استدعت وزارة الخارجية الأردنية سفير إسرائيل لدى عمَّان، الثلاثاء 3 يناير/كانون الثاني 2023، احتجاجاً على اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، صباح الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، مما تسبب بردود فعل دولية.
وأصدرت خارجية الأردن بياناً، أوضحت فيه أنها استدعت السفير الإسرائيلي إلى مقرها "لنقل رسالة احتجاج حول إقدام وزير الأمن القومي الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف"، بحسب وكالة الأنباء الأردنية الرسمية.
وفق المتحدث باسم الوزارة السفير سنان المجالي فإنه "جرى تسليم السفير الإسرائيلي رسالة احتجاجٍ لنقلها على الفور لحكومته".
تحذير من زيادة التصعيد
في حين أكدت الرسالة "وجوب امتثال دولة إسرائيل، بصفتها قوة قائمة بالاحتلال، لالتزاماتها وفقاً للقانون الدولي ولا سيما القانون الدولي الإنساني بشأن مدينة القدس المحتلة ومقدساتها، وخاصة المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف".
كما تشدد على ضرورة "الامتناع عن أية إجراءات من شأنها المساس بحرمة الأماكن المقدسة ووضع حد لمحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم"، وفق البيان.
كذلك أكدت رسالة الاحتجاج أن "المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته البالغة 144 دونما (الدونم الواحد يساوي ألف متر مربع) مكان عبادة خالص للمسلمين". مطالبة الاحتلال بـ"إنهاء جميع الإجراءات الهادفة للتدخل غير المقبول في شؤون المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف".
في الوقت ذاته، شددت على أن "إدارة أوقاف القدس والمسجد الأقصى المبارك هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة جميع شؤون المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف وتنظيم الدخول إليه"، محذّرة من أن "الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على المقدسات تُنذر بالمزيد من التصعيد وتُمثل اتجاهاً خطيراً يجب العمل على وقفه فوراً".
بن غفير يقتحم الأقصى
وصباح الثلاثاء، اقتحم "بن غفير"، الذي ينتمي إلى اليمين المتطرف، المسجد الأقصى لمدة ربع ساعة وسط حراسة مشددة، في خطوة أدانها الفلسطينيون وعواصم عربية وغربية، إضافة إلى معارضين ونواب في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي.
وداخلياً قالت حركة حركة الجهاد الإسلامي إن اقتحام بن غفير للأقصى عدوان على الفلسطينيين، والاحتلال يتحمل مسؤولية دفع الأوضاع للانفجار، وقالت حركة حماس بدورها: "اقتحام إيتمار بن غفير المسجد الأقصى استمرار لعدوان الاحتلال على المقدسات الإسلامية وحربه على القدس"، فيما علّقت السلطة الفلسطينية قائلة إن خطوة بن غفير تحدٍّ للفلسطينيين، واستمرار الاستفزازات سيؤدي لتفجر الأوضاع.
بدوره، قال النائب العربي في الكنيست أحمد الطيبي، في تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "لقد كان مشهداً بائساً لفأر يتسلل مثل لص في الليل"، وأضاف: "مما لا شك فيه أن هناك عواقب لاقتحام المسجد الأقصى كوزير للأمن الداخلي، إن المسجد هو للمسلمين وحدهم.. نقطة (كناية عن انتهاء الكلام)".
وتم الاقتحام دون إعلان مسبق، وبعد أن أشاعت مصادر إسرائيلية أنه قرر إرجاء الزيارة بعد طلب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وكان بن غفير قد أعلن عن نيته اقتحام المسجد، ولكنه لم يحدد موعداً للاقتحام. كما جرى الاقتحام عبر باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد الأقصى، في ساعة مبكرة من الصباح، وشمل جولة في باحات المسجد.
ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تعمل بوتيرة مكثفة على تهويد مدينة القدس وطمس هويتها العربية والإسلامية، ويتمسكون بالقدس الشرقية عاصمةً لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967 ولا بضمها إليها في 1981.
يشار إلى أن حزب بن غفير (تحالف الصهيونية الدينية والقوة اليهودية)، حصد في الانتخابات التي أُجريت في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، 14 مقعداً.