تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، على نطاق واسع، مقطع فيديو، الجمعة 10 فبراير/شباط 2023، يُظهر رجلاً تركيّاً يبكي في أثناء بحثه عن أطفاله بين ركام بيته الذي تهدَّم في الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا وتسبب في مقتل الآلاف وتدمير آلاف المنازل وتشريد عشرات الآلاف.
الرجل التركي الذي بدا مكلوماً، جلس على ركام منزله الذي تهدم على أولاده وخاطبهم بالقول: "قولوا شيئاً يا أولادي". وقد حرَّك الفيديو مشاعر كثيرين على وسائل التواصل الاجتماعي والذين أبدوا تعاطفهم وتضامنهم معه.
اقرأ أيضاً
ارتفاع وفيات بسبب زلزال تركيا
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد"، ارتفاع وفيات زلزال تركيا إلى 19 ألفاً و875 شخصاً، والإصابات إلى 79 ألفاً و717.
حيث ذكر بيان صادر عن "آفاد"، الجمعة، أن 1666 هزة ارتدادية وقعت بعد الزلزالين اللذين كان مركزهما في منطقتي بازارجيك، والبيستان في ولاية كهرمان مرعش. وأضاف أن 31 ألفاً و254 من أفراد البحث والإنقاذ الأتراك ومن الفرق الدولية يواصلون جهودهم في منطقة الزلزال.
يذكر أن زلزالاً ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا، بلغت قوته 7.7 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلَّف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.
اقرأ أيضاً
برنامج شامل لإعادة بناء المنازل المدمرة بسبب الزلزال
في الوقت نفسه أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنهم يعدون برنامجاً شاملاً لنهوض البلاد من جديد، لا سيما المناطق المتضررة من الزلزال. جاء ذلك في تصريحات من ولاية آدي يامان، الجمعة.
شدد أردوغان على أنهم سيضمنون انتقال المواطنين الذين لا يريدون البقاء في الخيام، إلى منازل وتتكفل الحكومة بدفع إيجار السكن لهم لمدة سنة. وأوضح أن الحكومة وجهت أوامر لشركة الخطوط الجوية التركية لنقل المسافرين من وإلى مناطق الزلزال "مجاناً".
كما قال: "نعد برنامجاً شاملاً سيضمن نهوض البلاد من جديد، لا سيما المنطقة المتضررة من الزلزال". وأعلن الرئيس أردوغان إجلاء أكثر من 76 ألف مواطن تركي من مناطق الزلزال إلى ولايات أخرى. وأردف: "دائماً أولويتنا كانت الإنسان وحياته، ولن ندع المجال لأي استغلال". وأكد أن الدولة سخرت كل إمكاناتها منذ اللحظة الأولى للزلزال، لأعمال البحث والإنقاذ.
تأثير مدمر لزلزال تركيا
في حين أشار إلى أن تأثير الزلزال شمل رقعة بمساحة 500 كيلومتر مربع في 10 ولايات. كما أوضح أن سوء الأحوال الجوية والأضرار التي لحقت بالطرقات جراء الزلزال، يشكلان عائقاً في الوقت الحالي.
في سياق متصل، يتواصل قدوم فرق الإنقاذ إلى تركيا بحسب الرئيس أردوغان، إلى جانب مساعدات من 94 دولة. وأكمل أردوغان: "الدمار واسع جداً، كثير من الأبنية تأثرت بالزلزال، وعلى الرغم من قيام 141 ألفاً بعمليات الإنقاذ بينهم 30 ألف عنصر متخصص بعمليات البحث والإنقاذ، ربما أكبر تجمُّع لعناصر الإنقاذ في العالم، فإنه مع الأسف لم نوصل المساعدات بالشكل الذي كنا نريده".
دعا أردوغان إلى التنسيق مع إدارة الطوارئ والكوارث التركية "آفاد" ومع الهلال الأحمر وغيرهما من المنظمات العاملة على الأرض، لإيصال المساعدات، والابتعاد عن العشوائية. وقال: "من الأهمية بمكان، تنظيم عملية المساعدات التي ستسمر لأيام وأسابيع ولشهور قادمة".
أشاد الرئيس أردوغان بالخصال الحميدة للشعب التركي في تضامنه وتعاضده في وقت المحن. وأوضح أن الفنادق بالمنطقة ستفتح أبوابها لإسكان المواطنين، وستعمل الخطوط الجوية التركية وغيرها من الشركات، على نقلهم بالمجان إلى ولايات أخرى لمن يرغب، إلى جانب تأسيس مطابخ متنقلة في كافة مناطق الزلزال وتوزيع الطعام بالمجان.
في حين تشارك الفرق الأمنية التركية وفي مقدمتها الشرطة والجيش، بعمليات الإنقاذ والمساعدة. حيث تشارك 26 سفينة و75 طائرة و81 مروحية و12 ألف آلية من مختلف الأنواع على مدى الساعة في عمليات البحث والإنقاذ والنقل.