قالت وسائل إعلام فلسطينية إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعمدت أن يكون توقيت إطلاق سراح الأسير الفلسطيني كريم يونس، في ساعات الفجر الأولى، "في محاولة لمنع استقباله كما يليق به"، كما أنها نقلته إلى مكان بعيد عن قريته وتركته وحيداً هناك.
وأفرجت سلطات الاحتلال عن الأسير يونس فجر الخميس، 5 يناير/كانون الثاني 2023، بعد أن قضى 40 عاماً في السجون الإسرائيلية، حيث قالت هيئة الأسرى في بيان مقتضب، إن الإفراج عن كريم يونس تم فجراً، وتم اعتماد أسلوب المفاجأة والتضليل في سياق إفشال الاستقبال العظيم الذي كان ينتظره.
تركته وحيداً بعيداً عن قريته
وتركت سلطات الاحتلال الأسير يونس وحيداً في منطقة "رعنانا" قرب تل أبيب، بعد أن أنزلته هناك، دون إبلاغ عائلته، قبل أن يتعرف عليه عمال فلسطينيون فاستقبلوه، وتمكن من إخبار عائلته من خلالهم.
في السياق، وصف رئيس نادي الأسير، قدورة فارس، ما جرى بأنه "يدل على مستوى انحطاط الاحتلال وخيبته وشعوره بالإحباط، فهم أرادوا أن يبددوا الفرحة بحرية كريم يونس"، بحسب تصريحات لموقع "وطن" المحلي.
أضاف فارس: "أكثر ما استوقفني خلال اللحظات الأولى لحرية الأسير كريم يونس بعد 40 عاماً من الاعتقال، هو حمله علم فلسطين ورفع شارة النصر بعد هذا الوقت الطويل داخل سجون الاحتلال".
وأبلغت شرطة الاحتلال عائلة يونس بمنع رفع علم فلسطين ورايات "فتح"، والبوسترات التي عليها صور شعار العاصفة أو قبة الصخرة، وتشغيل الأغاني الوطنية الفلسطينية، كما استولت على كافة الأعلام والرايات من داخل الصوان الذي أقيم أمس، بعد رفض الاحتلال استقبال كريم في صالة مغلقة.
بكى عند قبر والدته
وفور وصوله إلى مسقط رأسه، زار المحرر يونس منزل والدة رفيقه بالأسر ماهر يونس، ومن ثم توجه لزيارة قبرَي والديه، اللذين توفيا وهو بالأسر.
واحتضن كريم قبر والده، الذي توفي قبل 10 سنوات، والذي حُرم من لقائه لأكثر من 17 عاماً، وفي مشهد مؤثر احتضن المحرر يونس قبر والدته وبكى أمامه بحرقة.
وقال كريم يونس من أمام المقبرة "والدتي كانت سفيرة لكل أسرى الحرية.. أمي تحملت فوق طاقتها، لكنها اختارت أن تراني من السماء بعد انتظار طويل". وأضاف من أمام منزل والدته "والدتي حملتني في دموعها وقلبها ووجدانها على مدار 40 عاماً".
اقتحموا السجن ليلاً
في الوقت ذاته، كشف يونس تفاصيل الإفراج عنه قائلاً "تم اقتحام السجن ليلاً، وتم نقلي بشكل مفاجئ من السجن إلى الخارج، وتم نقلي من مركبة إلى مركبة"، مضيفاً "هذا التصرف زاد من انفعالي إلى حين تركي عند محطة الباصات، وطلبوا مني التوجه من خلالها إلى عارة".
وأشار المحرر يونس إلى أنه وجد بعض العمال الفلسطينيين، وتحدث معهم واتصل من هاتف أحدهم بأشقائه الذين وصلوا للمكان ونقلوه للمنزل.
أضاف: "لم أشعر بأي شيء حالياً، لا يوجد بداخلي ما أشعر به، لا أستطيع أن أتحدث عما بداخلي وشعوري، اليوم استنشقت الهواء ورأيت الشمس، وقد أعتاد على ذلك مع الأيام المقبلة، شعبنا بأكمله يستحق كل تعظيم سلام، وأسرانا يدعون للوحدة الوطنية لأنها قانون الانتصار".
"تركت آلاف الأسرى خلفي"
كما لفت إلى أن الأسرى يحملون الكثير من التساؤلات والرسائل، مضيفاً "أنا تركت خلفي الكثير من الأسرى وقلبي معهم، هناك أسرى يحملون الموت على أكتافهم"، مشيراً إلى أنه بسبب استشهاد الأسير ناصر أبو حميد، في ظل انعدام الأمل، أصبح الأسرى يدخل سهم اليأس لقلوبهم، ولكن "عزاءنا أننا سنبقى صامدين".
أضاف يونس "تركت آلاف الأسرى خلفي، ولكنهم موحدون اليوم بشكل أكبر في وجه بن غفير وزمرته، ولن يرفعوا الراية البيضاء، ولن يستسلموا لهذا المتطرف".
وتابع "لدينا استعداد لتقديم 40 سنة أخرى من أجل حرية شعبنا، والعزيمة والعطاء موجودان لدى كل الأسرى، وعزاؤنا أن الأسرى اليوم موحدون أمام همجية الاحتلال".
وأنهى حديثه قائلاً "خرجت من السجن لأنشد نشيد بلادي، وأواصل طريق الحرية، قد تكون حريتي بادرة لحرية الأسرى، فأنا ابن فلسطين، وأتمنى زيارة الضفة وغزة وكل المحافظات".