زار وفد من سفراء وقناصل أوربيين، الجمعة 3 مارس/آذار 2023، بلدات فلسطينية شمالي الضفة الغربية على رأسها حوّارة التي تعرضت لعنف المستوطنين الأسبوع الماضي، في حين جددت واشنطن إدانتها لتصريحات وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، الذي دعا إلى "محو" بلدة حوارة الفلسطينية.
من جانبه، ترأس ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين سفن كون فون بورغسدورف، وفداً يضم نحو 20 سفيراً وقنصلاً، وزاروا بلدات حوارة، وزعترة وبورين بمحافظة نابلس، وفق الأناضول.
تقديم "واجب العزاء"
وقدم الوفد واجب العزاء لعائلة الفلسطيني سامح أقطش، والذي استشهد خلال أعمال عنف نفذها مستوطنون، حيث شن مستوطنون، مساء الأحد 26 فبراير/شباط المنصرم، عشرات الاعتداءات على منازل وممتلكات الفلسطينية في بلدة حوارة جنوبي مدينة نابلس، والتي أسفرت بحسب وزارة الصحة الفلسطينية عن "استشهاد الشاب سامح أقطش (37 عاماً)، وإصابة العشرات".
وقوبل هجوم المستوطنين الإسرائيليين بإدانات دولية واسعة بما فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وفي كلمة أمام الصحفيين عقب تقديم واجب العزاء، قال الممثل الأوروبي: "قررنا أن نبدأ من زعترة لنقدم واجب العزاء، للتضامن معكم، ونقول يجب أن يتوقف عنف المستوطنين في كل المناطق، من حق السكان والعائلات والأطفال أن يعيشوا بأمان وحرية ويجب حمايتهم".
أضاف: "نطالب بمحاسبة كل من ارتكبوا تلك الجرائم، وأن يقدموا للعدالة ويأخذ جناة عقوبة ما اقترفوه"، مشدداً على رفض الاتحاد الأوروبي لتلك الأعمال.
بدورها، قدمت عائلة أقطش نبذة عن حياة نجلها، ومشاركته في تقديم المعونات لضحايا الزلزال في تركيا، وطالبت بمحاسبة الجناة.
ولم تعلن السلطات الإسرائيلية اعتقال المستوطنين المسؤولين عن الهجمات في البلدات الفلسطينية، أو ملاحقتهم حتى الساعة (09:10 ت.غ).
ومنذ مطلع 2023، تصاعدت المواجهات في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وأسفرت عن مقتل 66 فلسطينياً و12 إسرائيلياً في عمليات متفرقة.
تصريحات "بغيضة"
في سياق متصل، جددت الولايات المتحدة إدانتها لتصريحات وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، الذي دعا إلى "محو" بلدة حوارة الفلسطينية، حيث وصف متحدث الخارجية نيد برايس، في بيان نشره الخميس 2 مارس/آذار، التصريحات بأنها "بغيضة وغير مسؤولة".
وقال برايس إن واشنطن تدين بشدة دعوة وزير المالية الإسرائيلي إلى "محو" بلدة حوارة الفلسطينية، حسب شبكة "سي إن إن".
وبينما لم تلقَّ تصريحات الوزير الإسرائيلي تعليقاً من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالرفض أو القبول، اعتبر زعيم المعارضة رئيس الوزراء السابق يائير لابيد، في تغريدة، أن دعوة سموتريتش إلى محو بلدة حوارة "تحريض على جريمة حرب".
والأربعاء 1 مارس/آذار، قال وزير المالية الإسرائيلي إن "قرية حوارة يجب أن تُمحى، أعتقد أن على دولة إسرائيل أن تفعل ذلك لا أفراد عاديون".
وتقع حوارة جنوب مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، ويمر من خلالها آلاف المستوطنين يومياً للوصول إلى مستوطناتهم المقامة على أراضي نابلس.