تستغل الإمارات دورها في استضافة مؤتمر المناخ العام المقبل لتلميع صورتها الدولية، حتى قبل وقت طويل من انطلاق مؤتمر هذا العام "كوب 27" في مدينة شرم الشيخ المصرية، وفق ما ذكرت صحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء، 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
إذ استعانت الإمارات، التي ستستضيف "كوب 28" في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2023، بشركات دعاية عامة خصيصاً؛ للترويج لدورها في استضافة القمة المقبلة، وهي خطوة غير اعتيادية تفوق الجهود الترويجية للدول المضيفة لقمة المناخ في الأعوام السابقة، كما أنها تُبرز دور الإمارات المؤثر في مؤتمر كوب 27 لهذا العام.
شركات أمريكية تروّج للإمارات
وكتبت إحدى شركات العلاقات العامة الأمريكية "فليشمان هيلارد" (FleishmanHillard) في يوليو/تموز الماضي، مجموعة من الخطابات تؤكد مشاركة الوزراء الإماراتيين في مؤتمرات أو فعاليات، معظمها يحوي عبارة "الإمارات ستستضيف كوب 28 العام المقبل، وستشارك في كوب 27 في شرم الشيخ".
في حين تتواصل شركة أخرى، وهي "Akin Gump Strauss Hauer & Feld"، مع ساسة جمهوريين وديمقراطيين أمريكيين يروّجون لسياسات بيئية، أو يؤيدون الوقود الأحفوري، وتلفت نظرهم إلى أن الإمارات ستستضيف قمة كوب 28، بعد أيام فقط من إعلان تكليفها بذلك.
على أن مايكل هارت، من شركة فليشمان هيلارد، رفض وصف الإشارة إلى مشاركة الإمارات في كوب 27 وكوب 28 بـ"غير الاعتيادية". وقال: "لم يكن المقصود بكلمة "تشارك" سوى أن دولة الإمارات ستشارك في كوب 27، مثلما فعلت في مؤتمرات المناخ السابقة، مع الوفود الحكومية الأخرى والهيئات والمنظمات الدولية الملتزمة بإحراز تقدم في مجال تغير المناخ".
الإمارات تنفي
من جانب آخر، تجاهل مسؤول حكومي إماراتي استخدام شركة فليشمان هيلارد لكلمة "تشارك" في خطاباتها الداعمة للإمارات، نافياً أن ذلك يعني أي شكل من الدعم المالي أو التنظيمي لـ"كوب 27″.
وعند سؤاله عن مساعي الإمارات لكسب التأييد، قال: "الإمارات عقدت سلسلة من الاجتماعات مع نظرائها في الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة النشاط المناخي، ومشاركة الإمارات في كوب 27.. وهذه ممارسة شائعة ولا تعتبر ضغطاً. سنشارك في كوب 27 بنفس الطريقة التي تشارك بها الدول الأخرى".
على أن ملفات وزارة العدل الأمريكية تشير إلى أنه منذ سبتمبر/أيلول من العام الماضي، قبيل إعلان الإمارات الدولة المضيفة لـ"كوب 28″، زادت أبوظبي من "ضغوطها" ومساعيها الدعائية في قضايا المناخ.
شمل ذلك ما لا يقل عن 126,500 دولار في اتفاقيات مع شركة فليشمان هيلارد، تهدف إلى تحقيق "تأثير إيجابي عام لسمعة الإمارات"، مثل الترويج لمزاعم بأن شركة حكومية إماراتية تستخدم الطاقة الشمسية في جزء من إنتاجها للألمونيوم.
وفي سبتمبر/أيلول من هذا العام، أظهرت الملفات أن شركة "مصدر" للطاقة المتجددة في أبوظبي، عينت 3 خبراء استراتيجيين للعلاقات العامة مقابل مبلغ لم يكشف عنه "لدعم دولة الإمارات في استضافتها لقمة كوب 28 عام 2023".
"استغلال" قمة المناخ
بدوره، يرى ماثيو هيدجز، المحلل في شؤون الإمارات، الذي سجن 6 أشهر في الإمارات أثناء بحثه لنيل الدكتوراه، أن أبوظبي "أقل اهتماماً" بالتخلص من النفط وإيجاد موارد طاقة بديلة مما قد توحي به رسائلها.
وأضاف: "لا يمكنهم تحمل ذلك، والرسالة التي يبعثون بها هي: "أنكم تتوقعون منا المنافسة على نفس مستوى الاقتصادات المتقدمة، وهذا غير ممكن دون النفط". لافتاً إلى أنه من الضروري "فرض سياسات فعالة، لكن التحول عن النفط لا يبدو أنه سيتحقق بأي شكل من الأشكال".
كما أشار إلى أن "مصر لا يمكنها فعل الكثير دون مساعدة الإمارات. وهي ببساطة طريقة أخرى للحفاظ على الشرعية الدولية لكلا البلدين. إنها منصة أخرى يستغلونها ليقولوا: انظروا إلى كل الخير الذي نفعله، لا ما نفعله نحن فقط، بل كيف نساعد حلفاءنا في المنطقة".