولة كردية.
للحزب رئيسان في آن واحد، ويقوده الآن كل من مدحت سنجار، وبرفين بولدان.
حزب الحركة القومية
هو حزب يميني قومي متحالف مع الحزب الحاكم منذ 2018، ويعتبر رابع أقوى أحزاب البرلمان بـ48 نائباً، ويقوده دولت بهجلي. بينما تأسس الحزب في 7 يوليو/تموز 1983.
يذكر أن الحزب شهد انقساماً حاداً أسفر عن انشقاق ميرال أكشنار بعدد كبير من نواب الحزب وأعضائه في 2017، على خلفية الدعم والتحالف مع "العدالة والتنمية"، لتؤسس أكشنار حزبها الخاص "الجيد".
حزب الجيد
هو ثالث أكبر أحزاب المعارضة وأقل الأحزاب البرلمانية قوة برصيد 37 نائباً برلمانياً، وهو حزب جاء من خلفية قومية إثر انشقاقه عن "الحركة القومية"، وتقوده ميرال أكشنار منذ تأسيسه في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2017، وهي في تحالف مع حزب الشعب الجمهوري منذ 2018 تحت ما يعرف بتحالف الأمة.
ومنذ عام 2021، تشكل ما يعرف بالطاولة السداسية بقيادة الشعب الجمهوري، والجيد، إضافة إلى 4 أحزاب صغرى: السعادة، الديمقراطي، المستقبل، الديمقراطية والتقدم.
الأحزاب وفق عدد أعضائها
باستثناء الأحزاب البرلمانية الخمسة وهي أكبر الأحزاب وأقواها في تركيا، تبرز أحزاب غير برلمانية لكنها تتمتع بعدد أعضاء (منتسبين) يمنحها جزءاً من الأهمية في الحياة السياسية، وهي على الترتيب التالي؛ وفق إحصائيات الادعاء العام التابع للمحكمة العليا:
الحزب الديمقراطي (364 ألفاً و444 عضواً)
هو حزب معارض في وسط اليمين، ويقوده غولتكين أويصال، وقد تأسس الحزب في 23 يونيو/حزيران 1983، وهو واحد من 6 أحزاب يشكلون معاً ما يعرف بالطاولة السداسية المعارضة.
حزب الرفاه مجدداً (269 ألفاً و391 عضواً)
هو حزب يميني إسلامي، تأسس في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2018 بقيادة فاتح أربكان الذي يقود الحزب إلى الآن، وهو نجل الراحل نجم الدين أربكان.
ويعرف الحزب بأنه يعارض الحكومة والمعارضة الموجودة في الوقت ذاته، ويحاول أن يكون إحياء جديداً لمسيرة والده الراحل وحزبه "الرفاه"، وهو ما يشير إليه اسم الحزب "الرفاه مجدداً".
حزب السعادة (265 ألفاً و738 عضواً)
هو حزب يميني محافظ ومعارض، وهو أحد أعضاء الطاولة السداسية المعارضة. تأسس في 20 يوليو/تموز 2001 من قبل الراحل نجم الدين أربكان بعد إغلاق حزب الرفاه، وهو واحد من عدة أحزاب أسسها الراحل أربكان تعرضت للإغلاق.
يقود حزب السعادة تمل كارا مولا أوغلو، ويعتبر من الشخصيات المعارضة الواضحة في انتقاد الحزب الحاكم، وكان له دور كبير في محاولة ترشيح الرئيس التركي السابق عبد الله غول في الانتخابات الرئاسية عام 2018، ليكون ممثلاً عن جميع أحزاب المعارضة.
حزب الديمقراطية والتقدم (177 ألفاً و454 عضواً)
هو حزب ينظر إلى نفسه على أنه ليبرالي وديمقراطي، تأسس في 9 مارس/آذار 2020، من قبل علي بابا جان رجل الدولة والاقتصاد السابق حينما كان في "العدالة والتنمية"، وهو أحد مؤسسيه قبل أن يغادره أواخر 2019.
والحزب هو أحد أعضاء الطاولة السداسية المعارضة، ومن الشريحة المعارضة المتوسطة، ويُنظر لمؤسسه بابا جان على أنه رجل اقتصادي قوي في حكومات العدالة والتنمية.
حزب الاتحاد الكبير (119 ألفاً و237 عضواً)
هو حزب يميني قومي محافظ متحالف مع الحزب الحاكم وحزب الحركة القومية، ضمن "تحالف الجمهور". تأسس في 29 يناير/كانون الثاني 1993، ويقوده الآن مصطفى دستجي.
حزب المستقبل (76 ألفاً و182 عضواً)
هو حزب محافظ ليبرالي، تأسس في 12 ديسمبر/كانون الأول 2019، على يد أحمد داود أوغلو، وزير الخارجية ورئيس الوزراء السابق في حكومة العدالة والتنمية.
وحزب المستقبل هو أحد أعضاء الطاولة السداسية المعارضة، وينظر إلى رئيسه داود أوغلو على أنه رجل السياسة الخارجية في حكومات العدالة والتنمية، قبل أن يغادره بسبب انتقادات وجهها للحزب إثر خسارة الأخير بلديتي إسطنبول وأنقرة ضمن الانتخابات المحلية 2019.
حزب النصر (25 ألفاً و555 عضواً)
هو حزب يميني متطرف معارض يقوم برنامجه السياسي على عداء اللاجئين والمهاجرين والأجانب بشكل عام، أسسه أوميت أوزداغ في 26 أغسطس/آب 2021.
ويعتبر رئيس الحزب أوزداغ من الأشخاص المثيرين للجدل، حيث غادر "الحركة القومية" ثم انقلب عليه لينتقل إلى حزب الجيد، ثم انقلب على الأخير وغادره ليؤسس حزبه الخاص.
يعتبر أوزداغ من المؤثرين عبر مواقع التواصل، كما يعرف بنشره العديد من المعلومات المغلوطة بحق اللاجئين والأجانب، كما أن استطلاعات رأي مختلفة تمنحه بين 1 إلى 4%.
حزب البلد (25 ألفاً و535 عضواً)
هو حزب وسط معارض منبثق عن حزب الشعب الجمهوري، تأسس في 17 مايو/أيار 2021، على يد محرم إنجة الذي غادر "الشعب الجمهوري" إثر خلافه مع رئيس الحزب كليتشدار أوغلو في 2021.
يعتبر إنجة من السياسيين البارزين في تركيا، كما كان المرشح الرئاسي عن "الشعب الجمهوري" في 2018، وتمكن من كسب 30% من الأصوات أمام الرئيس أردوغان.
ويعتزم إنجة الترشح للانتخابات الرئاسية في انتخابات 2023 المقبلة.
حزب الوطن (15 ألفاً و993 عضواً)
هو حزب قومي يساري شعبوي ثوري، تأسس في 2 مارس/آذار 1992. ويقوده الآن السياسي البارز والمثير للجدل دوغو برينيجيك.
بينما يعتبر الحزب معارضاً في المجمل، إلا أنه يعارض المعارضة الموجودة بشكل أكبر وينتقدها بشكل متواصلٍ أكثر من انتقاده للحزب الحاكم.