تداول ناشطون على مواقع التواصل في الأردن، مسيرة لمئات المحتجين في وسط العاصمة عمان، مساء الخميس 15 ديسمبر/كانون الأول 2022، تزامناً مع إضراب أطلقه سائقو الشاحنات في المملكة؛ احتجاجاً على ارتفاع أسعار الوقود، وانضم له سائقو وسائل نقل أخرى.
كان سائقو الشاحنات في الأردن قد توقفوا عن العمل جزئياً، ودخلوا في اعتصاماتٍ الأسبوع الماضي، خاصة في المحافظات الجنوبية الفقيرة؛ لمطالبة الحكومة بخفض أسعار وقود الديزل، قائلين إن التكاليف المتزايدة كبّدتهم خسائر في أعمالهم.
فيديوهات تداولها ناشطون، أظهرت مسيرة كبيرة لمحتجين في حي الطفيلة بجبل التاج وسط عمان، فيما أوقفت قوات الأمن حركة المتظاهرين، الذين قالوا حسب الفيديو، إنهم كانوا ينوون التوجه للاحتجاج أمام جامع الحسين وسط البلد.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه وسائل إعلام محلية أن الأجهزة الأمنية أفرجت مساء الخميس عن أمين عام حزب الشراكة والإنقاذ سالم الفلاحات وعدد من الأعضاء بعد احتجازهم لساعات.
واعتقلت الأجهزة الأمنية صباح الخميس "الفلاحات"، إضافة إلى نائب الأمين العام زيد الفايز وأعضاء الحزب عدنان الروسان وهايل السواعير ومحمد الأزايدة ومحمد العجارمة وعمر المنصور، خلال وقفة سلمية أمام المركز الوطني لحقوق الإنسان.
كما اعتُقل رئيس النقابات العمالية المستقلة سليمان الجمعاني ونائبه واللذان لم يفرج عنهما حتى اللحظة.
احتجاج يتوسع في المملكة
فيما أغلقت محال تجارية في بعض المدن الأردنية أبوابها، الأربعاء، تضامناً مع آلاف من سائقي الشاحنات، الذين نظموا عدداً من الإضرابات المتفرقة؛ احتجاجاً على ارتفاع أسعار الوقود في البلاد، والتي تسببت أيضاً في أزمة بالنقل.
أدت هذه الأزمة إلى ازدحام في ميناء العقبة الرئيسي على البحر الأحمر، حيث تراكمت البضائع وتوقفت المقطورات والشاحنات عن نقل السلع المستوردة، إلى العاصمة عمان ومدن أخرى.
شهود وسائقون قالوا لوكالة رويترز، إن بعض المحال التجارية في مدن معان والطفيلة والكرك أغلقت أبوابها تضامناً مع سائقي الشاحنات المضربين، وقال عبد الله كريشان، سائق شاحنة من مدينة معان: "ما خلو كرامة للبلد وإلنا. ما خلوا كرامة للبلد نايمين ما بسحوا (يصحوا) مش قادرين ناكّل أولادنا".
من جانبه، أكد موقع "رؤيا" الأردني، إغلاق محلات تجارية أبوابها ودخولها "في إضراب سلمي مفتوح".
يمتلك الأردن أسطولاً مكوناً من نحو 20 ألف مقطورة، كثير منها مملوك لأفراد يقولون إن الظروف المعيشية تزداد سوءاً وإن التضخم المرتفع يزيد من صعوبة جني الأموال.
بحسب وكالة رويترز، لم تتأثر عمليات نقل البضائع والسلع إلى الأسواق المجاورة في العراق والسعودية بشدة، من جراء هذه التطورات.
كان بعض المضربين قد هددوا بتنظيم احتجاجات في الشوارع بمدن المحافظات يوم الجمعة المقبل.
وشهد الأردن موجة من الاضطرابات المدنية في مرات عدة، بسبب غضب المواطنين من السلطات جراء تدهور مستويات المعيشة والفساد وارتفاع أسعار الوقود.
يُشار إلى أنه بموجب برنامج الإصلاح الهيكلي لصندوق النقد الدولي، يلتزم الأردن بتعديل أسعار الوقود شهرياً بما يتماشى مع تقلبات السوق العالمية.
هذا العام وصلت أسعار المشتقات في الأردن لمستويات تاريخية غير مسبوقة، أرجعتها الحكومة إلى ارتفاع أسعار النفط الخام عالمياً. ويأتي الأردن في المرتبة الرابعة عربياً كأعلى سعر لمشتقات الوقود، بعد كل من لبنان وسوريا وفلسطين، بحسب معطيات موقع The Fuel Price.
يرى مراقبون أن أزمة إضراب الشاحنات في الأردن لن تمر دون رحيل الحكومة، لاسيما أنها لم تقدم أية حلول تحول دون تكبّد المملكة، المأزومة اقتصادياً، مزيداً من الخسائر.